الانسحاب الأميركي .. من يحرك خيوط داعش في العراق؟

الانسحاب الأميركي .. من يحرك خيوط داعش في العراق؟

تزامنا مع إعلان السفارة الأميركية في بغداد بدء انسحابها، سارعت بالتحذير من توسع عصابات داعش في العراق والشام، وكأنها تقول: اصبروا قليلا لاكشف لكم البعبع المخيف الذي نحرك خيوطه كالدمى.

هذا التزامن يثير تساؤلات جوهرية: هل الانسحاب الأميركي خطوة واقعية لانهاء وجودها العسكري، أم مجرد ورقة جديدة في لعبة معدة سلفا؟

تصريح السفارة يكشف بوضوح أن الولايات المتحدة لا تزال ترى نفسها اللاعب الأبرز في ملف الأمن والفوضى داخل العراق ، وهنا نسأل: كيف يمكن للسفارة أن تحذر من توسع داعش في لحظة انسحابها؟ اليس وجود داعش أصلا نتاجا مباشرا للتدخل الأميركي منذ غزو 2003؟

على مدى عقدين استثمرت واشنطن في خطاب “الحرب على الإرهاب”، حيث يظهر العدو فجأة كلما اقترب موعد انسحاب أو تراجع للدور الأميركي، وكأن هذه الجماعات تنشط بقدرة سحرية بمجرد أن تلوح واشنطن بخفض قواتها.

هذا السيناريو المتكرر يؤكد بأن هناك من يحرك الخيوط من خلف الستار، ليقدم نفسه لاحقا كمنقذ أو ضامن للأمن.

الحقيقة أن الانسحاب الأميركي ليس انسحابا كاملا بقدر ما هو إعادة تموضع وسيطرة عبر أدوات أخرى، من تحالفات أمنية واقتصادية، إلى ميليشيات مصنعة وأوراق ضغط سياسية. وهنا يأتي داعش كاداة ابتزاز، تستخدم لعرقلة القرار الوطني ورغبة العراقيين في الخلاص  والتأثير في مساره.

الاخطر أن واشنطن تحاول بصور شتى ، اقناعنا والعالم بانها الضامن الوحيد للاستقرار، بينما الوقائع تثبت العكس: فمنذ الاحتلال لم يعرف العراق سوى الدمار والانقسام وتزايد الارهاب.

الولايات المتحدة لا تغادر  ارضا  الا بعد أن تزرع فيها بذور الفوضى والتفرقة ، واذا كان انسحابها صادقا فليكن كاملا ونهائيا ، مع وقف أي تدخل سياسي او امني أو اقتصادي في شؤون العراق والمنطقة.

أما التحذيرات من عودة داعش، فهي مجرد وسيلة لابقاء الخوف حيا وتبرير استمرار النفوذ الأميركي باشكال جديدة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات