في طفولتنا شعرنا وكان الكراهية ضد اليهود مترسخة بالثقافة والتقاليد الإسلامية اوبالقليل العربية والعراقية، فإلى يومنا هذا معظم اهلنا يصفون قسات القلب من الحاقدين او البخلاء او القتلة بلا رحمة والحقراء، قابل انت يهودي؟ ،لا ندري هل هذه الثقافة ضد اليهود كانت منذ ايام نزول الرسالة المحمدية في الجزيرة العربية والتآمر بين قادة قريش ويهود القينقاع ضد محمد ورسالته السماوية ام مرتبطة بقضية فلسطين والصراع الإسرائيلي العربي الذي ياكل ويشرب معنا حتى بالأحلام من الطفولة إلى الشيخوخة والممات؟، حتى أن في بعض تقاليد مجتماعتنا يخلطون بين ملك الموت الازق (عزائيلواسرائيل) ولكن ايام دراستنا للحقوق واطلاعنا على عناصر العدالة وأدواتها بالدراسات النظرية المقارنة ،بين العربية والإسلامية ،والجرمانية والانكلوسكسونية وغيرها،،، اتضح لنا بان الحقيقة والعالم ليست دروسنا المدرسية ولا منشورات جريدة الجمهورية والثورة البعثية ولا تلفزيونان قناة تسعة وسبعة الرسمية ، وانما هناك تفسيرات للحقائق في الدنيا وحتى والآخرة ، والاهم فيما يخص الكراهية المتجذرة ضد اسرائيل واليهود ، كان زملاؤنا العرب في كلية القانون، سواء الذين جاؤونا من المناطق المحتلة من اسرائيل او المتغربين في الدول الاجنبية ، مع انهم اعضاء او انصار الاحزاب القومية ومحسوبين للدارسة المجانية على حساب البعث العربي الاشتراكي وانتمائهم وخطابهم بقاعات الدراسة في النهار غير حديثهم في خلواتنا بأقسام الداخلية في الليل، وبالتحديد عندما يتحدث زميلنا علي ابو النيل عن اسرائيل ، اسرائيل القطعة اللذيذه من كعكة الحضارة الغربيه ،التي طالما تفوقت علينا كعرب ومسلمين بحكم القانون وبالعدالة قبل أن تتقدم علينا بالحرب والتدمير ٫لانهاعادلة مع شعبها وساكنيها عرب مسلمين او مسيحيين ،ويهاجر اليها أغنياء اليهود قبل فقرائهم ليس لانها مقدسة وانما لانها عادلة وديمقراطية وتحتكم لحكم القانون ليأمن الجميع على ماله وعرض وحياته ، كنا نفتح أفواهنا له وكاننا نسمع قصة من قصص الف ليله وليله على أرض لا تبعد سوى رحلة بالسيارة أو الطائرة لبضع ساعات،حتى تحولت كراهياتنا لاسرائيل آنذالك إلى حلم بتجربة صنعت لنا امل بالعدالة وأدواتها ، كنا نعتقد جازمين بأنها ستتسلل ٫جبرا وكرها عاجلا ام اجلا، إلى مناطقنا الموبوءة بالتطرف والدكتاًتوريات والفساد ،ولكن بمجرد دخلت لنا القنوات الفضائية الملونه لبيوتنا نهاية تسعينات القرن الماضي حتى بدا الضجيج الوطني والإقليم والعالمي الحي الملون ضد اسرائيل يدخل حياتنا مثل الهواء والماء ، لم يقبل بتصرفاتها وعنجهيتها وإعتدائتها اليومية حتى الذين حضروا برعايتها الامنية والاقتصاديةمن الأنظمة القمعية الفاسدة ٫لتتحول اسرائيل من قبلة مثالية لمستقبل المنطقة إلى معبد للكراهية الشعبية والرسمية في المنطقة ومعمل للحكومات الفاسدة والعصابات الإرهابية سواء كانت الشيعية والسنية التي صنعت نفسها (ميمنة المقاومة ضد الصهيونية وداعميها) ،
وما انفجرت حماس بوجه اسرائيل في ٧ أكتوبر حتى أظهرت اسرائيل أبشع أنواع الانتقام التاريخي مخلوطا بالحقد الديني والقومي بمذابح ودمار لم يسلم منه بشر وحجر لا ضرع ولا زرع ، ارادتها إسرائيل نكبة أخرى للفلسطينيينفصارت محنة إنسانية اجبرت دول العالم إلى مواقف واجراءات واعترافات تاريخية جولت هذه النكبة الى ملحمة دولية عالمية لدعم قضية فلسطين لاول مرة بالتاريخ منذ هجرة اليهود لها بعد الحرب الثانية،
