سؤال ربما طرق اذهان العديد من المتابعين للشأن العراقي بجميع توصيفاته ومكوناته وهذا السؤال يدعونا للوقوف عند الملامح التالية : اولا طبيعة الشخصية العراقية , ثانيا :جذور فعاليات الارادة باسم السلطة , ثالثا : غياب ثقافة النقد بشكل عام في عمق النسق الحضاري للمجتمع العراقي , وما يمكن ان نقوله عند الملمح الاول (طبيعة الشخصية العراقية) بأن عملية التغيير التي حصلت في الداخل العراقي لم تلقي بظلالها بشكل فاعل على شخصية الفرد العراقي بمعنى ان مصاديقها (اي عملية التغيير) في الانسان العراقي ومجتمعه ما زالت تبحث عن نقاط انطلاق واضحة , اما الملمح الثاني (جذور وفعاليات الارادة باسم السلطة) وباشكالها الثلاثة القضائية والتشريعية والتنفيذية نجدها تراوح في مكانها اي انها ما زالت تفكر ياسلوب ما قبل التغيير وتتصرف وفقا لمناهج الرفض الذي كانت تتبناه عندما كانت تشكل الجبهة المناوئة للنظام السابق , وهذا متأت لكون جميع القوى تنظر الى هدف واحد وهو السلطة وهذا ينطبق على كافة التوصيفات (الكردية والتركمانية والشيعية والسنية والاسلامية والعلمانية) ما جعل حالة الوطنية الحقيقية تشكل غيابا واضحا في المشهد العراقي الا من ممارسات محدودة لا تشكل ابجديات الطموح وهذا ينعكس ايضا على فعالية النقد كثقافة رائجة , اما الملمح الثالث (غياب ثقافة النقد في عمق النسق الحضاري للمجتمع العراقي) فيكفي ان ننظر الى مجموعة المؤثرات التي يزخر بها التاريخ القريب والبعيد , وهنا باجتماع الملامح الثلاثة نجد ان ثقافة النقد من الطبيعي ان تكون غير فاعلة وغير متبناة في النسق الاجتماعي والثقافي والسياسي والديني في العراق , فممارسته (اي النقد) قد تأتي عليك بمحاذير وعواقب وخيمة لذا من الملائم جدا ان نبحث عن اليات جديدة لايجاد الملامح الفاعلة البديلة او بعث الروح في الملامح القديمة وتغيير بوصلتها من اجل جعل النقد ثقافة بل ظاهرة ثقافية الكل يبحث عنها ويقف عندها فهي تشكل المفتاح لعملية تغيير انساني واجتماعي في عموم العراق .