يعجبني هذا العنوان الذي حمله فيلم عربي عرض في الثمانينات من تأليف واخراج مدحت السباعي ويتم فيه فقدان احد الاهرام المصرية من دون معرفة الفاعل ، فقد اختصر فيه ماواجهته وتواجهه الحكومات والمجتمعات العربية من قضايا يُعد اغلاقها افضل من فتحها والتحقيق فيها وهكذا يتم تقييدها ضد مجهول ليرتاح الخائفون من فتحها من وجع الرأس بينما تظل قلوب وعقول أخرى تتعذب من فقدان أشخاص من دون معرفة سبب فقدهم وهذا من أصعب الأمور .
قضية الدكتورة بان طبيبة الطب النفسي تم اغلاقها بعد اعتبارها انتحارا وليس جريمة قتل وهكذا قُيدت ضد مجهول أيضا بعد أن أشبعها الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتصريحات الاطباء والمتخصصون تحليلا وتمحيصا فهنالك من تحدث عنها انطلاقا من الدفاع عن حق المرأة في العيش بأمان منتقدا الصمت الحكومي وهنالك من ركب الموجة رغبة في الحصول على ( مشاهدات ) و( لايكات ) أو انتصار انتخابي بل أصبح الأمر مستفزا عندما منح بعض ( اليوتيوبرية) انفسهم الحق في الحديث عن الموضوع بشكل مقرف وجارح ..ولأننا إعتدنا على تقييد قضايانا ضد مجهول ابتداء من تغييب ابنائنا وبناتنا او اغتيالهم منذ زمن الدكتاتورية وحتى الآن فأتوقع ان تتلاشى موجة الحديث عن غياب الدكتورة ان كان قتلا او انتحارا وتنتهي تدريجيا خاصة بعد ان ظهرت مقالات وآراء مضادة لما رأيناه منذ مقتلها فبدأ بعض الكتاب يدافعون عن حق أهل القتيلة في الحفاظ على سمعتها واعتبار كل ماكتب عنها مبالغة وادعاءات كاذبة وتهويل اعلامي ..
من نصدق الآن ؟ من كتب وقال سابقا ام من كتب وقال لاحقا ؟ أليست تسمية الاشياء بأسماء خاطئة تزيد من شقاء العالم كما يقول كامو أم ان علينا ان نجعل الكذبة كبيرة اونجعلها بسيطة ، ونكررها ، وفي نهاية المطاف سيصدقها الجميع كما يقول هتلر ؟! وبين هذا وذاك ، هل ستصبح قصة الدكتورة ذكرى أليمة أم جرح مفتوح تم اغلاقه لأسباب مجهولة ؟!.