لاشك ان حكومة الاقليم وتجربة كردستان الجنوبية مكسب هام للكرد في كل انحاء كردستان ، هذه حقيقة تكررها كل الاطراف والقوى الكردية شمالا وغربا وشرقا . المكسب والتجربة تتعرضان في الوقت الحالي لهجمة ارهابية شرسة وتهديد بالقضاء عليهما . ومع معرفتنا ببسالة قوات البيشمركة وتضحياتها الجسام وصلابتها في مقاومة مشاريع الاعداء وقوى الشر ، الا ان القدرات العسكرية لحكومة الاقليم تبقى محدودة ، لأن ما نقول عنهم اصدقاء ، ومعهم حكومة العراق الاتحادية ، وقفوا بالضد من تسليح قوات البيشمركة وتطوير قدراتها القتالية ، وظلت حكومة الاقليم في الاشهر الماضية تقاتل الاهابيين لوحدها ودون عون من احد ، كما اوضح ذلك السيد مسعود البارزاني في كلمته يوم امس . وكانت محاربة قوات البيشمركة بطولية ونادرة ، فاقت قدرات جيوش دول عديدة .
ان الخطر المحدق بالاقليم وتجربته ومواطنيه ، من كل الاعراق والاديان ، توجب على الجميع المساهمة والمشاركة في ردّ العدوان والقتال ضد الارهابيين ، ولا سيما الفصائل الكردستانية المسلحة ، والتي تهمها ضمان هذه التجربة والمحافظة على حرية شعب كردستان ومكتسباته .
من هذا المنطلق ، اعلنت وحدات حماية الشعب الكردي في غرب كردستان عن تضامنها مع البيشمركة ودخلت الى جانبها في معارك شرسة ضد داعش والعشائر العربية في منطقة سنجار التي اقتنصت الفرصة للكشف عن عدائها لشعب كردستان والغدر به . كما وجه حزب العمال الكردستاني( ب ك ك ) ندائه الى شعب كردستان للانتفاض ضد الدواعش وقبر عدوانهم الشرير , واعلن من قنديل عن ارسال مقاتليه لمحاربة الارهابيين . ونعتقد ان هناك تفاهما وتنسيقا بين جميع القوى الكردية للقضاء على العدوان ودرء الخطر المحدق باقليم كردستان الجنوبية .
على قدر ترحيبنا بمشاركة اي طرف كردي بمساعدة حكومة الاقليم وقوات البيشمركة ، نستغرب ان تستغل بعض القوى الكردية ، الخلل الذي حدث في شنكال وزمار للاساءة الى سمعة البيشمركة وتحميل طرف معين المسؤولية، بغية الكسب الحزبي.
والاغرب من ذلك ان يعاند بعض المثقفين ويتجاهل الخطر ، لشن هجماتهم المريبة على طرف من الاطراف الكردية والاستهزاء به واتهامه.
كنت اود ان تضع الاطراف الكردية خلافاتها الايدولوجية او حتى المناطقية جانبا ، وهذا ما لمسته من اغلب الاطراف . لكن ظهور كتابات لمثقفين ،
واستغلالا لهذه الفرصة الحرجة لطعن طرف كردستاني ووصفه بالخذلان باطلا ، ولمصلحة حزبية ضيقة ، اشعرتني بالالم . ولا اريد الرد عليها مباشرة لان عدوان داعش من الخطورة توجب التلاحم والوحدة الوطنية وكل جهد ممكن . ويبقى التنسيق المشترك بين الاطراف الكردية وتلاحمها بعضا مع البعض ،من اولويات هذه المرحلة. وعلينا ان نؤكد للارهابيين وغيرهم ان اكثر من ثلاثين مليونا من الكرد يضمنون حرية وسلامة اقليم جنوب كردستان .