في رد واضح وبليغ على سؤال وجهته صحفية غربية لرئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني ، من ان بعض السياسيين الحكوميين العراقيون يطلقون عليكم تسمية (حكام الجبل ) كنوع من السخرية ، اجاب : اننا نعتز بالجبال فهي التي حضنتنا ومازالت تحضننا واحتمينا بها ونمنا في احضانها وكذلك هم انفسهم احتموا فيها ، هذه جبالنا تسري في أرواحنا، انها ارضنا وبيئتنا ، ونحن نسألهم ماذا قدمتم لشعبكم، حيث لا أمن ولا خدمات ولا رفاهية ولا عمران ولا مستقبل للأجيال ..
وحقيقة ياله من رد حاسم وواثق، ليس لأني كوردي ، بل لأن كلامه واقعي ومنطقي ورصين وثقيل .
فمنذ سقوط الموصل المدوي بيد داعش والمجموعات المسلحة الأخرى المتحالفة مع التنظيم الإرهابي ، ونحن نشاهد هجوما قل نظيره على الأكراد ورئيس الأقليم من قبل الإعلام التابع لرئاسة مجلس الوزراء ومن بعض نواب دولة القانون وبعض الصحفيين المرتزقة الذين وصفهم مراسل صحيفة نيويورك تايمز بأن سعرهم ارخص من سعر ( فتاة شارع ) ، بينما قوات البيشمركة تقاتل داعش في اكثر من جبهة ومنطقة ولحد اللحظة يقدم الأكراد الشهيد تلو الشهيد .
وبدلا من الجلوس سوية والتكاشف ودراسة اسباب الفشل الحكومي الذريع طوال عشرة اعوام والذي أدى الى شبه انهيار للدولة العراقية ،وبدلا عن وضع حلول حتى لو كانت بسيطة لكن جادة ،نرى إعادة عزف نفس الأسطوانة المشروخة ، الخونة والخيانة وخناجر الغدر والشعارات الفارغة والهوسات الغازية التي لاتقدم ولا تؤخر .
الحرب الجارية لها كلفة باهضة ، اقتصادية واجتماعية ونفسية وليست سياسية فقط على كل عراقي ، فاحتلال الموصل يعني توقف التبادل التجاري بين تركيا والعراق واقليم كوردستان وكل المحافظات العراقية، ثم سرقة البنوك والأموال من قبل داعش ،وتوقف الزراعة ايضا في كركوك وتكريت والموصل ، مما اثر بشكل كبير على حركة السوق في كل عموم العراق،توقف كل المعاملات الرسمية في عدة محافظات مع عدم توزيع الرواتب ونحن في شهر رمضان ، ناهيكم عن نزوح حوالي مليون ومئتين الف انسان من بيوتهم ومدنهم وقراهم واعمالهم ومدارسهم حسب تقارير الأمم المتحدة الأخيرة .
هل يفهم الذين يشتمون ويسبون الأخرين ويتهمونهم بخيانة العراق بكل ما ذكرته أعلاه ، هل خرج أحدهم ودعى لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ ، أم فقط يشجعون المتطوعين من المراهقين وهم يجوبون بعض شوارع بغداد بسيارات مكشوفة ويطلقون النيران في الهواء وكأنهم مبتهجون بتحريرهم لمدنهم التي سقطت برمشة عين .
نهاية الكلام ان الكل اشترك في الحكومات العراقية طوال العشر سنوات القادمة ، وكل جهة قامت بتمثيل ناخبيها و”مكونها “، اذن دعونا ننظر بصراحة من اكثر الجهات قدمت الخدمات والرعاية للجماهير التي حكموها ، والقصد واضح ، فأمس فقط كانت درجة الحرارة في بغداد 48 مئوية مع انقطاع الكهرباء والناس صيام والعاقل يفتهم…!
واخير أقول : هناك فرق كبير جدا بين الطرفان فــ:” “شتان بين الثرى و الثريا”
والله في عون العراقيين.