23 نوفمبر، 2024 10:53 ص
Search
Close this search box.

ماالعمل بعد انتكاسة حزيران؟ – 5 / هل حرب الانبار كانت السبب الرئيسي للانتكاسة؟

ماالعمل بعد انتكاسة حزيران؟ – 5 / هل حرب الانبار كانت السبب الرئيسي للانتكاسة؟

(1)

في نهاية عام 2013 أي بعد عامين من الانسحاب الامريكي, بدات معركة الانبار, التي قدر لها ان تكون فخا كبيرا كشفت فيه القدرات الحقيقية للقوات العراقية او بالاحرى القدرات الحقيقية للقائمين عليها..

قبل المعركة باكثر من عام حدثت نذر قيام حرب مع اقليم الشمال لاسباب مختلفة, ومنها تقدم قوات الاقليم على كركوك, الخلافات السياسية, طموح الاقليم للتوسع وانجاز الانتصارات العظيمة التي ترافق عادة توجهات القوميين في كل مكان في العالم لاحداث النهضة القومية المطلوبة!.

ثم تحولت تلك المجابهة التي كانت قاب قوسين او ادنى من الحدوث الى اعتصامات وتظاهرات للمحافظات الغربية لاسباب مختلفة… الان من هي تلك الايدي الخفية التي حولت سيفنا الى نحرنا… جواب ذلك عند المخابرات والاستخبارات التي ان درت فتلك مصيبة وان لم تدري فالمصيبة اعظم.

ثلاث اخطاء ستراتيجية ارتكبها (ولاة الامر) عندنا, ادى الى انزلاقنا الى هذا الدرك… والثلاثة تتعلق بطريقة معالجة قضايا ثلاثة اشخاص مهمين وهم طارق الهاشمي ورافع العيساوي واحمد العلواني… وطريقة معالجة الموقف وحجمه تدلل على سوء التدبير والتخطيط والادارة التي كلفت العراق كثيرا…

قضية الاول احدثا شرخا في العلاقة مع تركيا وحولت الصراع الكردي التركي الى صراع عراقي تركي  واحدثت اصطفافا تركيا كرديا لاسباب قد تبدوا طائفية…والثاني قضيته ادت الى تلك المظاهرات والاعتصامات في المناطق الغربية اما ثالثة الاثافي فقد كانت مع احمد العلواني وادت الى جلب داعش من الصحراء الى الفلوجة ونشوب معركة الانبار التي كانت اخطر معركة سيواجهها جيش فتي مازال عوده طريا ولكنه واعد,  وربما كان الامر مدبرا وسنرى ذلك في مقال لاحق…

لستة اشهر قبل الانتكاسة فشلت القوات العراقية في اقتحام الفلوجة بعد ان قدمت خسائر مروعة لاتتناسب مع حجم الهدف بسبب انعدام او ضعف القدرة الجوية والاستخبارات والسلاح الجيد والعتاد والدعم اللوجستي والاهم هو انعدام أي تدريب لعدد مهم من الفرق التي دخلت المعركة دون أي نوع من التدريب وبعد ان قدمت القوات الكثير من الخسائر وفر عدد مهم من الجنود جرى فتح باب التطوع وتم تدريب اعداد جديدة بسرعة خارقة بطريقة لم تحدث سابقا في أي جيش وكاننا كنا ذاهبون لمعركة بدر او احد او معركة الخندق.

السؤال المهم كانت هناك 4 فرق تغلب عليها صفة طائفية وقومية في شمال العراق هي 2-3-4-12 … لماذا لم يجري زج بعض وحداتها في  حرب الانبار حيث تم زج الفرق 8-10-14 من جنوب العراق وتلك ايضا تحمل صفة طائفية معينة….

