23 ديسمبر، 2024 6:37 م

الساحة العراقية خنادق وبيادق والاعبون دوليون وداعش أخر ألآدوات

الساحة العراقية خنادق وبيادق والاعبون دوليون وداعش أخر ألآدوات

كانت أرادة الرجال التي لاتهاب الحرب وتحب السلم تقول :-
أذا ركبتم فركوب الخيل عادتنا .. وأن نزلتم فأنا معشر نزل 
خنادق الساحة العراقية هي :-

1- الجهل

2- الطائفية

3- العنصرية

4- النفاق

5-  حب المال

عندما أنتهت مدة عمل ماريا وهي من مساعدات بول بريمر ومنسقة ألآعمال ألآمريكية في بابل قالت : لم أر شعبا منافقا مثل هذا الشعب , ولم أر شعبا يحب الدولار مثل هؤلاء ؟

وعليه فأن كل الذين تعاملوا مع ماريا ووقفوا ينتظرون بذل على بابها هم فاشلون سياسيا وساقطون أخلاقيا وهؤلاء منهم من صار وزيرا ومنهم من صار نائبا وهم من كل ألآحزاب والكتل بلا أستثناء .

وبول بريمر الحاكم المدني لآدارة ألآحتلال ألآمريكي قال في كتابه ” سنة من العمل في العراق ” : أسرع قرار مررناه في مجلس الحكم هو قرار رواتب أعضاء مجلس الحكم ؟

وبريمر الذي وصف أعضاء مجلس الحكم ومناوبيهم بأقسى وأحقر ألآوصاف , وهؤلاء منهم الوزراء ومنهم النواب ومنهم رؤساء كتل وأحزاب , وهم الذين أصبحوا بيادقا في لعبة الديمقراطية ألآمريكية الكاذبة , فالبيادق هم كل من :-

1- رؤساء ألآحزاب

2-  رؤساء الكتل

3-  رؤساء العشائر

4- بعض المعممين

5-  بعض السياسيين والكتاب 

6- بعض الضباط  المنتسبين للقصر الجمهوري سابقا

7-  بعض المختصين في علوم الذرة وعلوما ا لبيولوجيا والكيمياء من الذين كانوا يعملون في مديرية مخابرات صدام حسين , وهؤلاء موزعون على كل محفظات العراق ويتقاضون رواتبا سرية تأتي شهريا ضمن مغلفات مغلقة تسلم الى البنك المركزي وفروعه في المحافظات بسرية تامة , ولهؤلاء هويات خاصة لها أجال محددة , وبعضهم تم تسفيره الى أمريكا وبعضهم لايزال في العراق لآن اللعبة لازالت مستمرة في العراق مما يجعل مهمة رئيس الحكومة المكلف الدكتور حيدر العبادي شاقة ولكنها ليست مستحيلة أذا أحسن أختيار فريق عمله وكادره ألآستشاري في ألآمن والسياسة وألآقتصاد والثقافة وألآعلام .

كان بول بريمر يطلب من بعض رؤساء العشائر تشكيل أحزاب , وكان بعضهم يأتيني طالبا مني أن أكتب له نظاما دخليا حزبيا , وعندما أسأله لماذا وماهي حاجتك لنظام داخلي حزبي وأنت رئيس عشيرة ؟ يقول : أن بريمر طلب مني ذلك , فأقول له : أن بريمر يضحك عليكم ويريدكم تضيعوا المشيتين , بحيث لاتظلوا رؤساءا لعشائركم ولا تصبحوا أحزابا ناجحة ؟

ونتيجة مواقفي هذه كانت ماريا المنسقة ألآمريكية في الفرات ألآوسط تقول عني : أنني خطر ويحسبون لي مليون حساب ؟ ويبدو أن هذا ألآمر هو الذي جعل جميع رؤساء الكتل وألآحزاب يتحاشون ظهوري على فضائياتهم مثلما يتحاشون التقرب مني ولاسيما الذين كانت تربطني بهم علاقات عمل جهادي لسنين طويلة  ووشائج عائلية لايمكن التنكر لها  , ومن ألآدلة على ذلك أن السيد نوري المالكي أراد أن يصدر لي قرارا بدرجة مستشار وأتصل بي موظفو رئاسة مجلس الوزراء قسم التنمية البشرية وطلبوا مني السيرة الذاتية وأتصلوا بعد أسبوعين ليطلبوا مني مستمسكاتي , ولكن نوري المالكي لم يف بوعده والسبب كما أرجح هو النفوس المريضة من حوله الذين يخافون من كل وطني صاحب تاريخ ناصع وفكر واسع , والسبب ألآخر هو الخوف من ألآمريكيين الذين لهم حضور في كل شيئ ؟

وأقول لكل أخواني العراقيين ومن يحب العراق من العرب والمسلمين أن للعبة الدولية مركزها العراق منذ أسقاط الدولة العثمانية وأستدراج أولاد الشريف حسين من مكة الى العراق ليكونوا عائلة مالكة لاتعرف مستقبلها بعد أن جعلوهم يعيشوا أجواء الطراز الغربي من الحياة مثل : شرب الخمر للرجال ونزع الحجاب للنساء , وهذا هو الذي زرع الخدر والتقليد المشوه للحياة الغربية في الغناء والتمثيل والمسرح واللباس وألآكل والشرب وبعض العادات ألآجتماعية غير ألآصيلة , يقول أحد الكتاب الغربيين , أنني أخرج عن ألآستقامة أحيانا فأشرب قليلا وأستمع للموسيقى قليلا , ولكن العرب ويقصد هنا المسلمين , فأنهم يسرفوا كثيرا في الشرب ويحلو لهم قضاء حياتهم في الغرام والعشق الحرام وملازمة  القمار ؟

وقف أوباما على أثر ذبح الصحفي ألآمريكي ” جيمس دوفلي ” من قبل داعش ليقول : أن داعش تعتدي على الولايات المتحدة , وفي الوقت الذي نسجل فيه أدانتنا لعمل داعش الوحشي والبربري بذبح الصحفي ألآمريكي , ولكننا في نفس الوقت نسجل أن هذا الموقف ألآمريكي لايعبر عن معايير أخلاقية أنسانية وأنما يعبر عن تعصب أمريكي لايجعل من أمريكا بلدا كما تدعي يدافع عن الديمقراطية فلقد أنتهكت داعش حرمات وكرامات وأعراض الناس في سورية والعراق ولم تتحرك أمريكا بل كانت لاتبالي في كثير من ألآحيان وفي بعض ألآحيان كانت تقف وراء ماتقوم به داعش , وأما تحركها عندما أقتربت داعش من أربيل فهو تحرك مكشوف ألآغراض معروف ألآهداف , ففي أربيل كثير من المستشارين ألآمريكيين , وكثير من الشركات البترولية وكوادرها ومع هذا الحشد ألآمريكي بعض ألآسرائيليين تحت عناوين مختلفة كانت أدارة ألآقليم تنكر وجودهم خصوصا أمام الحكومة المركزية الفدرالية التي أصبحت أيام حكومة نوري المالكي تغص بالمشاكل التي أنستها مايجري في أقليم كردستان العراق وأصبح مطار أربيل محطة لما هب ودب حتى بلغت الحالة بكثير من الزوار ألآجانب أن لايفكروا بأخذ موافقة الحكومة المركزية ولم يتوقف ألآمر عند زيارة داود أوغلو وزير خارجية تركيا وأنما أمتد ليشمل زيارات بعض أطراف المعارضة السورية وبعض الشخصيات اللبنانية  من جماعة ” 14″ أذار وحتى زيارة البطرك الماروني بشارة الراعي الى أربيل لتفقد أحوال المسيحيين الذين هجرتهم داعش تمت دون زيارة بغداد وهو خرق دبلوماسي نتيجة تعمد رئاسة أقليم كردستان ذلك .

وتصريح أوباما بأن المواجهة مع داعش ستطول هو أيذان بفتح ساحة العراق والمنطقة على مزيد من ألآحتمالات المجهولة , وهي جزء من مخططات الاعبين الدوليين وعلى رأسهم أمريكا التي تمتلك القدرة على تحريك البيادق في العراق كما تتحرك بيادق الشطرنج علما بأني لست لاعبا للشطرنج ولا أعرف هذه اللعبة  ولا أهتم بها بمقدار معرفتي وأهتمامي باللعب الدولية  لآن ذلك جزء من عقيدتي وتكليفي الشرعي ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لايحب المعتدين ” – 190 – البقرة – ” وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ..” – 191- البقرة – ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله ألآ أن نصر الله قريب ” – 264 – البقرة –

