خلال العشر سنوات الماضية، لم يشعر المواطن العراقي بالتغيير المزعوم، وخلال تولي الحكومة السابقة كانت السياسة التي تنتهج شبيهة بسياسة البعث؛ وأُستخدمتْ ديكتاتورية الحزب الواحد والقائد الضرورة، الآن.. وقد أينعت ثمار التغيير، وأصبحت ذات طعم حلو المذاق، بعد ان ذاق المواطن مرارتها، بسبب دس السم بالعسل والوعود الكاذبة، التي كانت تغازل المواطن البسيط.
حان وقت قطف ثمار التغيير، وطرد سياسيي الصدفة ممن تسلقوا على اكتاف المواطن، وتشبثوا بالسلطة وكأنهم أكملوا ما فات على الديكتاتور المخلوع أن يفعله.
يتخوف بعض المواطنين، أن تكون نتائج تشكيل الحكومة الجديدة؛ مؤدلجة لصالح جهات وأحزاب كبيرة، بعيداً عن تكليف الكفاءات، وتخشى أيضاً أن تنتهج سياسة الحكومة السابقة، وأن الأمر مجرد تغيير وجوه؛ بدأت فعلاً كتل “التحالف الوطني” برحلة التغيير؛ بعد إن قررت ذلك عبر رفضها مبدئ الولاية الثالثة؛ إيذاناً لتشكيل حكومة قوية تستطيع إدارة جميع الملفات، والمواطن يترقب، ما ستؤول اليه نتائج مباحثات تشكيل الحكومة المقبلة.
ثمان سنوات عجاف، وأزمات لم تتوقف، أصبح الإرهاب مرضاً خطيراً أصاب بدن العراق والمنطقة، جراء سياسات الحكومة السابقة، الغير منطقية والغير محسوبة العواقب، الثوابت والمتغيرات في السياسة الأمريكية، أصبحت مكشوفة وبان المستور، أوباما الفارس الاسود، الذي يمتطي فرساً أبيض، هو من سينقذ المنطقة من خطر مسلحي ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، السؤال هنا.. من هي الدول: التي ساعدت مسلحي القاعدة لبسط سيطرتهم، على مناطق كبيرة في الشرق الاوسط؟ في حين ان الأقمار الصناعية ترصد تحركات النمل في جحورها!
توصيات المرجعية العليا الرشيدة أوضحت:(ان الظروف الراهنة التي يمر بها العراق، كانت بسبب الأزمة السياسية، وأمرت التحالف الوطني بإعتباره الكتلة الأكبر، بترشيح شخصيات جديدة، قادرة على إنقاذ العراق من شبح التقسيم والحرب الدائمة.
حاولت الأجندات الخارجية، على تمزيق وحدة النسيج الاجتماعي لهذا البلد، والخطورة تكمن بإقحام الشعب العراقي، في شدّ طائفي ونفسي واجتماعي بين مكوناته، وهذه الخطورة أكبر بكثير من أن يكون هذا الشدّ والتوتر محصوراً بين السياسيين.
نجح السيد عمار الحكيم بلملمة “البيت الشيعي” في التحالف الوطني، ليكون هذا التحالف، مؤسسة حقيقية تستطيع أن تكون شورى الدولة القادمة، وقيادة المباحثات ما بين الكتل الأخرى، وتشكيل الحكومة المقبلة، بدون تهميش أي جهة، وبالتأكيد إن هذا هو الحل الأمثل؛ للخروج من الفترة المظلمة، طوال الثمان سنوات الماضية.
إن الفترتين الرئاسيتين اللتان قضاهما السيد نوري المالكي، لم تكنا سوى إستكمالاً لظلم وعنجهية صدام، وديكتاتوريته المقيتة؛ وأنوه هنا عن سياسة، وليس لشخص أو تشخيص.
فلا منجزات حقيقية وأمان ملموس، تجعل أقلامنا تجامل على حساب الشعب العراقي، فجميع أبناء الشعب العراقي، ناشد التغيير وصرخ بأعلى صوته كلا للبعث، ومن طالب بالتغيير ليس خائناً؛ كما خان أخوة يوسف!