23 نوفمبر، 2024 4:50 ص
Search
Close this search box.

البغدادية ليست داعش ياعالم

البغدادية ليست داعش ياعالم

منذ بدء الهزيمة المدوية التي مني بها الجيش العراقي الموالي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على يد مجموعة قذرة متطرفة لايتجاوز عددها العشرات أخذت الحكومة تتخبط بإجراءاتها فراحت تضيق الخناق على حرية التعبير وأغلقت مواقع التواصل الإجتماعي تحت حجة إن البلد يتعرض الى هجمة شرسة وماشابه ذلك من حجج واهية للتغطية على فشلها الذريع
هذه الهجمة جاءت نتيجة طبيعة للفشل والتمسك بالسلطة ومحاولة تخوين الجميع ووضعهم في خانة الأعداء وماكان للوطنيين وكارهي الديكتاتورية الا منبر البغدادية لكي يعبروا من خلاله خطورة ماتمر به الأمور داخل العراق ولم ينتبه فريق السلطة الى مايقوله الرأي الآخر الى أن وقعوا في شر أعمالهم
واحدة من أهم تخبطات الحكومة هو إغلاقها لقناة البغدادية التي تتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة ووضعتها على لائحة القنوات المعادية للعراق وهذا ماجعل الكثير من محبيها يقفون بالضد من توجهات الحكومة وإجراءاتها لمحاربة داعش
كان بإمكان الحكومة أن تجري مباحثات مع البغدادية من أجل تحسين مواقفها والإستفادة منها في زيادة لحمة الشعب العراقي وبث روح الوطنية الجامعة من خلالها لمحاربة داعش ؛ فإغلاقها له مردودات سلبية جدا ووفرت لها شهادة عظيمة تصب بصالحها وليس بصالح الحكومة
متى تعلم الحكومة إن تكميم الأفواه بعد الربيع العربي لم يجد نفعا ؛ متى تتعلم إن العراق الجديد لجميع العراقيين ؟ متى تتعلم إن الهوسات والتطبيل والتزمير لقائد الضرورة إنتهى عصره ؟ متى تعلم إن الراقصين والمهلهلين سوف يجرون البلد الى ماهو عليه الآن ؟ متى تعلم إن النقد الحكومي يصب بمصلحتها ولم يقف ضدها ؟ متى تعلم إن عليها البحث عن الأصدقاء وتقليل عدد الأعداء ؟ ماذا جنت حكومتنا من خلق الأزمات والعداوات غير الخراب والدمار ؟ متى تشعر حكومتنا إن مطبليها خذلوها أشر خذلان ؟ متى تعترف حكومتنا إنها أبعدت الشخصيات العراقية الوطنية ؟ متى تعترف إن قناتنا العراقية أغلقت أبوابها بوجهنا لأننا نشخص الأخطاء ونخذر منها ؟ الكثير من الأسئلة لم تجب الحكومة عليها لأنها للأسف تورطت بها بسبب جهلها عن مايحدث داخل العراق وبسبب تقريبها لأناس هم عبارة عن مجموعة من المنافقين والمتخلفين من الذين ليس لديهم أية مفاهيم مهنية لكنهم يمتازون بمهارات إنتهازية تملقية أوصلت الحكومة الى ماهي عليه الآن
لقد أعلنت البغدادية مرارا وتكرارا بأنها تقف دائما مع العراق ومع الشعب العراقي ولاأعتقد أن البغدادية عبرت عن فرحها لما حدث في الموصل ولم أسمع منها أنها وقفت مع داعش أو ساهمت في تصوير أعمالهم بل كانت تصور الوضع بالمأساة وفعلا أن الوضع في العراق أصبح مأساويا للغاية
لقد طالبت البغدادية بضرورة محاربة الفساد الذي نخر البلد كذلك طالبت بضرورة تولي أصحاب المهنية للمهام الحكومية وكل مطالبها وتوجهاتها تصب بمصلحة العراق بالنهاية ؛ لكن هناك الكثير من المرتزقة لايريدون تشكيل دولة محترمة قائمة على هذه الأسس الصحيحة التي نادت بها البغدادية لذلك عملت كل مابوسعها من أجل إغلاقها ونجحت في ذلك بالفعل
السؤال في هذا الصدد ماذا بعد إغلاقها هل تبنى الدولة ؟ هل تنتصرون على داعش ؟ هل كانت البغدادية داعش بالفعل وبإغلاقها ينتهي ملف داعش من العراق ؟ فإذا كانت مشاكل العراق الحالية تنتهي بمجرد إغلاق البغدادية فها أنتم أغلقتموها فلننتظر النتائج
موقف البغدادية من الشخصيات الوطنية والمهنية
لقد عملت البغدادية على الترويج لمفهوم الوطنية وساندت كل صوت وطني شريف وسلطت الضوء على الكثير من الشخصيات الوطنية التي تتحلى بخطاب ساهم الى حد كبير في توعية الشعب العراقي
موقف هذه الشخصيات من إغلاق البغدادية
للأسف الشديد لم تستطع هذه الشخصيات أن تقف وقفة مشرفة تجاه هذا الإغلاق ولم أر أية مواقف حقيقية تتناسب مع ماقدمته البغدادية للأصوات الوطنية
موقف نقابة الصحفيين من إغلاق البغدادية
بكل صراحة لم يمتلك العراق نقابة محترمة للصحفيين بل لدينا نقابة موالية للسلطة ولم تقل كلمة واحدة تجاه تكميم الأفواه الجارية بالعراق ولم تعلق على أية مضايقات يتعرض لها أي إعلام معارض لسياسة الحكومة ؛ إنها تقف الى جانب الصحفيين الموالين للسلطة فقط وتترك الإعلام المعارض عرضة للإغلاق والطرد والتضييق ومشابه ذلك من وسائل المنع
موقف الشعب ككل من إغلاق البغدادية
لقد عملت البغدادية على إعلاء صوت الشعب ككل وطالبت بحقوقه وتحملت كل الوسائل بمافيها ضرب لمراسليها واغلاق مكاتبها لأنها تدافع عن حقوق الشعب وتطلعاته لكن الشعب لم تكن له وقفة حقيقية تتناسب مع ماقدمته البغدادية له ؛ وحان الوقت للخروج بمظاهرات عارمة تطالب بإعادة البغدادية وفتح مكاتبها في العراق
علامات إستغراب
أستغرب من هذا الصمت الرهيب الذي أصاب الجميع من قرار إغلاق البغدادية وكذلك أستغرب من السيد عون الخشلوك على هذا القرار المفاجئ كذلك أود أن أخاطب الأستاذ الخشلوك
أنا أقدر ماسببته لك البغدادية من متاعب جسام وأقدر ما بذلته من جهد ومال لكن عليك أن تعلم إن الروح الوطنية تتطلب الصبر وتتطلب التحمل الكبير من أجل تحقيق الهدف الوطني المنشود وأخاطبك بإسم مواطن عراقي مستقل عليك بالعدول عن هذا القرار وأرجو منك أن تزف بشرى للعراقيين في هذا الظرف الراهن ولاأعتقد إن هنالك بشرى أكثر من بشرى عودة البغدادية للبث
عليك أن لاتحرمنا من سحور سياسي الذي إعتدنا على مشاهدته وعليك أن لاتحرمنا من قضية رأي عام وبقية البرامج التي أصبحت جزء من حياة العراقي .

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات