15 نوفمبر، 2024 6:58 م
Search
Close this search box.

رحلة عبر تاريخ مظلـــم .. مذكرات رجل لاينسى

رحلة عبر تاريخ مظلـــم .. مذكرات رجل لاينسى

لست من الذين ينبشون في الماضي ليستخرج هفوات غيره ، فلن تهمني هفوة لأي إنسان لايطالنا شرها ..لكني رجل عنيد لايهدأ له قلم ولن يستقيم له حال إزاء من تستر بلباس الدين ثم طغى وتجبر فتجاوز حدود اللياقة والأدب فتحول من ( رجل دين ) الى فرعون جديد ينهش ويعض ويتهارش ضد كل الذين يحيطون به و لم يتسببوا له بأي أذى صغيرا كان أم كبيرا فأثبت بشكل جلي بأنه سياسي شرير ولا علاقة له بدين الاسلا م الذي هو دين الرحمة والتسامح والوسطية . أنه ( خميني ) .. اليكم رأيي الصريح مع نبذة موجزة عن سيرته المليئة بالدم والحقد والغطرسة والتعصب واترك لكم الباقي :
ولد في مدينة ( خمين ) بأيران عام 0219 م ، وقيل عام 1900 م ؛ إلا إن ( موسى الموسوي ) – معارض لنظام خميني وكاتب معروف – ذكر بكتابه ( الجمهورية الثانية ) ص 352 : (( خميني هندي الأصل ، وأبوه المدعو سيبكا ولد عام 1842 م في مدينة كشمير من أسرة سيخية ثرية .. أسلم لاحقا إثر زواجه بأمرأة مسلمة)) نفاه شاه إيران محمد رضا بهلفي الى تركيا عام 1965 م وتوجه منها الى النجف في العراق ، وعند تواجده هناك عرف بطباعه الخشنة والابتعاد عن العامة والانفراد والأنزواء كونه لايحب أحدا إلا نفسه فحسب !، وكان لايتكلم العربية رغم إجادته لها بطلاقة … طرد من العراق عام 1978 م فخرج منها متوجها الى الكويت ، إلا إن حكومة آل الصباح رفضت إستقباله خشية الدخول ( بمشاكل ) مع شاه إيران الذي كان يمثل الهراوة الأميركية آنذاك ويلعب دور الشرطي في الخليج العربي ، فتوجه إلى فرنسا في 6/10 / 1978 م وسكن أرقى ضواحي باريس في دار فاخرة جدا !! بقي فيها (3) أشهر عاد بعدها أوائل عام 1979 م الى إيران بعد هروب الشاه منها إثر تصاعد الغضب الشعبي ضد نظامه القمعي المستبد بقيادة حزب تودة ( الحزب الشيوعي الايراني ) وبعض الحركات الأخرى المؤثرة في الساحة الايرانية كجماعة مسعود رجوي وغيرهم ، أما خميني فقد أقتصر دوره على أرسال الخطب الرنانة التي ألهبت مشاعر الغوغاء ودفعتهم للأنتقام من النظام الشاهنشاهي .. ويخطئ من يعتقد ان خميني هو من قاد ( الثورة ) وهي خيوط حيكت بليل بعد أن أخذت التعهدات من خميني بعدم النيل من ( إسرائيل ) أو تأليب الجمهور ضدها والأكتفاء بإطلاق شعار ( رمي اسرائيل في البحر ) ! و جعل آخر جمعة من كل شهر رمضان كيوم عالمي للقدس ! وبهذا يعد خميني من أوائل المحررين لقدس الأقداس ! وفي تلك ( الجمع ) تلقى الخطب الرنانة الطنانة التي تدل على الكذب المفضوح والدجل العلني والضحك على الذقون ليس إلا .. ولقد جعلت قادة بني صهيون ينامون ليلهم دون عشاء ودون ان يحتسون شرابهم المعتق ! وخميني يعلم جيدا قبل غيره أن نظام الشاه ( إحترك فلمه ) ولم يعد صالحا للعرض أو للدعم نتيجة ( نفض ) يد الاميركان والغرب عنه وخذلانهم له كما شأنهم دائما ، وفق القاعدة الشهيرة : ليس هناك صداقة دائمة ولا عداء