لا شك ان التنظيم الارهابي الذي يعرف باسم داعش فعل فعلته الشنعاء في العراق وسوريا على حد سواء فقتل وهجر , اغتصب وسرق واباح كل المحرمات وانتهك كل المعاير الأخلاقية والإنسانية … ولكن وان كان الهدف للدعواش واحد سواء في العراق او سوريا ولكن الاختلاف في الشكل والتركيبة حاصل بينهما ففي سوريا اغلب العناصر الارهابية لهذا التنظيم من جنسيات عربية وأجنبية وقليل فيهم من السوريين من باع دينه وخان ضميره … اما في العراق فهناك دواعش العرب والأجانب ودعواش العراق الذين هم الأكثر في العدد او ما يسمون بثوار العشائر بعضهم من كان تحت خيمة المعتصمين
, منهم برلمانين وقادة سياسيين ورجال دين بارزين كانوا يظهرون على المنصات ويصرحون في الفضائيات بخطب نارية والفاظ طائفية ويتوعدون بقدومهم الى بغداد لازالة الحكم الصفوي , هذا الكلام اصبح اليوم واقعا ومصداقا بعد ان كان لا يتعدى تصورا وخيالا … من يتابع الأحداث بعناية يرى ان داعش سوريا في تلاشي واضمحلال في حين دواعش العراق في نمو وتمدد واضطراد… من حق اي مواطن ان يتساءل لماذا فوز بشار الاسد في الانتخابات الرئاسية انهى المؤامرة وفوز المالكي في الانتخابات البرلمانية اججها رغم ان الاطراف الداعمة للارهاب واحدة هي قطر والسعودية
وتركيا وفي العراق يفترض ان تموت المؤامرة ويسحق الدواعش قبل سوريا لما يمتلكه العراق من امكانيات مادية وبشرية ويحظى بعلاقات دبلوماسية وخاصة من امريكا وهذا ما ينقص سوريا بالتحديد … يمكن الاجابة عن هذا التساءل باختصار ان في سوريا مشروع وطني محدد وثوابت متفق عليها لا توجد حواضن للارهابين فيها الا ما ندر, ولكن في العراق الحواضن الارهابية كثيرة والعملية السياسية ملغومة وهناك من فينا مشترك مع السارق يفتح له باب الدار بعد منتصف الليل … داعش لم تتمكن في العراق الا بعد مساعدة بعض من رجال الدين من افتوا بمقاتلة الجيش العراقي عندما يحمي
مدنهم ومن سياسين وبرلمانين ارتبطوا بدول اقليمية ينفذون اجندتها وتراهم بين الحين والاخر في احضانهم لا داعي لذكر أسماءهم فهم اصبحوا معروفين للقاصي والداني بل الامر وصل الى تعاون بعض القادة العسكرين مع داعش كما هو الحال في تسليم مفتاح مدينة الموصل حيث انسحب بعض امراء الالوية والافواج من مواقعهم بعد ان اتتهم الاوامر من احزابهم وتركوا جنودهم كالقطيع ينحرهم الارهاب بدافع طائفي بغيض … لا استطيع ان نتصور سقوط مدينة الموصل بايدي الارهابين حتى ولو لم تكن قوات الجيش فيها , اليس فيها فرقة من الشرطة بتعداد لا يقل عن 20 الف فردا تحت امرة
المحافظ ؟ لماذا لم يستبسل هؤلاء بالدفاع عن مدينهم وهو واجب وطني وديني ؟ ولماذا المحافظ وهو من يامرهم تركهم وذهب الى كردستان ثم اتهم الجيس بالتقاعس وترك القتال وهو بالامس من يطلب اخراجه خارج المدن ويحرض عليه حتى ان بعض من ذوي النفوس الطائفية الضعيفة يرموه بالحجارة .
ان ما حصل في الموصل خيانة لا تبررها كل المبررات والاسباب والمفترض ان تخضع رقاب الى المقصلة كل من كان سبب فيها او كل من ترك واجبه وهو في عهدة المسؤولية واعتقد ان هذا الاجراء معمول به في الحروب بكل دول العالم وهو لا يتعارض مع نص قانوني او ديني .