والقصد ألآمريكي من وراء أطالة المواجهة مع داعش لايعني أن ألآمر متوقف على داعش فقط , فداعش معروف من يمولها وهي قطر ورؤس أموال سعودية وخليجية ,  وقد صدر قرار من مجلس ألآمن لايقاف التمويل , ومعروف من يسهل المرور لداعش وهي تركيا , ولكن ماينقص قرار مجلس ألآمن هو عدم تسمية الممولين والمسهلين والداعمين وهي تعرفهم وهناك وثائق لدى ألآمم المتحدة بذلك , والتصريحات ألآمريكية حول العراق لازالت ضبابية وعلى طريقة المثل الشعبي ” خد وعين ” فمصطلحات حكومة الوحدة الوطنية , والفدرالية لازالت مساحات تتنقل فيها ألآدارة ألآمريكية لدغدغة مشاعر البعض فوق الطاولة وفي نفس الوقت توحي تحت الطاولة ماتريد أن توحيه , على أن فريق فوق الطاولة أمريكيا ليس ثابتا , وفريق تحت الطاولة يظل أحتياطا مغريا أصحابه بالوعود ولكنها في النهاية واحدة للطرفين في علم الجيوسياسة , ولذلك قال الشاعر العراقي أحمد مطر رحمه الله :-

أنا ضد أمريكا الى أن تنقضي .. هذي الحياة ويوضع الميزان

الخنادق والبيادق في الساحة العراقية هي جزء بنيوي من المنظومة ألآجتماعية والسياسية العراقية , فللطائفية تاريخ ورصيد روائي وثقافي أختطف كثيرا من الثقافة القرأنية وذلك ألآختطاف هو الذي شكل خلالا بنيويا في ثقافة كثير من المسلمين مثل عدم معرفة معنى ألآصطفاء , والعصمة وحدودها , وألآمامة وأمتدادها , والشفاعة , والتقية ومعناها , والبداء ومفهومه العقائدي الفلسلفي , والغيب وحدوده , كل ذلك يعد من أركان الثقافة القرأنية التي أستفرغت بمقولة ” من كان يعبد محمدا , فمحمد قد مات ” ولذلك سارع ألآمام علي بن أبي طالب لتصحيح هذا المفهوم فقال : أيها الناس خذوها عن رسول الله “ص” أنه قال : يموت الميت منا وهو ليس بميت , ويبلى من بلى منا وهو ليس ببال ” ولكن تحول السلطة الى سلطة زمنية فسح الفرصة لآمثال تلك المفاهيم الخاطئة أن تعشعش في أذهان الناس التابعين للسلطة الزمنية ووعاظها , وعندما ضعفت ألآمة روحيا رغم سعتها الجغرافية ودخلت أمم أخرى على خط المواجهة على قاعدة ” وتلك ألآيام نداولها بين الناس ” فعندما دخل ألآوربيون الى المجتمع ألآسلامي وهم متعلمون لذلك درسوا القرأن وكتب المرويات مثلما مسحوا جغرافية المنطقة العربية وألآسلامية فوجدوا في المنطقة العربية ولاسيما العراق بأعتباره أخر قاعدة للحكم العباسي لذلك ركزوا على العراق للموروث الثقافي ومن هنا ساعدوا على ظهور الحركة الوهابية قبل مئتي عام , وكان لبريطانيا تخطيط تأسيسي في ذلك , وعندما ظهر البترول في السعودية أستفاد مشايخ الوهابية من الثروة النفطية فوسعوا نشاطهم  ولكن تطرفهم وسرعة أندفاعهم لمهاجمة العتبات المقدسة في النجف ألآشرف وكربلاء , جعل بريطانيا تتخوف من ذلك على مصالحها , فسارعت لآحتلال العراق عام 1917 ثم أستغلت فترة أختلاط ألآوراق فأصدرت وعد بلفور لاستيطان اليهود في فلسطين , وبعد أن تمت معاهدة سايكس بيكو ورسم ألآوربيون خارطة العراق والبلدان العربية وألآسلامية ليضعوا حواجز قهر الشعور ألآسلامي العربي ويجعلوا منه مطلبا تارة بيد القوى القومية وتارة بيد القوى المتطرفة وكلاهما لايمثلان الشعور ألآسلامي الحقيقي  , من هنا حدث الفراغ الفكري في العالم العربي وألآسلامي وظل ألآوربيون يتحكمون بأي توجه لملئ ذلك الفراغ دون تحقيق مصالحهم , فعندما فشلوا في نجاح تجربة ألآحزاب القومية , راحوا يحركوا أجنحة التطرف التي أعدوها لمثل هذه ألآيام فكانت داعش تعبيرا عن سياسة الفوضى الخلاقة التي تبناها الغرب بقيادة أمريكا , ولآن أمريكا مشغولة اليوم بمحاور كثيرة منها محور البريكس وفي مقدمتهم الصين , لذلك يصرح أوباما أن الحرب مع داعش ستطول , لآن أمريكا لم تجد بديلا للمنطقة العربية ومنها العراق فتريد أن تشغل العراق بداعش وتجعل من أقليم كردستان بيضة القبان ومن تركيا الوكيل الميداني ولذلك صرح عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردي التركي من سجنه بأن أيام المواجهة مع الحكومة التركية قريبا ستنتهي , وعندما يصرح جو بايدن نائب الرئيس ألآمريكي بأنهم مع العراق الفدرالي وهم من وضعوا مصطلح المناطق المتنازع عليها في الدستور العراقي وهي قنبلة موقوتة لتفجير ألآوضاع في العراق , ولكن التهديد الذي واجه أقليم كردستان من داعش يجعل من قيادة ألآقليم والسياسيين ألآكراد العراقيين يعيدوا حساباتهم , ولكن بعضهم لازال تحت تأثير العواطف التي أندفعت مع موجة الدعوة للآنفصال خصوصا بعد سقوط الموصل بيد داعش نتيجة خيانة وتخاذل مخطط له دوليا وأقليميا .

