23 ديسمبر، 2024 5:47 م

التحالف الوطني أدرى بعمله يا أمير موسوي

التحالف الوطني أدرى بعمله يا أمير موسوي

يقول المحلل السياسي الإيراني أمير موسوي (ان التحالف الوطني اليوم في أضعف حالاته، فقد أسقط أقوى ورقة بيده وهي ورقة نوري المالكي، فكان بإمكان التحالف الوطني الحصول على إمتيازات ومطالب كثيرة من السنة والكورد والأمريكان مقابل تغيير المالكي، ولكنهم تنازلوا عن تلك الورقة بلا ثمن وجعلوا خصومهم يفرضون شروط المنتصر).
ذلك التحليل للسيد موسوي؛ يفتقر الى الموضوعية نظراً لعدم تواجد المحلل في ساحة الحدث السياسي العراقي، بالرغم من إمكانية التصور بل والتثبت من بعض المسلمات التي تجاهلها السيد موسوي، لكي يتندر بإكتشافه خطأ جسيماً قام به التحالف الوطني حسب ما يرى موسوي!
في واقع الأمر فإن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، كان ورقة ضغط بيد السياسيين السنة والكورد ضد الشيعة أنفسهم! سيما بعد أحداث الموصل، فالسنة يعيشون اليوم ربيعهم المؤمل، وعندما نقول السنة فإننا نتحدث عن التيارات السياسية السنية التي رضي بعضها بداعش ودولته الإسلامية المزعومة، ويأمل بعض آخر منهم بعودة البعث، والقسم الثالث كانوا مجرد بيادق بيد المالكي يديرهم أينما شاء يبتز بعضهم ويشتري بعضاً آخر! ولعل موسوي لم يسمع بمصطلح (سنة المالكي) وأن رئيس البرلمان سليم الجبوري هو أول من أطلق عليه ذلك المصطلح، ومع ذلك أنتخب رئيساً للبرلمان!
أما الكورد فقد تحققت أحلامهم بضم المناطق المتنازع عليها الى الإقليم، وما عاد المالكي لدى الكورد سوى ورقة بالية، إن نجحت تلك الورقة فلن تنجح الا بكسب المزيد من المصالح للإقليم، وإن فشلت فلن يخسروا شيءً إطلاقاً. الكورد والسنة القوا الكرة في ملعب الشيعة، وهددوا الشيعة بالموافقة على التجديد للمالكي واولهم سليم الجبوري الذي لعب لعبته مبكراً، وكذلك مسعود برزاني الذي صرح بالإنفصال. السياسيون الكورد والسنة صرحوا بأن مسألة الولاية الثالثة لا تعنيهم بل تعني التحالف الوطني وليست لديهم خطوط حمراء على المالكي فبماذا يساومهم الشيعة؟!
أما العبئ الثقيل والتهديد الجاد فقد كان على الشيعة أنفسهم، فالشيعة دفعوا الثمن غالياً نتيجة أخطاء المالكي وتشبثه بالسلطة؛ فقد إنتشرت الجماعات الإرهابية في جميع أرجاء الوطن، وأنهارت المنظومة الأمنية في ستة محافظات وباتت خمسة منها بيد تنظيم داعش الإرهابي والسادسة بيد الكورد، وأضحت مدن بغداد وبابل وكربلاء في مواجهة مباشرة مع الإرهاب! وأصدرت المرجعية على أثر فشل الحكومة فتواها بالجهاد، وخرج شباب وكهول الشيعة ذائدين بالأنفس لصد خطر داعش!
لم يشهد موسوي كيف أنتزع الشيعة الحكم من المالكي، فلم يكن حاضراً في شوارع بغداد أيام تنصيب العبادي، ولم يشهد إنتشار القوات الأمنية والى أي المناطق كانت موجهةٌ فوهات الدبابات! ولعله لم يتراقى الى أسماعه خبر الإنذار الذي دخل فيه قيادات التحالف الوطني، ولم يعلم أين قضى العبادي ليلة تنصيبه! وأين أختبئ بقية قيادات دولة القانون الذين وقفوا الى صف العبادي، حيث تم إخفائهم خوفا من بطش المالكي فهرب البعض منهم الى كنف عشائرهم ومنهم من خرج خارج البلاد، ولم يعلم موسوي بالتأهب الأمريكي لإقتحام المنطقة الخضراء وتأمين القيادات المستغيثة بهم، سيما رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي تعرض لتهديد من المالكي تحدث به صراحة عبر الفضائيات!
معركة التحالف الوطني السياسية كانت بالدرجة الأولى مع المالكي نفسه لا مع الكورد والسنة، وفي تلك الظروف العصيبة التي مرت على السياسيين الشيعة، وفي الساعات الأخيرة من إنتهاء المهلة الدستورية لتعيين رئيس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية، تصدى رجال التحالف الوطني وتحدوا تهديدات المالكي وقدموا العبادي كمرشح وحيد متفق عليه من غالبية مكونات التحالف الوطني.
في الختام نقول لموسوي: أننا لسنا في معرض الدفاع عن التحالف الوطني، ولكن أهل مكة أدرى بشعابها.