دائم إنما مصالح دائمة ، وعلى هذا الأساس تم الترحيب بهذا ( الملا ) والحاكم الجديد رغم الخلاف العقائدي ( الظاهر ) بينهم !! وحين نجاح ( الثورة ) في إيران أعلن خميني (هكذا ) عن قيام ” الثورة الأسلامية ” ! وأسس مجلسا لقيادة الثورة منح فيها سلطات واسعة لأنصاره من ما يسمى ( اللجان الثورية ) التي قامت بإستئصال المعارضين(للثورة الاسلامية) فحكم على ما يربو على 40 ألف إيراني بالأعدام الفوري ! ، والحكم على ما يزيد عن 25 الفا بالسجن لفترات متفاوتة ، وصادر أموال ما يقارب 45 الفا من المواطنين .. فضلا عن أحكام غريبة عجيبة لاتنسجم مع الشريعة الأسلامية . فيكون بذلك ديكتاتورا بكل ما تحمله الكلمة من معان ، والمضحك جدا أن خميني كان يعيب صداما على دكتاتوريته وسفكه لدماء العراقيين وأن بقاءه على رأس السلطة ( حرام ) .!! ربما تتذكرون تلك المسرحية الهزيلة التي اعدها ( الطلبة السائرون على نهج الأمام ) حين أحتلوا مبنى السفارة الأميركية وما رافقها من أعمال أستعراضية لأيهام الشعبين الأيراني والعربي بمعادات الشيطان الأكبر الذي تعاون معه فيما بعد لضرب حركات التحرر والمناوئين لسياسة خميني في المنطقة ، وقد خدع المرحوم ياسر عرفات بشعارات قم النارية وصدق – مع الاسف – ان خميني ( سيحرر ) القدس من براثن الصهاينة !ولطالما سمعنا تصريحاته التي اذكر منها تصريحا قال فيه ( كم أتمنى أن أكون في هذه اللحظة مع أبي وقائدي الخميني ) !!! فلا خبر جاء ولا وحي نزل ولم تطلق طلقة فارسية واحدة نحو ( اسرائيل ) ، إنما أطلقت الآلاف منها صوب العراق والكويت ، والكل يتذكر محاولة أغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الصباح ، وكيف كان رد العراق في ذلك الحين ؟ وكل هذا أصبح طي النسيان ولن يذكره أحد من العربان ! وضع خميني دستوره الطائفي وأسس لولاية الفقيه وجعل جميع السلطات بيده وعين نفسه نائبا للأمام المهدي ( الغائب ) وأدعى أنه ممثل شرعي لسلطاته على الأرض ( بالوكالة ) وغيرها من الخزعبلات والخرافات .. ولست أدري من ذا الذي منحه ( حق النيابة ) ليشذ بذلك عن أسلافه الذين سبقوه من قبل ! .. قام بتعيين ( مهدي بازركان ) كرئيس للحكومة نتيجة ضغوطات من جماعته من أجل أيهام الشعب الايراني أن خميني زاهد في الحكم لكنه أختلف معه بعد شهور قليلة فقام بعزله وتعيين ( ابوحسن بني صدر ) كرئيس للجمهورية ، ولم يكن لبني صدر هذا حول ولا قوة أزاء الصلاحيات الواسعة لخميني اللهم قيامه باستقبال وتوديع الزائرين من الملوك والرؤساء .. أختلف فيما بعد ، وكاد ( الربع ) أن يسلخوا جلده لولا فطنته وهروبه سرا من إيران بعد أن تنكر بملابس ( الخوانم ) وتوجه الى فرنسا ثم أنزوى هناك ليكتب مذكراته أسوة بالهاربين من بطش ( الامام ) ؛ بعدها أختار خميني ( محمد علي رجائي ) بديلا لبني صدر الهارب ! في نيسان من عام 1980 بدأ التدخل ( الخميني ) واضحا من خلال الأعتداءات ولأعمال التخريبية في العراق كان من أشهرها الأعتداء على حرم الجامعة المستصرية راح ضحيته العشرات من الطلبة ، ثم أعقبها