23 ديسمبر، 2024 11:06 م

أنسحاب لصالح ألآرهاب ” الوزراء الكرد مثلا “

أنسحاب لصالح ألآرهاب ” الوزراء الكرد مثلا “

ليست العصبية أن تحب قومك , ولكن العصبية أن ترى شرار قومك خيرا من أخيار غيرهم ” – حديث شريف –
لعل هذا الحديث الشريف من أول أطاريح فلسفة العلاقة بين الناس وتنظيمها على النحو الذي يمنح التنمية البشرية أفقا رحبا ومناخا سمحا تتعايش فيه ألآقوام وتنتصر للحق الذي يختصر مفاهيم العدالة والحرية كما أرادتها السماء , أن أنسحاب الوزراء الكرد من الحكومة العراقية ألآتحادية هو عمل لا أخلاقي لآنه جفاء للوطن وأهله الذين منحوهم مالا يستحقون فعادوا عليهم بما  طلب  منهم  مسعود البرزاني الذي درج على مخالفة الدستور ألآتحادي وكان يضمر شرا للعراق كنا نعرفه ونقرأه في ثنايا تصريحاته ومواقفه التي أصبحت لآسرائيل حضورا واضحا فيها  حتى أصبح التلميح تصريحا , وأصبح التصريح تجاوزا وأعتداءا على وحدة الوطن لايقره الدستور ولا تقره الوطنية , ولا تقره أخلاق العهود والمواثيق وللذين يحلو لهم المطالبة بألآدلة على ماصرح به رئيس الحكومة السيد المالكي نقول لهم هل تنكرون ألآدلة على خيانة بعض المحسويين عليكم سواء من كان وراء فضيحة مصرف الزوية ومن كان مزورا ساعدتموه في الترشح على عضوية مجلس المحافظة ثم ساعدتموه ظلما وباطلا في أن يحصل على منصب محافظ , ثم وبأصرار رشحتموه لآنتخابات مجلس النواب  , وأذا كان مسعود البرزاني قد توصل الى قطع الصلة بأمة العرب متوهما أن ذلك لصالح الكرد الذين لديهم من القيادات والزعامات من هي أولى بالتصدي من مسعود البرزاني الذي لازال يحكم بطريقة قبلية وبطموحات شخصية جعلته يتقرب من صدام حسين عام 1996 رغم مضلة الحماية الجوية ألآمريكية ألآوربية وهي أسلوب من أساليب فرض الهيمنة وتفتيت المنطقة لصالح بقاء تدفق النفط والغاز وأستمرار ضمان أمن أسرائيل وديعة المحور التوراتي أنتظارا لمعركة الهرمجدون التي تعول عليها الكنيسة الصهيونية أمالا في كسب المستقبل برهانات توراتية محرفة .

أن المأل الذي وصلت اليه ألآمور التي جعلت العراق مسرحا لعصابات ألآرهاب يتحملها جميع الذين شاركوا في العملية السياسية بشروطها ألآمريكية التي كتبت دستورا ملغوما ” المناطق المتنازع عليها ” وسكتت عن تعمد تأخير تدريب الجيش وقوى ألآمن , وتعمد عدم تسليحهم بما تتطلبه سيادة ألآستقلال وضمان ألآمن , ثم قيام المشاركين بالحكم بتشريع سياسة الدمج وهو قتل للروح العسكرية وألاكاديمية ثم جعل المحاصصة شرعة وسنة لتوزيع المناصب الحكومية وألآدارية مما جعل الولاء لآحزاب المحاصصة وليس للوطن وهذا يفسر قيام بعض موظفي السفارة العراقية في لندن بألآحتجاج ضد الحكومة الفدرالية نتيجة أنسحاب وزراء الكرد وفيهم وزير خارجية كردي ظل في منصبه لثلاث دورات خلافا لكل ألآعراف الديمقراطية في الحكم بحيث أصبح علامة فارقة في سوء ألآداء وترجمة مواقف الدولة تجاه أحداث العراق والمنطقة والعالم وأخرها كان في حضور مؤتمر وزراء الخارجية في السعودية الذي لم يولي عناية تستحق بما يتعرض له العراق من هجمة أرهابية مخطط لها وممول لها من قبل بعض الدول المشاركة في ذلك المؤتمر وكان وزير خارجية العراق الكردي وكأنه لايمثل العراق بشئ وما يهمه هو حضوره الشخصي لآن عينه على مشروع كردستان وما يمليه عليه مسعود البرزاني وقد حصل المتوقع عندما أستجاب فورا لمشيئة مسعود البرزاني وأنسحب ولم يقدر حق الوطن العراقي والدولة والشعب الذي منحه ما لايستحق فلم يرد الجميل , وأنما بادر الى ما هو خلاف ذلك من نكران وجفاء وهو من أخلاق البخيل ؟

