لا توجد شعوب ذكية وأخرى غبية , بل توجد حكومات ذكية وأخرى غبية , فالشعوب لا فرق بينها إلا بحكوماتها.
الحكومات الذكية تستثمر في طاقات شعوبها , فتطلق ما فيها من القدرات وتوجهها لبناء المصلحة الوطنية , وتعزيز إرادة وقوة المواطنين , الذي سيجدون الفرص المواتية للتعبير عن قواهم الإيجابية , اللازمة لصناعة الحياة الوطنية الأفضل.
والحكومات الغبية تعادي شعوبها , وتتمسك بالكرسي , فتشيع الفساد والمحسوبية والعدوانية , وتمتهن الشعب وتؤجج طاقاته السلبية , فتشيع المظالم والفرقة والفئوية , وتكون تابعة لقوى تساندها للنيل من الشعب , وسرقة حقوقه وما يساهم في عزته وكرامته , فهي حكومات فاشلة فاسدة تنفذ أجندات الآخرين المعادين لبلادها.
والواقع البشري فيه أمثلة كثيرة عن الحكومات الغبية والذكية , والمثل القريب هو الصين , عندما كانت حكومتها ذات منطلقات سلبية جائرة إنحدرت شعوبها إلى الحضيض , وحينما توفرت لها حكومات ذكية ذات منطلقات وطنية صارمة , وصلت إلى ما هي عليه اليوم من الرقاء الحضاري.
والحكومات في دولنا تتفاوت في نسبة ذكائها , وعلى ضوء ذلك تتحدد الحياة فيها , فبعضها حظيت بحكومات غبية إنحدرت بها إلى أسفل سافلين , والأخرى ذات حكومات ذكية , أوجدت فيها مستويات حياة معاصرة ذات قيمة إنسانية ورفاهية.
فلا يجوز وضع اللوم على الشعوب لوحدها , دون النظر في الحكومات التي تتسلط عليها , والشعوب مرآة للكراسي المتحكمة بها , فأنى تكون الكراسي تكون الشعوب , وتلك معادلة فاعلة في السلوك البشري , فربّ البيت هو المعيار الأساسي لما سيقوم به أهل البيت.
والشعوب المحظوظة تأتي بحكومات ذات غيرة وطنية , وهمّة عالية على بناء الحاضر والمستقبل.
فضع ذكيا في الكرسي لتكون!