المقبلات أولاً … والنفط لاحقاً

المقبلات أولاً … والنفط لاحقاً

في عالم تتسابق فيه الأمم على غزو الفضاء وتطوير الذكاء الاصطناعي وتحويل الطاقة الشمسية إلى وقود نظيف يقرر بعض قادة أوطاننا أن الأولوية ليست لهذه (التوافه) بل لموضوع مصيري وحيوي دورات تطويرية عليا في صناعة الفتوش والحمص بطحينة .
نعم أيها السادة المستقبل هنا المقبلات اللبنانية تدخل المفاوضات الدولية من أوسع أبوابها ووفقاً للاتفاقية التاريخية العراقية اللبنانية سيجلس شبابنا في قاعات مكيفة يستمعون بكل انبهار إلى خبراء استراتيجيين يشرحون أسرار (التبولة) وخفايا (بابا غنوج) ومتاهات (الجاجيك) الذي استعصى على العلماء فهم توازناته الكيميائية الدقيقة بين الخيار واللبن .
في المقابل ومن باب العدالة في التبادل سيُرسل شباب لبنان لدورات تدريبية رفيعة المستوى في استخراج النفط العراقي طبعاً مع محاضرات نظرية بعنوان (كيف تملأ جيبك أولاً قبل أن تملأ الخزان) .
هذه ليست اتفاقية عادية إنها بصمة ذهبية في سجل الإنجازات السياسية فحين يسألك حفيدك بعد خمسين عاماً جدي ماذا قدمتم في عهدكم للأمة ؟ ستنفخ صدرك قائلاً : لقد كنا أول من وضع اللبن بالخيار في اتفاقية دولية موثقة .
الغريب أن العالم اليوم يواجه أزمات اقتصادية ومناخية لكن قادتنا يرفضون الانشغال بهذه الترهات فهم أذكى من أن يضيعوا وقتهم على قضايا هامشية مثل الكهرباء أو البطالة لا الأولوية عندهم أن يتأكدوا من أن رشة السماق على الفتوش تتم وفق البروتوكول الدبلوماسي الصحيح .
إنه إنجاز عظيم بل علامة فارقة في التاريخ الحديث ربما ستسجل في المناهج الدراسية يوما المرحلة الذهبية من التعاون العربي العربي حيث التقت براميل النفط مع أطباق الحمص تحت سقف واحد .
محمداوية …
حقا نحن أمة ترفع شعار لا نصنع المستقبل بل نصنع المقبلات
فلتتركوا للغرب رفاهية غزو المريخ ودعونا نحن نغزو طبق التبولة
وإذا سألونا عن خططنا للنهضة سنجيب بكل ثقة .
نحن على وشك توقيع معاهدة دولية كبرى لاضافة الزيتون إلى السلطات .

أحدث المقالات

أحدث المقالات