بعد سقوط الحكم المباد لفت انتباهي شخص يتردد اسمه في عدة مواقع اخبارية الكترونية عربية مكرسة لاشاعة الفوضى وتأجيج الفتنة الطائفية والطعن بالرموز الوطنية والدينية في العراق ، وكان هذا الشخص يستخدم عدة اسماء منها ” سمير عبيد” ” سمير لبيد البكري” ” سمير الياسري” “سمير عبد هليل الدعمي” وهو متخصص بتلفيق التهم الباطلة والطعن غير الاخلاقي ضد المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني والرموز الوطنية ولديه موقع “القوة الثالثة” الذي كان مخصص للطعن بحزب الدعوة الاسلامية من خلال خلق قصص واخبار جميعها كاذبة تعكس عقده النفسية وافلاسه الواضح الفكري والمهني ، اضطررت حينها للرد على كل مايكتبه هو وشبيهه ” نوري المرادي” ليس دفاعاً عن جهة او شخصية معينة بل لتفنيد جمل الاكاذيب والافتراءات التي يروجون لها ضد “العراق” .
بعد ماعرف “عبيد” عربياً بهذا النشاط العدائي للعراق “وهو احد سجناء رفحاء واللاجئ في النرويج منذ اوائل التسعينيات” فسرعان ماتحول الى مهرج وعبد مطيع في قناة “المستقلة” ثم قناة الجزيرة وتحديدا في برنامج “الاتجاه المعاكس للقيم الاخلاقية والمهنية” ، فقد وجد الفوضوي “فيصل القاسم” ضالته في عراقي مستعد للكذب والسب والشتم والتلفيق والطعن المجاني بوطنه دون ادنى حياء او غيرة عراقية تذكر ، فكان بوقاً مقيماً لايتوقف لقناة الجزيرة في تمزيق صورة العراق قبل ان تحترق ورقته اعلامياً.
لااريد ان اخوض في تأريخ “عبيد” والاتهامات التي توجه له حول علاقاته بمخابرات صدام وعن رسائله الى الرئيس الاميركي بيل كلنتون في 26-1- 1996 والى مسؤولين واعلاميين خليجيين. لكني استغرب ظهوره في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ العراق كمحلل سياسي استراتيجي! من على قناة “العراقية” وهو يخوض في مفهوم الارهاب وكأنه ظاهرة غريبة معقدة وغير معروفة المصادر والاهداف بشكل بليد يدعو للغرابة والاستهجان ، ثم تحول الى مادح لرئيس الوزراء ومدافع صنديد عن حكومة المالكي وحزب الدعوة الذي كان يهاجمهم بشكل ينم عن حقد وكراهية “مدفوعة الثمن؟”.
اصابني الألم كما اصاب الكثير من الزملاء الصحفيين حين ظهر “عبيد” بكل وقاحة عبر قناة “العراقية” وهو ظهور تقف امامه عدة علامات استفهام تتطلب اجابات صريحة وواضحة من المعنيين بشبكة الاعلام العراقي لاسيما انه وضع مع ضيفين وطنيين غيورين الدكتور عباس كاظم من اميركا والاعلامي ابو فراس الحمداني من بريطانيا وكان من المفترض ان لايوافقان ان يكونان ضيفان مع هذا المخبر السري والمناصر العلني للقوى التي تسعى لتخريب العراق ومن المستغرب ان مقدم البرنامج اعطى “عبيد” فسحة واسعة من التخبط الذي عكس خواءه الوطني وعكس تملقه المسخ للمالكي.
ان “سمير عبيد” واشباهه طالما حرضوا الزمر الارهابية بالعراق على قتل الكوادر الوطنية لاسيما الصحفيين بتوجيه تهم العمالة والخيانة والردة من خلال تنظيراتهم واكاذيبهم عبر ” المستقلة” و”الجزيرة” وموقع “ايلاف” السعودي او موقع “عبيد” الاخباري “القوة الثالثة” او مواقع عراقية او عربية تسعى لاشاعة الفوضى وتروج لاساليب الطعن والتحريض ضد العراقيين.
حضوره للعراق وظهوره في قناة “العراقية” كمحلل سياسي استراتيجي! يعني ان الاعلام الوطني بدأ مرحلة خطيرة في كسب ود ابواق تزمر بحسب مصالحها تفتقد الى المواقف الثابتة والمبادئ الوطنية والمهنية والانسانية و”عبيد” واشباهه لايقلون خطورةً عن من يحمل السلاح ليقتل العراقيين الشرفاء، فمن المسؤول عن كرم الضيافة لاعداء الوطن امثال سمير عبيد في حين يتم اقصاء وتهميش عدد كبير من الاقلام العراقية الوطنية المهنية الشريفة لاسيما المغتربة ، من الواضح نحن نتجه بقوة نحو تمزيق الشعور بالمواطنة الحقة ، انني اخشى ان تجف ماتبقى من الاقلام المتشبثة بحب الوطن؟.