25 نوفمبر، 2024 10:57 م
Search
Close this search box.

حوار سخيف مع نطفة قذفها سكران

حوار سخيف مع نطفة قذفها سكران

لم يكن من السهل محاورة نطفة لم تكتمل كان قد رماها أحدهم في رحم أصيب بالوجع فأنتج هجينا سخيفا مـن مخلوق عكس نشأته في حواري السمسرة العلنية ، وبما أن الولد على سر أبيه ، أمسى مرآة مكبرة لوالديـــن أهملا تربيته وفق ما تربى عليه بنو البشر الأسوياء ، والسبب في ذلك أن الوالد شريب للخمر باحثا عنهــــا برأس دبوس وسط أكوام من القش ، أما الأم فشاردة هاربة من جحيم زوجها الذي لايطاق ، فأدى بها هــذا الحال إلى إدمان (الدياحة) والتسكع في الطرقات باحثة عن أحظان تحيط بخصرها أحاطة حرمت منها لوقت طويل ، أو (زعطوط ) يتولى رعايتها بأموال أبيه التي لاتنفد ، فصارت أشهر من تلك المرأة التي تغزل بها أبو نؤاس وكادت ان تكون سببا في قطع رقبته .. لم تزل المرأة شاردة هائمة على وجهها ، طريق يصدهـا وآخر يردها ، حتى ظهر فتى مراهق تلمع في عينيه نيران الشهوة والشبق .. يتمنى أن يتصيد أمرأة تتمتع بقسط من الجمال ، أو بأخرى قبيحة ، المهم أن لها معلما أنثويا يسد جوعه منها( وبعدين يحلها الحلال ) …. لايهمنا حال هذه المرأة وما فعلته لأن أمرها لايعنيني البتة فهي كسائر النساء اللواتي أصبحن ضحية أزواج كالبغال ، إنما يعنيني أمر إبنها (توم) ، وتوم هذا كبش فداء لأمه الدايحة لم يكن له هدف في الحياة سوى التشهير بمن هو أفضل منه لكنه لم يجد إليه سبيلا ، فماذا يعمل ؟ إنظم الى ثـلة مشاكسة ليتعلم منها ما يسد رمقه الفاضي من كل شئ اللهم سوى العلف ومن ثم الذهاب الى الحمام ! قرر (توم) أن يرتاد سوق الرذيلة لأشباع رغبته و الأنتقام لوالديه ، فرآى شخصا هناك رث الثياب وخم الطلعة ، كريه المنظر ، إقترب منه وقال مسلما ( هاي) انا توم .. أجابه : (هاي) أنا (قبيح) ، تشرفنا سيد هل لك ان تعلمني أصول اللعبة وخذ مني ما تريد ( الماما ) لاتبخل علي بشئ مهما كان غاليا ………… فرح القبيح بهذا العرض وهز رأسه معلنا موافقته على العرض الذي يسيل اللعاب ، قال له : أنت جاهل وأنا أجهل منك دعنا نحتك بمن هو أفضل منا لنتعلم منه ما جهلنا وحين نتعلم نبدأ بمهاجمته بجهلنا وغبائنا ، فكان لهم ما أرادوا ، فأول ضحية وقع بأيدهم هو بائع البطيخ ، أقتربا منه فقالا : ( الحكة بيش ) أجاب الرجل : إنها بدينارين ، قالا: وهل هذا البطيخ محلي أم مستورد ؟ قال الرجل : أنتما تريدان البطيخ لتأكلانه أم لتتعرفا عليه؟! .. أنتفض قبيح وصاح بوجه الرجل : أنت داعشي ناقص، زاد صديقه توم قائلا : أنت بائع بطيخ متخلف يجب علينا أبلاغ نقابة البطيخ ! ، نظر الرجل اليهما فتبسم إبتسامة لاتخلو من دهاء وخبث فقال: ( ولــــك أنت مو إبن ….. صاير فيلسوف براسي دروح أنعل أبوك لابو الخلفك ، وانت الثاني مو إبن ….. النزاح هم جاي تتفلسف براسي يلله إنقلع لاأطيح حظك وحظ ابوك ) هرب الأثنان لايلويان على شئ وفشلا في إستفزاز الرجل ، هاجر توم الى بلاد (الحرية) أما القبيح ظل هناك في ظلمة الجهل يرمي حجارة ثم يهرب.. لماذا ؟ لأنه حمار لايجيد سوى النهيق ، وهو يعلم قبل غيره أن الله سبحانه خلق الحمار وأنكر صوته ، لكنه يجهـــل السبب لنهيق الحمار ، دعني أخبرك يا سيد ( لو سمعت نهيق الحمار فأعلم أنه رآى شيطانا يسمى ……..)  أظن الصورة قد أكتملت ، وان أركانها قد أتضحت ، فلم تعد سرا أو شيفرة معقدة تحتاج لحاسوب عملاق كي يفك رموزها ، الملعون معرف ، والباطل مكشوف ، وكلاهما يتقدم الصفوف ، في زمن شنون أبو الصوف وبديله ذو الشعر المنتوف والفم المزروف ، هنيئا لكم هذا التطور في الفساد والسرقات والرشى والميليشيات وأراقة الدم وهجم البيوت وأنتهاك الحرمات وقطع الأرزاق …والما يشتري خل يتفرج علىينا ونحن في ذيل قائمة التقدم ، وفي مقدمتها في التخلف والفساد والرعب ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات