ايقونه السماء البصرية

ايقونه السماء البصرية

أَيقُونة السَّمَاء البصريَّة
في ليلةٍ ظلماءَ منْ ليالي شهرِ آبَ اللهاب، أطرقَ البابُ على بيتِ أيقونةِ السماء البصرية، ففتحتْه فورا، لبراءتها الطفولية، قبلُ أنْ تسألَ منْ الطارق، وثقتها بنفسها، بأن ليسَ أعداءٌ في هذه الدنيا، لسيرها في صراطْ المستقيم، وإذا؛ بعدد من الوحوش الملثمين وجوههمْ بغطاء أسود، ليضعوا أيديهمْ الوسخةَ على وجهها الطفولي الجميل، ويغلقونَ فمها، حتى لا تتنفس، ويسقطوها أرضا، وهي، تصرخ، تصيح، وتنادي ( أريدُ اللهُ أريدُ اللهُ ) ولا مجيبَ لها في غبرةِ الليل، ويقتظوا على رقبتها الضعيفةِ بأياديهمْ الملوثةِ بالحقدِ والسم، ويتسابقونَ على قطعِ أنفاسها، تنفيذا لأمرِ طاغوتهما الشيطان، الذي أوصاهمْ بذلك، بالقول: لا تبقونَ ذرةُ أوكسجينٍ تتنفسُ فيها، أخرجوا روحها، لقدْ وقفتْ حجرةَ عثرةٍ في طريقنا الشيطاني، وما حقدكَ أيها البشر، ألمٌ تتعلمُ منْ الحيوانات الوفية الرحمة من الكلب أو القط ….!
خرجوا منْ دارها ، منتعشينَ فرحين، بما منحهمْ شيطانهمْ منْ شجاعةِ الغدرِ والقتلِ في منتصفِ الليالي لأيقونةِ الحبِ والابتسامة، ليبلغوا شيطانهمْ الأكبر، أنجزتْ العمليةُ نريدُ بشاراتنا، هديتنا، حضر لنا الدفاترُ الخضراء، ويردَ علهم: ابشروا، أيها المرتزقة …!
هذا ؛ ما استنتجه ، وتصوره للحدث : المحللون، الشهود، الرأي العام ، وسائل الإعلام بمختلف صورها ، نتمنى أن ألا تكون في محلها، حتى لا يظلم أو يتهم أحد بذلك .
لقد رحلت روح المرحومة الى بارئها. لتستقر في جنةِ الخلد، مرحباً بها منْ قبلٌ ملائكةِ الرحمة، عسى أن تنعم بجوار الرحمن في جنات النعيم، ليكون مسكنها معَ الشهداءِ والقديسينَ والمظلومينَ والأطفال، ويقولَ لها: حللت أهلا، ووطئت سهلاً؛ يا أيقونة سماء البصرة.
لقد خرج أهالي المدينةُ الصغيرةُ في تلك الليلة، ليشاهدوا السماء، هنالك طائر أبيض صغير، يحرك بجناحيهِ بخفة ورشاقة ، متجها إلى السماءِ. . .! كأنما ، يودع أهلَ الأرض.
يقولَ لهمْ : سأقاضيكم عندَ قاضي السماء العادل، بعدَ أنْ فقدتْ الأرضُ عدالتها، في محاكمة من قتلني، وأنا في مقتبل عمري.
لقدْ سمعَ صوتها (الخمسةُ وأربعونَ مليون) مواطنِ منْ زاخو إلى الفاو، وهبوا بصوت واحد، كإنما ، يوجد من أيقظهم، يصرخونَ بصوتٍ واحدٍ (كلا- كلا- كلا) هذا كذبٌ وافتراءٌ ، إظهروا الحقيقة….! . لقدْ ظهرتْ نتائج التحقيق الرسمية، الكلَ لم يقتنع بما جاء فيها، طعنَ بمصداقيتها من الجميع؛ رجل الدينِ والقانون، الطبيب، والباحث الاجتماعيِ والنفسي،…!. خرجتْ الجموع للتضامن مع الحدث؛ البدو والحضر معاً، المسلمينَ وغيرهم بأديانهم وطوائفهم المختلفة، أبناء الوطن، والعربي والمسلم ، وأبناء المعمورة جميعاً ، تقولُ كلا لهذا الظلم؟ أين الحقيقة ؟
أسدلَ الستارُ عنْ وفاتها رسمياً، إما شعبياً، فقدْ فتحَ بابُ جهنمَ على الفاسدينَ والمتسترينَ والظالمين، من كل حدب وصوب، ليزدادوا كلِ يوم عدد ، شيبتهمْ وشبابهم، رجالهمْ ونسائهم، منْ من المسجدِ إلى الكنيسة.
لقدْ غطت وفاتها ، أكثر صحف وقنوات العالم، سوفَ تتحولُ في الأيام المقبلة إلى قصصٍ قصيرة. ربما الى ملحمةِ اسمها ( أيقونةُ السماءِ البصرية ) يكتبها القاص البصري محمد خضير. واللهُ لا أحد يعرفُ سببُ هذا التفاعل الجماهيري، هلْ هو: ( الهام رباني، أمٌ إيقاظ إنساني) ، لفضح المجرمين ، أمْ أحبَ ( الله) هذهِ الشابةِ المظلومة ذاتِ الوجهِ الطفوليِ المبتسم، لإظهارِ الحقيقة ….!
لنذكر المظلوم؛ بقولهِ تعالى: ( قالَ إنما أشكو بثي وحزني إلى اللهِ وأعلمُ منَ اللهِ ما لا تعلمون). صدق الله العظيم .
ولنذكر الظالم؛ بقولهُ تعالى: ( ولا تحسبنَ اللهَ غفلاً، عما يعملُ الظالمون، إنما يؤخرهمْ ليومً تشخصُ فيهِ الأبصارُ ) . صدقَ اللهُ العظيم.
أما أنت أيها الطفلة البريئة، فنقول فيك، قوله تعالى: ( ياأيها النفس المطمئنة عودي الى ربك راضية مرضية ) . صدق الله العظيم .