من أشد الأمراض فتكا بالأحزاب السياسية على مختلف توجهاتها هو التملق لرئيس الحزب وموافقته دائما وإن كان مخطئا وهذا المرض منتشر في جميع الأحزاب ولا يوجد حزب واحد مستثنى من ذلك لذا نجد أن غالبية الأحزاب تبدأ نقية همها الوحيد نفع المجتمع ولكن بمرور الوقت يبدأ الوصوليون بالزحف لنيل أعلى المناصب في هذا الحزب أو ذاك ويبدأ العاملون المخلصون بهذا الحزب أو ذاك بمواجهة هذا المد ولأن هؤلاء مخلصون لا يتملقون ولا يوافقون رئيس الحزب على كل ما يعمله ويطرحه ولا يبررون له أخطاءه يتم إقصاؤهم وتهميشهم وتهجيرهم وفي قبال هؤلاء المخلصين تقف بالضد منهم قوة ليست بالهينة قوة التملق لرئيس الحزب وموافقته دائما وتبرير أخطائه قربة له …
فتبدأ عملية المحاربة والإقصاء للخط المخلص للشعب والوطن ويتسيد الخط المتملق الذي ليس له هم إلا مصالحه الشخصية وبمرور الزمن نرى مجموعة من الأحزاب تحكم بلد ما ليس لها هم إلا مصالحها الشخصية فيصبح البلد يئن تحت ظلم هذه القوى السياسية الفاسدة والفاشلة …
ومن أوضح المصاديق حزب البعث الذي قام أحد المتسلقين الوصوليين (صدام حسين) وبمساعدة كثير من المتملقين بتصفية كوادر الحزب الأوائل من دون أن يرف له جفن وسط تصفيق حار وأهازيج ودموع الجبناء المتملقين …
ثم تاولت مجازره البشعة بحق الشعب العراقي وأخذ العراق يسير من سيء إلى أسوء وهذه هي النتيجة الطبيعية إذا ما استولى الوصوليون والمتملقون على أي حزب وعلى أي حكومة !