كانت ولازالت الطائفية سلاحا فتاكا استخدمه اعداء الشعب العراقي من الداخل والخارج وظلت الطائفية فخا وقع فيه الكثير من السذج والاغبياء وكثير ما هم في وقتنا الحاضر وقد اعتمد الاعداء عليهم وكانوا ارضا خصبة غرس فيها الاعداء ما يريدون لإحداث الفرقة بين ابناء الشعب العراقي وقد كتب عن الطائفية الكثير وتم التحذير منها ولكنها ظلت نارا تحت الرماد وشيطانا ماردا ظل يعبث في النفوس وينفث في الصدور ليعمق الضغائن ويرسخ البغضاء فكانت النتائج كارثية وها نحن بصدد ما نحصد ما جنت تلك النفوس وتمسكها بحبائل الشيطان .. في حقيقة الامر ان مبادئ الاسلام بشكل عام لا تتعارض مع المذهب الحق لأهل البيت عليهم السلام ولكن هناك من خلق تعارضا بين الاسلام وبين المذهب فدعا الى المذهبية واشفع تلك الدعوى بمبررات واهية فاصبح يكفر المسلمين من اي جهة كانوا لانهم ليسوا على مذهبه , ولم ينتهي الامر الى هذا الحد بل انهم تمادوا فخلقوا تعارضا اخر بين المذهب والوطن فروجوا ان المذهب افضل من الوطن فاذا تقاطعا فعلينا التمسك بالمذهب والتنازل عن الوطن – وطن الاجداد والاحفاد – !! وصنعوا فراغا بينهما ملئوه بالدجل والتكفير والسب الفاحش والطعن بمقدسات ورموز المسلمين بل وصل الامر الى الطعن بعرض وشرف النبي صلى الله عليه واله عبر الطعن بزوجاته امهات المؤمنين كل ذلك ليكرسوا الفتنة ويثيروا حفيظة المقابل ومن ثم تفجير الاوضاع وهم المستفيدون في النهاية , ان التعارض الذي اوجدوه بين المذهب والوطن انما هو تعارض وهمي ماكر والحقيقة انه لا تعارض بينهما فكل منهما مكمل للآخر اذ لا مذهب بلا وطن ولا وطن بلا مذهب وقد تحققت هذه المخاوف واصبحت مخططات الشيطان واقعا وهاهم دعاة المذهب من السنة والشيعة حققوا احلامهم في تمزيق العراق وهذا الافق ينذر بدولة شيعية في الجنوب ودولة سنية في الوسط واقليم للأكراد كان مفعولا , ها هي اكبر مخاوف الوطنيين من ابناء العراق الاصلاء بدأت تتشكل وتصبح واقعا كل ذلك بسبب الطائفية والمذهبية التي سعرها وزاد من لهيبها الطائفيون وكم حذرت المرجعية العليا في كربلاء المقدسة المتمثلة بسماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله في بيانات وخطابات ومواقف كثيرة من اخطار الطائفية ومفعولها في المجتمع وحددت للناس الجهات التي تقف وراء تحشيدها وتكريسها ووضعت المعالجات والحلول وقدمتها بكل حرص للجميع وعلى كل المستويات ولكن ومع الاسف الشديد وكما قال الشاعر ( ولقد نصحتهم نصحي عند منعرج اللوى … فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد .. ) عوامل كثيرة منعت الناس وصمتهم وأعمتهم وأبكمتهم منها الجهل والتخاذل وحب
الدنيا وشهواتها وملذاتها واطماع الرئاسة واتباع الرجال بلا هدى او كتاب منير يقول سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله في محاضرته الثانية والعشرين والتي القاها في برانيه في كربلاء المقدسة بتاريخ 19 حزيران 2014 .. وهو يشير الى ان كل من يدعو الى الطائفية والتمذهب هو من جند ابليس وفاسق ومشرك ومن المغالين حيث يقول سماحته (أن روايات أهل البيت تدل على أنه لا يوجد تعارض بين الإسلام ومبادئه وثوابته وبين مذهب الحق وعليه فكل من دعا للمذهب والمذهبية والطائفة والطائفية والابتعاد عن مبادئ المذهب فهو من جند إبليس وهو فاسق وفي شرك وغلو حتى لو كانت سلوكياته تحت عنوان المذهب وكل المذاهب الإسلامية كالجعفري والحنبلي والشافعي وغيرهم.) وقد عرج سماحته مستدلا على رواية الكشي التي جاء فيها .. (دخلت على الصادق (عليه السلام) فسلمت وجلست، فقال لي: كان في مجلسك هذا أبو الخطاب ومعه سبعون رجلاً كلّهم إليه ينالهم منه شيء فرحمتهم فقلت لهم: ألا أخبركم بفضائل المسلم فلا أحسب أصغرهم إلا قال: بلى جعلت فداك، قلت: من فضائل المسلم أن يقال له: فلان قارئ لكتاب الله عزّ وجل ، وفلان ذو حظ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم ما لكم وللرياسات؟ .. إنما للمسلمين رأس واحد، إياكم والرجال!.. فإنّ الرجال مهلكة، فإني سمعت أبي يقول: إنّ شيطاناً يقال له المذهب يأتي في كل صورة، إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي ولا أحسبه إلا وقد ترائى لصاحبكم فاحذروه!.. فبلغني أنهم قُتلوا معه، فأبعدهم الله وأسحقهم، إنه لا يهلك على الله إلا هالك) واكد سماحته الى أن الرواية تشير الى أن عمل المذهب (الشيطان) يعتمد على ركيزتين الاولى: السمعة والواجهة وحب الرئاسة عند ذوي الطول والرموز والواجهات والثانية : استحكام الجهل والذلة والصم والبكم والعمى وعدم التفكير بحيث تبع أغلب الرعية الرجال الباطلين فهم يقيسون الحق بالرجال وليس العكس، مبينا أن الرواية تشير إلى أن أبا الخطاب وأصحابه بعيدون عن الإسلام وتعاليمه حتى ذكّرهم الإمام (عليه السلام) بفضائل الإسلام والتي هي قراءة القران والورع والاجتهاد في العبادة…..