تجربة أقل ما توصف بأنها مريرة، وواقع ينحدر نحو هاوية لا قعر لها، يمكننا أن نصف القائمين على إدارة الدولة في الدروتين السابقتين، سيء وأسوء وأكثر سوءً، بقيادات لم تستطيع سوى حشو الكروش بالمال الحرام، ومليء البنوك بالدولارات المنهوبة من نفط الحفاة، ولم تملأ مخزن عتاد يصوب مباشرة الى صدور الأعداء، ولا فكر يواجه الإنحراف والإنحطاط والرذيلة التي يسوقها الإرهاب، ولم نعطى سوى صورة سيئة عن حكم نظام يدار بأسم حزب ديني!
في أخر جمعتين تحول خطاب المرجعية الدينية، أكثر وضوح وتدخل مباشر، بالأشارة الى عدم التشبث وان لايُرتضى الوقوف امام التوافق الوطني، بعد اشهر من الدعوة للتغيير.
رسائل واضحة لتغيير فريق المالكي، الفاشل في إدارة الدولة والسياسة المحلية والخارجية، تريد بها المرجعية اطفاء نار الحرب، وإسكات أصوات ضجيج يغطي على الفساد.
موقف مرجعية النجف لم يعجب انصار المالكي، وراحوا يتحدثون بنحو سطحي ينظر الى السلطة، ولكن الرد هذه المرة جاء من اوساط الحوزات العلمية ومن أيات الله، في قم والنجف، تحركوا بدرجة غير مسبوقة تجاه الخطر، الذي سببته قيادات شيعية حولت المؤوسسات المستقلة الى تابعة، وصار من رئيس مجلس وزراء الى رئيس وزراء لا يناقشه احد في الصلاحيات.
مراجع قم يتحركون ضمن توجيهات المرشد السيد الخامنائي، وهو الفقيه لولاية الأمة التي يؤمنون بها، وتأييدهم جاء بتوجيه منه، وسبق ان صدرت اشارات على لسان نائب رئيس الدبلوماسية الأيرانية،” من أن أيران تدعم أي مرشح يتفق عليه العراقيين عموما والتحالف الوطني خصوصا بأعتباره الكتلة البرلمانية الأبر”، وقبله من هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص النظام، وصاحب الهيئة الأعلى بعد الفقيه، المعني بالسياسة الداخلية والخارجية.
اية الله مكارم الشيرازي صرح” ان السياسين بحاجة الى الرجوع الى رأي المرجعية الموقرة في العراق” وأصدر الأمين العام للام المتحدة بان كي مون ملاحظات ابدى احترامه الشخصي للسيد السيستاني، ودعا القادة السياسين ورجال الدين السير ضمن توجهات المرجعية.
ايران سحبت البساط من تحت أقدام المالكي، وتغيّر موقف موقف كتلة بدر، الأقرب الى مرجعية ايران ضمن التحالف الوطني وإئتلاف دولة القانون، وتراجع موقف الشهرستاني وقيادات حزب الدعوة عن المطالبة بالولاية الثالثة، ولم يبق سوى عائلة المالكي في البرلمان وعالية نصيف وحنان الفتلاوي، مشككين ومفسرين القبول الوطني، ((هو أن مصلحة العراق بوجود المالكي لولايات لا تنتهي))، و فقدانه الولاية يعني كشف ملفاتهم، وزوال رب نعمتهم، و مالم تستطيع الحكومة العراقية تقديمه، من إستثمار هجمة الإرهاب على العراق للتعاطف العالمي والأقليمي، ولا لعب دور فاعل في التقارب بين امريكا وأيران والسعودية، ومع القوى السياسية بإزالة جليد الخلافات، استطاعت المرجعية تحقيقه خلال خطابات الجمعة
خطوة غير مسبوقة من تأييد ستة من كبار أيات الله العظمى، والإعلان صراحة الدعم لتعامل السيد السيستاني مع الازمة المستمرة، وحدث تاريخي بالأشارة الى وجوب إتباع توجهات المرجعية في القضايا السياسية كافة.
توحد مواقف المراجع سيضع حد للجمود امام العنف والفساد الذي يجتاح العراق، وعزل مباشر للمالكي بصورة قانونية، إستنهضت الأصوات الوطنية، بوجه حماقة تطل برئاسها بشكل ارهاب وحماية مفسدين، وضوضاء أصوات لا تجيد سوى صدى صوت وهم السلطة، من قادة حرب تصريحات للبقاء، بتفسيرات وتأويلات، أنهم ليسوا المقصودين بالتشبث، وأن القبول الوطني تقرره مجموعة فشلت في إعطاء نموذج عدالة حكم حزب إسلامي.