من المتعارف عليه كثيرا ووفق المنظومة الفكرية الشيعية ان يقوم الفرد بالافتخار بانتمائه الى حزب معين او جهة معينة او تقليده لشخص معين والحرص على ابعاد كل صفة سيئة او غير حميدة عن ذلك الشخص وجلب كل ما يعتقد انه حسن والصاقه بتلك الشخصية سواء كانت تلك الشخصية مستحقة لذلك ام لا وسواء كانت تلك الشخصية تتحمل تلك الصفات وان لها القابلية على ذلك ام لا ولكن من غير المتعارف عندنا ان توجد شخصية في المجتمع تقف امامها الصفات الحسنة متحيرة او انك تجد نفسك في حيرة من امرك عندما تريد ان تمدح تلك الشخصية او لا اقل تذكر شيئا من مآثرها وحتى لا اذهب بعيدا ويطول بنا الكلام فانا اعتقد ان شخصية السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله تعالى عليه) كان من هكذا نوع من الشخصيات فلو نظر اي منصف في ابعاد شخصيته يجد ان فيها الكثير من المميزات التي لم تجعله في مقدمة العلماء فقط وانما اهلته ان يكون مصداقا للعالم من ال محمد والوريث لعلمهم وشجاعتهم وقيادتهم وارجو الا يتصور ذلك بان فيه مبالغة او غلو وانما هي الحقائق بعينها فمثلا وليس على سبيل الحصر نجد ان ما قام به من احداث ثورة في نفوس الشيعة في العراق حركت فيهم الشجاعة وازالة عنهم كابوس الرعب الذي كان يخيم عليهم بسبب تغول الطاغوت الملعون عليهم عجز الكثيرون في وقته من مجرد التفكير بها فضلا عن الاقدام عليها هذا من جهة من جهة اخرى نجد ان الكثير يحاول ان يثبت اعلمية شخصية ما بطرق متعددة ولكنها جميعها لا تخرج عن المألوف ولا تتعدى الامور الفقهية والعقائدية ولكن عندما يأتي الكلام عن محمد الصدر تجد هناك موسوعة الامام المهدي ونظرية مستقبلية لما يجري من احداث حال ظهوره او تجد فقه الفضاء او تحليل للنظرية النسبية وغيرها مما لم يعتد عليه الوسط الحوزوي الشيعي وهناك ايضا فقه العشائر وغيرها من المؤلفات التي عجزة العقلية الشيعية الكلاسيكية عن الاتيان بمثلها ليس في وقتها فحسب وانما الى وقتنا الحاضر ولربما الى المستقبل اعتمادا على المقدمات التي نلاحظها في تقديم العالم على غيره من العلماء فهنيئا لشيعة ال البيت بهكذا عالم همام وهنئيا لامة محمد وال محمد بهكذا شخصية اعادت للأذهان هيبة الامام المعصوم واحسن الله العزاء بفقده :
فهيهات ان يأتي الزمان بمثله … ان الزمان بمثله لبخيل