غريبةٌ هي جلسة النواب الأمس تحت السقف البرلماني؛ لما تضمنته من مشاهد درامية نذرف عليها الدمع، وسرعان ما يتلبدنا الحزن في بداياتها، ربما لم نشهد جلسةِ برلمان كهذه، في إثارة العواطف، فالقصص التي تناولها النواب، مُحزنة فعلاً.
مسألة النازحون، إحدى المتناولات الأساسية في الجلسة، والتي لم تدخل جانب الإنحياز، والتطرف في الرؤى، بالعكس؛ الجميع كانت أراءهم، ومداخلاتهم، متشابهة الى حدٍ ما، في إدانة الأعمال الإجرامية للدواعش، والوقوف بجانب النازحون، ومساعدتهم في معيشتهم، للرفع عن كاهلهم أعباء الحياة القاسية، كما أنها لا تخلو من الدراما، فهنالك بكاء للنائبة” فيان” طيلة الجلسة، حتى بحَ صوتها من البكاء والصراخ، وتضامن النائب” محمود المشهداني” مع دموعها وصراخها، وآذان تستمع بِتمعن لما يقال بين أروقة البرلمان من آراء، وحلول.
تضمنت الجلسة، حلول ناجعة وضعها النواب، كان من بينها: حضور من تقع على عاتقهم إدارة الملف الأمني الى البرلمان للإستجواب، ووضع النقاط على الحروف، وكذلك تخصيص جزء من رواتب النواب لمساعدة العوائل النازحة من بطش داعش، وضرورة التحريض الدولي ضد جرائم عصابات داعش، وأعمال الإبادة، والتهجير التي تمارسه بحق الأبرياء العُزل.
مضت دورتين على مجلس النواب، ربما لم نشهد كهذه الجلسة، و كهذا التوحد في الأراء؛ فكم جميلاً لو شهدنا في الأيام المُقبلة جلسات كهذه، تتوحد بها الكلمة، وتتخذ فيها السُبل الكفيلة، وتكون بدايتِها خير، وختامها مِسك! كم جميلاً لو يتوافق الكتل في تشريع القوانيين المُعطلة دون سجالات عقيمة، ومشادات قد يدفع فاتورتها العراقيين!
قد يتفق الكثير من المراقبين، على أن الكثير من النواب، قد حاول إبراز عضلاته، وفتل شواربه، على أنه المميز بين النواب بمداخلاته، وآراءه، إلا أن هذه لا يمنع في تعريف الجمهور بهويته، وثبوت قدرته في القيادة، والحنكة السياسية التي يتمتع بها.
بدايات الدورة الجديدة للنواب، كانت موفقة الى حدٍ ما، بإختيار رئيس جمهورية، ورئيس برلمان، ووضع حلول ناجعة للخروج من عنق زجاجة الأزمات، فهل سيجتاز عقبة إختيار رئيس وزراء، أم نعيش هذه المرة بِدراما تبكينا بدل الدموع دماً؟!