صحيح انها محنة لا يتحملها كل صاحب ذمة وضمير بشري ولكنها عار ابدّي على اسرائيل ، صرخوا من أجلهم المسيحي واليهودي قبل المسلم ٫المحافظين والمتحررين قبل الملحدين ، قلبت موازين إقليمية وعالمية من الشرق إلى الغرب ، ضربت إسرائيل بقنبلة كراهية اكبر وأسوأ من كل القنابل الذرية أو الكيمياوية ،حاصرت إسرائيل ومن يدعمها بالعزلة وألبستهم نياشين عار قد تحتاج إلى أجيال لنسيانها من الذاكرة العالمية ، صارت قضية الفلسطينيين موديل سياسي واجتماعي وإعلامي وحتى ملابسي للأحرار وكل من يحمل ذرة من الذمة والضمير في كل مكان من أرقى الجامعات الأمريكية والغربية إلى قاعات المحافل العالمية وصالات عرض الملابس العصرية والمهرجانات السينمائية٫ بينما صار اسم اسرائيل عار ليست على الأنظمة الداعمه لها وانما حتى الشركات التجارية الالكترونية المتعاونه معهم ، بل صارت كل قضية الفيفا كيف يتخلصون من مشاركة إسرائيل من بطولة كاس العالم الكروية للحفاظ على سمعة هذه اللعبة الشعبية من إسرائيل الوحشية ،،
ولهذا إذا لم تستعجل اسرائيل بفهم هذه الملحمة العالمية لدعم الفلسطينيين وإعادة النظر بوسائل بقائها على قيد الوجود بالحكمة والعدالة وحقوق الإنسان وبالحكمة والموعظة الحسنة مثلما حدثنا عنها زميلنا علي ابو النيل عام ١٩٨١ فانها اليوم او غدا قد تقضي على كل نفس بشري او حتى حيواني على ارض غزه، وربما تستطيع بالتآزر والتآمر مع من تبقى من عناوين الفساد الإقليمي والعالمي ان تعيد احتلال الضفة ، قد تدمر اسرائيل اليمن وسوريا ولبنان والعراق وايران مجتمعا او منفردا ، قد تحرض الدروز ضد اخوتهم في سوريا ولبنان وغيرها ، قد تستطيع ان تشعل حرب روسية ضد اوربا الغاضبة منها ، قد تحول امريكا من قلعة الديمقراطية وحقوق الانسان وحكم القانون والعدالة تتحصن بها كل الأقوام للشرية إلى غابة يتحكم بها ترامب وامثاله من السطحيين ،قد تستطيع تجنيد بضعة شخصيات سياسية اقتصادية إعلامية من اصحاب الدناءات والعاهات الوطنية والاخلاقية الذين يطنطنون بمعادات السامية ، قد تشخ على القرارت الدولية والاعترافات الدولية، قد تمكنت من منع رئيس دولة فلسطين الضحية من تأشيرة الحضور إجتماعات الإمم المتحدة وتسمح للجلاد ان ينفرد مثل قرقوز على منصة خطاب الجمعية الاممية في نيويورك،،،قد تستطيع أن تزج قضاة المحكمة الدولية بالسجن بدل نتنياهووبقيةالمتهمين بالإبادة الجماعية ،،ولكن لا تستطيع ان تمنعوا ولادة مئات الملايين من الولادات في بلاد المسلمين من من روسيا والصين وإندونيسيا شرقا إلى افريقيا والمغرب العربي غربا ، فكل مولود سيكون ولادته تهديد عددي لوجودها ،وكل حرف يتعمله هذا الوليد سيكون وسيلة للتفوق عليها، وكل حجر يبنيه سيتوجه لمقاومتها،وعندها سيتذكر بني اسرائيل ،بان ترحيب ملك إسبانيا قبل ايام ومن على منصة الأمم المتحدة باليهود للعوده لاسبانيا ،وإعلانه تشريع قانون اعادة الجنسية لليهود من أصل إسباني عام ٢٠١٥ مثل نزول التوراة على بني إسرائيل ودعوة النبي موسى ( عليه السلام) لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ أنجاكم من الـ فرعون يسومونكم سوء العذاب !