منذ سقوط محافظة الموصل بايدي منظمة داعش الارهابية في بداية حزيران من هذا العام ، واعلان مايسمى ( بدولة العراق الاسلامية )، والاحداث تتسارع بشكل كبيروخصوصا مايتعلق بحياة اهالي الموصل التي انقلبت رأسا على عقب ، فبعد ان كانت هذه المدينة واهلها ينعمون بالامن والامان بوجود الحكومة وقواتها وبعد ان كانت فيها الحياة طبيعية ، تحولت فجأة بعد احتلالها من قبل هذه المنظمة الارهابية الظلامية عن طريق التأمر والخيانة ، الى مدينة محتلة يعاني اهلها من قسوة هذه المجاميع التي لم تجلب لهم سوى سيل من الاحكام والقوانين التي تلغي وجود الانسان وتستعبده وتعيده الى عصور الظلام والتخلف والعبودية ..مستخدمة الدين غطاءا لتمرير جرائمها . فمنذ دخول هذه العصابة الى ارض الموصل لم تعرف المدينة سوى مجموعة من القرارات والبيانات التي تتعلق بالبيعة والولاء والعقوبات وقطع الرؤوس والجلد في الاماكن العامة ومنع كل مظاهر الحياة الطبيعية التي كانت سائدة في حياة الموصليين قبل الاحتلال … مثل منع التدخين وتحريم مشاهدة كرة القدم وسماع الموسيقى والحلاقة وغيرها من الممنوعات التي اضطر اهالي الموصل لقبولها والا كان مصيرهم القتل وغيره من العقوبات الداعشية … لم يكتف عناصر هذه المنظمة منذ احتلالهم للمدينة بما فعلوه من سلب ونهب للبنوك والمصارف والشركات ، وتهديم الجوامع وقبور الاولياء والانبياء والاثار القديمة التي تشكل هوية الموصل وحضارتها ،وتدمير كل ماله علاقة بحياة المواطنين ، بات من المؤكد ان اهالي الموصل الابطال سوف لن يسكتوا طويلا على هذا الوضع وعلى هذه الجرائم التي ترتكب بحق مدينتهم وتاريخهم ….فمن المعروف ان الموصل هي من اعرق المدن التاريخية التي تشتهر بتاريخها الكبير وحضارتها القديمة وتراثها العريق وان مايقوم به الدواعش بحقها هو شيء فضيع ولايمكن السكوت عليه. في بداية الأمرأعرب سكان مدينة الموصل في بداية الاحتلال الداعشي لمدينتهم … عن ترحيبهم ( للمسلحين الاسلاميين ) الذين قدموا من سوريا ورأوا فيهم خلاصهم من قوات الحكومة العراقية ، لكن هذا الحال لم يدم طويلا اذ سرعان مابدأ اهالي الموصل يكتشفون خطر هذه المجموعات المسلحة على حياتهم وعلى مدينتهم التي تعرضت الى دمار كبير وخراب لم يفعله الساسانيون عندما احتلوها في الازمان البعيدة ، لذلك بدأوا يشكلون كتائب سميت بكتائب الموصل تتكون من الطلاب والمثقفين والموظفين والعسكريين الذين قرروا البدء بانتفاضة لطرد الدواعش وتحرير مدينتهم من هذا الاحتلال البغيض.
الموصل ، الحدباء ، ام الربيعين و نينوى كلها اسماء لمدينة عريقة بتاريخها وحضارتها احتلها الساسانيون في العصور السابقة ، وحررها المسلمون بقيادة عمر بن الخطاب ، ويحتلها الدواعش الان وستحرر باذن الله على ايدي ابنائها بالتعاون مع ابطال الجيش العراقي وقوات الامن والشرطة وابناء العشائر وسيسجل التاريخ مرة اخرى قوة وصمود اهل الموصل بوجه احتلال لمدينتهم من قبل عصابة داعش الظلامية التي لاتعرف الا القتل والسرقة طريقا لتحقيق ماربها الدنيئة .