أعتداء آخر طال مشيعي الحادثة الأولى فتسبب في إيقاع خسائر جمة بين صفوف الطلبة المشيعين مما أثار موجة من الغضب الشعب وفي أيلول من عام 1980 لم يتحمل خميني أكثر! فشن عدوانه على المخافر الحدودية الشرقية ممهدا لعدوان أكبر إستمر لثمان سنوات رفض خلالها كل مساعي السلام حتى أضطر اليه معتبرا أنهاء الحرب كتجرع السم .. وهنا أود ان أذكر حضرات القراء الكرام بجرائم ووحشية خميني أزاء الاسير العراقي الذي ربطوه بين عجلتين أنطلقت كل واحدة منها عكس الاخرى مما ادى إلى تقطيع أوصاله وسط اهازيج ( جنود نائب الأمام ) وغيرها من القصص المؤلمة التي عشت جانبا منها ، لازلت أبكي دموعا من دم حين أتذكرها . على أية حال الله أكبر من كل كبير. ألف خميني كتبا عديدة دلت بمحتواها على توجهه الشعوبي وعنصريته المتزمتة للقومية الفارسية فضلا عن حشوها بعبارات السب واللعن بحق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفيرهم مما أثار غضب وامتعاض العالم الأسلامي . هلك الرجل غير مأسوف عليه في الثالث من حزيران سنة 1989 م إثر أصابته بنزيف في الجهاز الهضمي وقيل نتيجة لسرطان القولون ليخلفه علي خامنئي الذي أختاره ( مجلس الخبراء ) الذي يرأسه الملا مشكيني في الرابع من تموز من نفس السنة التي هلك بها خميني .. حيث يعد خامنئي هذا أشد دموية من سلفه خميني .. وهذا ما برهنته الأحداث المعاصرة ولا داعي لذكرها كونها معروفة للجميع .
لقد كتب الكثير حول خميني وحول شخصيته الغامضة وكل هذه الكتابات أدانت الرجل بتهم شتى منها الماسونية والبهائية لكني لم أعثر على مايؤيد تلك الكتابات وإلا لأشرت اليه دون تردد !! وهناك من تطرق الى الشواذ الجنسي للرجل وولعه بالنساء بشكل عجيب ! وقد وقفت عند بعض الكتب والمراجع لكني لاأعتد بها كونها تفتقر الى التوثيق العلمي الدقيق ، أترك شأنها لمن يهمه الأمر وفي الختام انا أعلم ان هناك من سينبري ويشحذ لسانه وقلمه ويتهمني بالطائفية والناصبية والوهابية وغيرها من التهم ( المسلفنة ) لذلك أقول : لقد تعودنا على تلك التهم ، ونفرح حين نسمع بها ، لأنها أسلوب رخيص وحجة للضعفاء المجانبين للحقيقة ، فخميني عندهم خط أحمر وامره سماوي ونسوا أنه كان يقتل العراقيين بشكل عادل وإن ضحاياه من ( الشيعة ) أكثر من إخوانهم السنة !! وخير شاهد على تلك الجرائم محافظة البصرة العزيزة وما تعرضت له من قصف يومي أتى على الأرواح والممتلكات فضلا عن صواريخه ( الكورية الشرقية ) التي كان يضرب بها العاصمة بغداد بشكل شبه يومي . إتقوا الله فيما ستقولون وإعرفوا من هو عدوكم الحقيقي وتحرروا من قيد الطائفة وتذكروا إن الدين عند الله الإسلام ولا غير الإسلام ، ومن قال بغير هذا فليأتيني بآية قرآنية واحدة تؤكد كلامه .. اللهم لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأن فأنت بنا عالم ولزلاتنا غافر ، اللهم إنا نستمد منك المنحة ونستدفع بك المحنة ونعوذ بك من شرور أنفسنا ، وصلى
الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين…

أحدث المقالات

أحدث المقالات