أن داعش هي أخر ألآدوات المكشوفة حاليا , ولكن ستظل أمريكا ومن معها من بريطانيين وفرنسيين وألمان وصهاينة يحاولون أستحداث أدوات جديدة أخرى , وأذا بقي الجهل مساوما عليه في العراق كالذي يجري في ألآنتخابات أو كالذي يحاول البعض تسويق مفاهيم التهميش ليستثير به مجموعة من العراقيين , أو كما يحاول البعض من أن يرفعوا صوتا مشاكسا ومشاغبا مستغلين مايحدث نتيجة المواجهة مع العصابات ألآرهابية لتسقيط هذا الطرف أو ذاك بحجة الفساد والتفرد في أتخاذ القرار في حين أن كل هؤلاء هم بؤرا للفساد ونموذجا لآمتيازات العوائل والتسلط الفردي , وهم يشتركون في صناعة خنادق الجهل والنفاق والطائفية , مثلما يشكلون بيادقا طالما حركها المحتل وأستواها ألآجنبي لتكون صوتا له وممثلا لآرادته , وعليه تجاه هذا الواقع البنيوي المعقد , لابد للحكومة الجديدة ورئيسها من ألآرادة الصلبة والكادر المتخصص الكفوء والمعروف محليل وأقليميا ومن السهولة التعرف عليه دوليا من خلال مايملكه من رصيد علمي وتاريخ سياسي , فالجمع بين العلم والسياسة ضرورة لكل كادر عراقي يريد التخلص من شرنقة الجهل وكهوف النفاق وأقبية الطائفية , وألآنفتاح ألآجتماعي والفطرة الطيبة التي تتحلى بها الشخصية العراقية تساعد على هذا الحل أذا توفرت أدواتها وهي النزاهة وألآخلاص والكفاءة والخبرة , أي أن على رئيس الحكومة الجديدة أذا أراد أن ينجح أن يتخلص من ألآطر الحزبية فكلها ثبت فشلها , وأن يتخلص من التكتلات التي سادت مابين ” 2003 – 2014 ” فكلها ثبت عقمها , وأن ينفتح على عمق الفضاء ألآجتماعي والسياسي العراقي ليجد فيه كثيرا من النخب نادرة الجودة معروفة بالسمعة الحسنة وألآداء المقبول من القاعدة الشعبية , وأن يبتعد عن هياكل تنظيم التجربة الماضية دون أن يعاديها , وهذا أمر يحتاج الى حكمة عالية ورجال يصنعون فجر العراق كما صنع رجال سنغافورة فجرا جديدا لسنغافورة التي كانت غاصة بالفساد والتخلف في الستينات من القرن الماضي , ومايساعد العراق على البناء السريع وجود السيولة  المالية ذات المصادر المتعدة وليس النفط هو الوحيد كما يقول البعض .