23 ديسمبر، 2024 5:06 م

أمرٌ مرعب.
العقلاء يرون الأمور بالبصيرة قبل البصر. أما المادون فيرون بالبصر ,ثم البصيرة وآخرون لا بصر لديهم ولا بصيرة. وإن كان عندهم بصر فإن مركز دماغهم لا قدرة له على تحليل ما يرى.وهناك من يربط بين البصر والحواس الأخرى فيحلل المشاهد أو ما يرى و يسمع وإنْ ضعفتْ عنده البصيرة.وهناك من هو بصير فقد البصر. ولكنه ذو بصيرة مستكشفة مستنبطة يرى بعقله الأمور ويزنها ويتحقق منها ويستخلص النتائج والعبر.ويبدو إن من تسلط على العراق وأهله لا بصر لديه ولا بصيرة.والدليل ما وصل إليه حال العراق وشعبه.

نحن معشر المسلمين و العرب وبخاصة العراقيين في هذه الحقبة من الزمن قد تعطلت لدى غالبيتنا لدينا البصيرة والبصر. وسكنت الحواس والجوارح مستسلمة يائسة, بعد أن أُحْبِطت تائهةً في خضم هذا البحر المتلاطم الذي زجنا به سياسيو هذا الزمن الأغبر, من أزمات وبرك دماء وتهجير قسري وضياع وطن وتدني في العلم والمعرفة ,وتآكل لبنى الوطن التحتية ,وبطالة مستشرية وجوع وحرمان لغالبية الشعب ونهب للأموال العامة. والمصير مبهم مجهول .هذا كلامٌ ممل وتحدث به الكثر من خاصة الناس وعامتهم. فما العمل ؟؟مع إن المتسبب معروف ومُشخص. وهو يعلم هذا سواء كان فرداً أو مجموعة أوكتلة كان أو حزبا أو طائفة.

إن ما جرى في بلدنا العراق وما يجري لو شاء الله أن يحدث عُشْرَهُ في أي بلد لتصرف المتسبب أو المساهم أو المشارك. وبادر للإبتعاد عن المشهد السياسي وتوارى خجلاً فأراح وإستراح .هذا إن كان المتسبب شخصاً غير مدعٍ للتدين ولم يسمي نفسه إسلامياً .أما إن كان قد قدم نفسه للناس بأن الأسلام قد تملك ضميره وعقله وما هو إلا مسلم يسلم الناس من لسانه ويده .ولا يغش أحداً .فكيف يغش الوطن ؟وكما قال نبي الرحمة من غشنا ليس منا .فكيف يجب أن يتصرف هذا الدعي المتتين ؟وماذا يفعل إن كان شيعياً من أتباع آل البيت عليهم السلام؟ وهو يعلم أخلاق آل البيت فهم سفينة السلام. لا يعرفون الكذب فهم على مذهب الأمام جعفر الصادق عليه السلام . وهو الصادق بشهادة الأولين والآخرين. وإن كان سنياً يتبع سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فهو يعرف سنَّة النبي ,الذي قال فيه رب العزة: وإنك لعلى خلق عظيم وقال أيضاً :وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.أم إنهم لا بصر لهم ولا بصيرة؟فهو الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى.وإسمه الصادق الأمين قبل الأسلام وبعده. وهذا الذي يدعي إنتماءه للأسلام وتسبب بكل ما حدث فعليه الأعتذار من الشعب والتوبة والأبتعاد هو ومن معه عن سدة المسؤولية

والسياسه بشكل عام .ويقدم نفسه للقضاء لينال ما يستحق لتفريطه بالوطن وأمنه وخرابه.

إن الكذب على الشعب الذي مارسه قادة سياسيون متأسلمون أصبح مفضوحاً ولا يليق بمسلم ولا بكافر.

كل يوم نسمع منهم مئات من داعش يُقتلون ويُجرحون ويؤسرون؟وكل يوم حررنا الناحية الفلانية وجزء من القضاء المريخي وطهرنا كذا وكذا.ودمرنا المركبات والأسلحة وأسرنا وإعتقلنا المئات. ولكن الذي على أرض الواقع خلاف هذا ,فالجراد الأصفر (داعش ) غيرت ديموغرافية العراق السكانية.فهجرت وطردت وصادرت أملاك وقتلت أنفس .وبالأمس أسقطت سنجار بعد تلعفرفقد دخلتها بأرتال عسكرية مرعبة .إستولت عليها من قواتنا المنهارة الهاربة من الموصل ,تقدر قيمتها 20 مليار دولار والفلوجة سقطت منذ 8 شهوروتكريت وبيجي والموصل والأنبار وغالبية ديالى بيد داعش والمعارك شمال الحلة والأرهاب يضرب غالبية الديار العراقية. وأصبح سد الموصل وسدود أخرى تحت سيطرة داعش وسيحرمنا الأرهاب حتى من الماء. وسقطت جرف الصخر وأبو غريب ومناطق أخرى.و كل واحدة منها خاصرة لبغداد. وبغداد محاصرة وفي خطر يسرح فيها الأرهاب ويمرح والمصير مجهول. أمننا ينهار وأقدام داعش تترسخ وقواتها تتقدم وبلدنا مصيره في مهب الريح.وإن بقي الحال كما هو ستكون داعش في سامراء. شيء مرعب. وأصحاب السلطة ممن لا بصرلهم ولا بصيرة,غارقون في كذب وغش وتزوير للحقائق.إنه الأعلام الصَحّافي المتجدد , الذي لا بصرلديه ولا بصيرة,الذي سار على منهج كوبلز كذِّبْ ثم كذِّبْ ثم كذِّبْ حتى تصدق نفسك,لا حتى يصدقك الناس .ولكن الناس كشفت اللعبة ولن تصدق الصحاف الجديد .هم يعتقدون بأن الشعب لا بصر لديه ولا بصيرة.ولكنَّ البصر ثاقب والبصيرة واعية بذكاء فلا يستهينوا بالشعب وبما يريد!! ولا شك إنه سيتصرف.ويمكرون والله خير الماكرين.