المناخ الديمقراطي الذي يعيشه العراق منذ عام 2003، صحي في اغلب حالاته، ولربما ظهرت سحابة هنا، أو عاصفة ترابية هناك، أو ارتفعت حرارة بعض أيامه، إلا إن التفاؤل يسود أبناء شعبه ، رغم الأزمات، والشدائد التي تحيط بالبلاد، وتعكر صفو العباد، إلا إن الأمور تسير بعد مشيئة الباري، وبركة وإرشاد أهل الصلاح، وحكمة العقلاء إلى انفراج قريب .
هل إنا متفائل؟ ربما، ولكني أحاول أن أقراء الأمور، واراها من زاوية أخرى، زاوية الواثق بقدرة أبناء وطنه، والمتتبع للإحداث، والمؤمن بقدرة الباري، تفاؤلي يتغذى من تاريخ هذا الوطن، ومن تاريخ هذه الأمة.
لقد سطر رجالنا الأفذاذ في القوات المسلحة، يشد أزرهم ويساندهم أنصار الوطن المتطوعون الغيارى، مع أبناء العشائر المنتفضين على الظلم، سطروا ملاحم للقتال ودروسا وعبر، ورغم حجم المؤامرة، وكثرة المتكالبين على الأسد الجريح، فقد حمل أبناء الوطن أرواحهم على اكفهم، ولبسوا الدروع على القلوب، من اجل أن يبقى الجسد الواحد، من اجل أن يبقى الراس مرفوعاً.
الجلسات التي عقدها مجلس النواب، صفعة قوية ردت على عدوان حثالات داعش، والخطوات الأولى، تبعث على الأمل، فالمجلس ونوابه نواب الشعب، قد اختاروا رئيس المجلس ونائبيه، في موقف رغم انه من صميم واجبهم، إلا إنهم يشكرون عليه، رغم ما قيل عن الجلسة، وما حدث فيها، وما هي إلا أيام وسيختار السادة النواب رئيسا للجمهورية، ومن بعدها سيكلف الرئيس رئيساً للوزراء، وتتشكل الحكومة، والمهم في الأمر برمته، أن يبقى وطننا واحد، وستكون الأمور بعد ذلك على خير.
محنة الوطن ستمر على خير، وتزول الغمة، وحينها سيقف الشعب ليتطلع للوجوه، وجوه مبيضة، حملت هم الوطن ودافعت عن وحدته، ووجوه سوداء كالحة، استغلت الظروف الصعبة، وطعنت من الخلف، مكرت وختلت وغدرت.
إن أخلاق الفرسان، وشيم الرجال، وضمير الإنسان، تفرض مواقف على الإنسان والرجل والفارس، يكون تقييمه على أساسها، وبغض النظر عن الخلافات، مهما كان حجمها وعمقها، فان الشرف هو الأساس في التصرف والسلوك، والحياء قطرة في الجبين..سلامي