أن تعرض العراق لهجمة وجودية نتيجة خيانة البعض ومسارعة البعض لآستغلال فرصة تلك الهجمة ألآرهابية لآعلان أنفصال أقليم كردستان العراق وهو عمل ينم عن عدم خبرة من دعا اليه ومن أستجاب له , فالدستور العراقي ألآتحادي يمنع مثل تلك التصرفات غير المسؤولة والقانون الدولي لايقر مثل تلك المواقف , ودول المنطقة لاسيما الجيران يرفضون مثل ذلك , وهذا مما يؤدي الى أدخال الكرد العراقيين في دوامة لايستفيد منها سوى أسرائيل المتربصة بأمن المنطقة والتي أعلنت مرارا بعدم رغبتها في أستعادة العراق لقوته وأستكمال سيادته .

أننا أصبحنا نردد قول الشاعر فيما ألت اليه أمور بعض المسؤولين ألآكراد من الذين أعطيناهم من الود والمحبة وأذا بهم يقلبون لنا ظهر المجن كما قال الشاعر :-
وأصبحت بعد الود  بيننا .. كقابض الماء باليد

أن الوزراء الذين أنسحبوا من الحكومة ألآتحادية دون أن يدرسوا ماألت اليه أمور أربيل التي أصبحت محطة لكل من يريد أن يعادي العراق ولكل من تبع هواه ومشى وراء مصالحه الشخصية غير مكترث بما يحيط بالوطن من تحديات تقوم بها عصابات تكفيرية أرهابية سوف لن يكون للمجتمعين في أربيل من الكرد وغير الكرد سوى الجلد في الساحات العامة على طريقة ” داعش ” أو التعليق فوق أعواد المشانق أو قطع الرؤوس على طريقة برابرة القرون الظلامية التي مثلها جنكيز خان وهولاكو وأمثالهم من برابرة ومتوحشي البشر ومنحرفيهم الذين يمثلهم مايجري في سان فرانسسكو , ولا فيجاس ألآمريكيتين حتى أصبحت المثلية ترسل لها باقات الزهور كما فعل أوباما الرئيس ألآمريكي , وحتى أصبح المخنثون تشرع لهم القوانين , وأصبح رواد القمار في لاس فيجاس من أرباب سباق الهجن الذين يحملون حقائب البترول الى الغرب الذي جعل منهم سماسرة مخنثين لايقوون على رؤية الحق ولايعرفون مصاديقه ولذلك أصبحوا لايهمهم أن تقصف غزة بالقنابل العنقودية وأن تهدم المنازل على ساكنيها وأن يموت أطفال غزة تحت أكوام الحجر مثلما يموت العراقيون والسوريون واليمنيون بالعبوات وألآحزمة الناسفة والقنابل المتفجرة والسيارات المفخخة , أن العراق الذي أبتلي بألآرهاب مثلما أبتلي بشغب بعض أبنائه الكرد المصحوب بمكر أمريكي وتخادم تركي وسمسرة سعودية قطرية مستفيدة من تراكم طائفي يحرك بعض النفوس من الذين وجدوا في المحاصصة فرصتهم للعب دور الشريك المزدوج بالعمالة والنفاق , وحصيلة كل ذلك أستمرار المحن والشقاء , ومن أستمرئوا تلك الحالة لايعرفون أن الله مابين غمضة عين وأنتباهتها يغير ألآمور من حال لحال ؟ وأن فتوى الجهاد الكفائي هي مشروع أنقاذ العراق وتغيير المعادلات على مستوى البناء الداخلي للفرد وألآسرة والمجتمع ومعهم تغيير بناء القوات المسلحة التي شاب بعضها سلوك مرفوض لدى جميع أبناء الشعب ولكنه ظهر واضحا في المناطق الساخنة ومنها مايسمى بحزام بغداد الملغوم بالتراكم الطائفي مما جعل البعض يصدق ما تصدره المديا ألآعلامية المحرضة على الفتنة , أن وعيا جديدا سيكتب مصحوبا بفتوى الجهاد الكفائي , والحشود الشعبية المتطوعة هي رصيد التغيير , ومن يعرف أستثمار التحرك الجماهيري يعرف نتائج ماتؤول اليه خواتيم ألآمور المرسومة بهدي السماء وبوصلة المعرفة التي تجعل من العقل والنقل أستكمالا وليس تعارضا وهذا المنهج هو القادر على تجاوز ظاهرة التكفير ألآرهابي وظاهرة ألآنحراف والتحلل الخلقي فكلا الحالتين يلتقيان في مشترك الجهالة والضلالة فكلاهما مطرودان من رحمة الله وقبل رسوله الذين سمى قسما منهم بكلاب جهنم وسمى القسم ألآخر بالخبث وكلاهما سببا لتزلزل ألآرض زلزالها وتندفع براكينها وتموج بحارها وتعصف رياحها وتندك جبالها فتكون كالعهن المنفوش ؟