من المسؤول عن افراغ الموصل من ابناء الطائفة المسيحية عشية انتهاء المدة التي حددها تنظيم مايعرف باالدولة الاسلامية في الموصل , غادر مسيحيو نينوى منازلهم متوجهين صوب اقليم كردستان , وهي المرة الاولى في تاريخ العراق الحديث تفرغ مدينة بأكملها من سكانها الاصليين , ويذكر انه يوجد في مدينة الموصل وحدها اكثر من 30 كنيسة يعود تاريخ البعض منها الى اكثر من 1500 عام , ومن الجدير باالذكر ان تنظيم داعش الارهابي كان قد خير المسيحيين بين اعتناق الاسلام او دفع الجزية او مغادرة مساكنهم دون حمل اي من امتعتهم معهم , كما انهم كانوا قد كتبوا على بيوت المسيحيين بحرف( ن) بمعنى نصراني وعلى بيوت الشيعة بحرف( ر) بمعنى رافضي .
ان ترحيل المسيحين من بيوتهم يعد وصمة عار في جبين تنظيم مايسمى بداعش ومن والاهم من الاقزام , او مايسمون انفسهم باالثوار , والبعثية جماعة عزت الدوري , وكل الذين باركوا لهذا التنظيم عملياته الارهابية النتنة , تحت مايسمى باالثورة , وما اجتماع عمان الى تكليل لجهود العصابات الاجرامية او ماتسمى بداعش , اليوم وانا اشاهد برنامج بين نهرين من على شاشة قناة الحرة , حيث بثت حلقة مخصصة عن اللاجئين العراقين من ابناء الموصل في معسكر مايسمى بكلك , مشاهد لايمكن وصفها من المعاناة , خصوصا ابناء مدينة تلعفر , اذ انهم منذ اكثر من شهر وهم في العراء اكثر من 170 الف انسان هم اخوة كرام لنا , تركوا بيوتهم دون ان يحملوا معهم حتى مصرف جيب , ازاء كل هذا وكتلنا السياسية ملتهين بمعركتهم الخاصة بتوزيع المناصب , وهم ومناصبهم كانوا السبب بما يحل اليوم بنا من مناصب , ممثلوا العرب السنة لاهم لهم سوى تدمير العملية السياسية من الداخل , ولا استثني احدا منهم , لأنهم جميعا عملاء لدول لا تريد الخير للعراق واهله , وممثلي الكرد لاهم لهم سوى الحصول على المزيد من المكاسب على حساب دماء العراقيين وقوتهم , ابتداء من سرقة النفط وبيعه بأبخس الاثمان , وانتهاءا بضم الاراضي المختلف عليها , اما ممثلي العرب الشيعة , وهنا الطامة الكبرى , اذ انهم اثبتوا بما لا يقبل الشك انهم , مراهقي سياسة لا هم لهم سوى السرقة والفساد والضحك على ذقون الفقراء , بتباكيهم تارة على مصيبة الامام الحسين والحسين منهم براء , لأن الحسين قتل شهيدا ولم يكن فاسدا , بل ثار ضد الفساد , وتارة اخرى تحت شعار مضلومية الشيعة , التي لن ولم تنتهي , باالعودة الى اصل الموضوع تهجير المسيحيين اليوم , هو وصمة عار على جبين العراقيين جميعا , بل على جبين الانسانية اجمع .