ما حصل اليوم في بغداد يشبه الى حد كبير ما فعله السيسي في مصر حيث إن الاخوان هناك تسلطوا على رقاب الناس بعملية ديمقراطية و من ثم نهبوا مصر و حولوها خلال سنة من حكمهم من منارة للأدب و الفن الى تورابورا جديدة و رجعوا بالناس الى عصر الجواري و الإماء و أسلمة المجتمع و هذا ما فعله المالكي و حزب الدعوة حيث عملوا على دعونة الدولة ( من حزب الدعوة ) و نهبوا خيرات العراق و ملؤا الارض فسادا بحيث اصبح العراق من اكثر بلدان العالم فسادا و اشتروا الضمائر و الذمم و تحول حاشية المالكي من أناس معدمين قبل التحرير الى أصحاب المليارات و أغرقوا بنوك دبي و أوروبا بأموال السحت الذي سرقوه من قوت الشعب .
أنا بأعتقادي بأن سيسي العراق كان السيد ابراهيم الجعفري الذي سحب البساط من تحت أقدام المالكي و هدم عرش الشيطان الذي بناه خلال ثمان سنوات ، و هذا ما لم يتوقعه أحد نظراً الى شخصية الجعفري المسالمة و القريبة من التصوف منها الى المواجهة و كانت فعلا ضربة معلم كما يقول المصريون ترنح على أثرها المالكي و حاشيته و جعلتهم في حيص بيص قد يؤدي بهم الى ارتكاب حماقات تكون عواقبها و خيمة عليهم و على الشعب العراقي .
إن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت و سنرى تحشيداً إعلاميا و بشريا من المالكي و حاشيته خاصة و أنهم يملكون الجزرة التي يلوحون بها للذين على استعداد لبيع ضمائرهم ألا وهي الأموال الطائلة التي بحوزتهم ، و سيركزون كما فعل مرسي في مصر على كلمة ( الشرعية ) و قد يقدمون كما قلنا على حماقة تهد المعبد المترهل أصلاً من خلال الزج بمليشيا عصائب اهل الحق المسلحة لخلق مواجهات دموية ضد أصحاب ( الانقلاب ) و هنا سيتدخل جيش المهدي لحماية التغيير الذي طالبت به المرجعية و يحصل ما لا تحمد عقباه ، و من أجل درء الفتنة عن العراق و التفرغ للمهمة الأصعب ألا وهي طرد داعش من العراق على القادة و أهل الحل و العقد في البرلمان العراقي و من خلفهم المجتمع الدولي الذي رحب بهذا التغيير أن يقوموا بعدة أمور على وجه السرعة منها :
اولاً:
أيصال رسالة شديدة اللهجة و حازمة في فحواها الى المالكي بأن القيام بأية حماقة ستكلفه و من معه غالياً و سيقدم الى المحاكمة .
ثانيا:
الطلب من الجيش العراقي أن يكون ولو لمرة واحدة في تاريخه جيشا و طنيا و أن لا يقف على الحياد بل ينحاز الى العراق كوطن و شعب و أن لا يكون أداة قمع مرة أخرى .
ثالثا :
الطلب من السيد العبادي تقديم تشكيلة حكومته على وجه السرعة و من ثم تقديم التشكيلة للبرلمان للمصادقة عليها في مدة لا تتجاوز ١٥ يوماً .
رابعاً :
الطلب من الجامعة العربية الضغط على دول الجوار العربي بمباركة هذا التغيير كما فعلوا مع مصر و المساهمة في القضاء على الارهاب الذي إن بقي في العراق سيتحول لا محالة الى دولهم .
خامسا:
الدعوة الى عقد مؤتمر وطني حقيقي للمصالحة و الاستفادة من تجارب الدول التي كانت لها مشاكل تشابه مشاكلنا و منها جنوب افريقيا و العمل على طي صفحة الماضي الأليم و البدء في بناء عراق جديد .
على الشعب العراقي أن يطوي صفحة الثمان سنوات العجاف من تأريخه و يحاول لملمة الجراح و العمل على بناء الوطن من جديد على أسس الشراكة الفعلية و نبذ سياسات الإقصاء و التهميش لأي مكون من مكوناته ، و إلا ستكون النتائج و خيمة و تهدد مستقبل هذا الوطن و وحدة أراضيه وهذه هي فرصتنا الاخيرة التي إن فرطنا فيها فلن تقوم للعراق قائمة بعدها و لات حين مناص .