كانت الفرق العراقية تحمل صفات المناطق التي تتواجد فيها, وهذا امر تم تشكيله مع وجود الامريكان وكنتيجة للمحاصصة القومية والطائفية وفلسفة (ولاة الامر) عندنا … لغاية في نفس اليعاقبة .. عبروا عنها بطل وضوح في انتكاسة حزيران…

فشلت القوات التي ضمت فرق واهنة لم يجري تدريبها واعدادها وتسليحها بشكل مقبول في معركة الانبار  فتكبدت خسائر جسيمة تقترب من المذبحة التي تشبه مذابح الحرب العالمية الاولى…وهي كما ورد الفرق 8-10-14 من الجنوب اما الفرقة 7 في الانبار اساسا فكانت صفتها الطائفية من نفس المنطقة الى جنب فق1 تدخل سريع وهي فرقة كفوءة بسبب تدريبها الجيد ولكنها تعاني من نفس المشاكل المزمنة الاخرى…وتلك الفرقتان هما افضل من الفرق السابقة لكونهما كانتا في المعمعة منذ تشكيلهما….مع مرور الاشهر لم يبقى ل(القيادة العسكرية) أي احتياط عام .. ولم يجري تشكيل فرق جديدة على عجل تحسبا لاحتمالات تطور الموقف… ويجب ان يجري دراسة الاسباب البنيوية وراء هذا الخلل…

استنزفت تلك الفرق كثيرا كانما دخلت في مستنقع لايمكن التقدم منه ولا العودة عنه وهكذا بدا التخطيط لانتكاسة الموصل…

الفرق الشمالية كان قائدان من قادتهما من الاخوة الاكراد والفرق الاربعة كانت فيها نسبة كردية عالية وفيها من طائفة المنطقة الغربية الكثير, وبما ان الجيش يفتقد للاستخبارات الجيدة لتراقب عناصر الجيش وبما انه لايوجد تطبيق لقانون عسكري يردع من يفكر بالخيانة والتخاذل لانعدام الرادع كون ان هناك امثلة صارخة سابقة جرى التغاضي عنها لاسباب سياسية في اعوام 2004-2008 – وفي معركة الانبار بالذات .. عند ذاك توفرت البيئة النفسية لتحقيق الانتكاسة…

(2)

 

الحرب الأهلية ليست بمدرسة إنسانية. ” تروتسكي”ا…

عندما يكون بلد ما على شفير حريق مستعر, ويبدا احد ما اشعال عود ثقاب فان التعامل السليم والمنطقي هو الرد بسرعة وعزم واطفاء النار قبل توسعها.. هل كانت (القيادة) العراقي تعي خطورة استمرار معركة الانبار لسبعة اشهر؟!!…

كمثال فان مجزرة حماه كانت أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد تمرد الإخوان المسلمين في حينه, وأودت بحياة الآلاف من أهالي مدينة حماة. بدأت المجزرة في 2 شباط عام 1982 م واستمرت 27 يوماً. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً.

اما انتفاضة اذار 1991 العراقية فقد قمعت بسرعة ولم يصل اذار لنهايته حتى سحقت الانتفاضة في الشمال والجنوب.

وفي اذار 1921، وبالرغم من أن الحرب الأهلية لم تكن قد انتهت بعد في روسيا ، تمرد بحارة كرونشتادت على البلاشفة، بعد أن كانوا قد قاتلوا بشدة خلال الصراع من أجل الثورة، وطالبوا بنهاية الحزب الواحد ورجوع السوفييت إلى السلطة وإلى حريات ثورة شباط. بالتوازي مع الجانب الاجتماعي للمطالب.

من جانب الجيش الأحمر، قاد توخاتشفسكي القمع وفي اذار 1921، سقطت جزيرة كرونشتادت خلال غارة للجيش الأحمر، قتل خلالها الآلاف من بين الجنود والبحارة. كما أعدم المئات من المتمردين رمياً بالرصاص.وقد استمرت الثورة او التمرد من 22 شباط-الى 18 اذار حيث استطاعت قوات النخبة وقوات الصدام انهاء المعركة وبدات عمليات تصفية واسعة النطاق, وكانت قد سبقتها قوات فشلت في السيطرة على الموقف بعد ان تكبدت خسائر فادحة وقوات اخرى رفضت القتال فجرى نزع سلاحها.

كان أي تاخير في الحسم وعلى الرغم من الخسائر الفادحة للمهاجمين سيؤدي الى ايقاظ كل القوى التي تسعى للاطاحة بالسلطة القائمة…هل هذا ماحدث في العراق؟!!

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات