16 أغسطس، 2025 12:48 م

المعركة الكبرى برؤيا استراتيجية في مسار الحرب القادمة بين إيران وإسرائيل

المعركة الكبرى برؤيا استراتيجية في مسار الحرب القادمة بين إيران وإسرائيل

كل المعطيات تشير بمعركة الحسم  بين الطرفين قادمة لامحال فالحرب لم تضع أوزارها الحد الان  لازال فتيل وأسباب الحرب قائمة ولم يحسم النصر النهائي ومنذ السابع من أكتوبر تحركت الأحداث في المنطقة بوتيرة متسارعة دفعت بموازين القوى إلى مسار جديد، حيث تعاملت إيران مع المواجهة مع إسرائيل بعقلية استراتيجية تقوم على التدرج في التصعيد وتجنب الانخراط المباشر في البداية مقابل فتح جبهات إسناد متعددة عبر فصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان مع الاكتفاء بالدعم اللوجستي والإعلامي والدبلوماسي. هذه المقاربة كانت قائمة على إدراك لطبيعة العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي تميل إلى الحروب الخاطفة بسبب غياب العمق الجغرافي والاعتماد الكبير على الدعم الأمريكي والغربي، فجاءت الاستراتيجية الإيرانية لخلق حالة استنزاف طويلة المدى ترهق إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا ونفسيًا، وتجر معها الولايات المتحدة وحلفاءها إلى استنزاف متدرج وصولًا إلى نقطة الانهيار المعنوي داخل المجتمع الإسرائيلي وهو ما تحقق بدرجات متفاوتة مع طول أمد الحرب وانعكس على معدلات الهجرة العكسية للمستوطنين بعد وقف إطلاق النار بادرت إيران إلى معالجة الثغرات التي ظهرت خلال المعركة الأولى بين الطرفين ورفعت جاهزية قدراتها العسكرية بما يتلائم مع المعركة القادمة لاجل تحقيق الحسم بالحرب عبر تطوير أنظمتها الدفاعية والهجومية مع ما تردد إعلاميًا عن دعم خارجي من الصين وروسيا وكوريا الشمالية رغم أن تفاصيله الدقيقة بقيت في طي السرية. على المستوى التنظيمي أنشأت القيادة الإيرانية مجلسًا أعلى للدفاع مُنحت له صلاحيات كاملة لإدارة الحرب المقبلة ما عزز فعالية القيادة والسيطرة وأفشل الخطط الإسرائيلية لاستهداف القيادات السياسية والعسكرية في لحظة حرجة كما شنت الأجهزة الأمنية حملة واسعة لتفكيك الشبكات المرتبطة بإسرائيل داخل البلاد واحتوت معظم التهديدات الداخلية ولكن بقى تهديد واحد يهدد الامن الداخلي الإيراني وهو عناصر حزب الحياة والحريه الكردي المدعوم من قبل  إسرائيل وأمريكا لازالت عناصره تشكل مصدر قلق وتهديد للأمن الداخلي الإيراني . اما بخصوص الموقف بجبهة لبنان يواجه حزب الله ضغوطًا من الحكومة التي تطالب بنزع سلاحه استجابة لمطلب أمريكي إسرائيلي يهدف إلى تأمين الجبهة الشمالية لإسرائيل قبل المعركة الفاصلة كما يواجه احتمال تحريك فرقة 84  السورية والتي اغلب مقاتليها من الأجانب ذات التوجة المعادي لعناصر حزب الله جرى إعدادهم تلك الفرقه برعاية تركية ودعم خليجي وإسرائيلي وأمريكي واحتمالية قيام تلك الفرقه بشن هجمات مشاغله واستنزاف  للقدرات العسكرية لحزب الله ومع ذلك يبقى الحزب أحد أهم الفاعلين المتوقعين في أي مواجهة شاملة فعلى المقاومة لبنانيه  وإن مارس ضبط النفس مرحليًا لتفويت الفرصة على ما يخطط لها وعدم الانجرار لمنطقه القتل التي عدت لهم من قبل عدوهم . اما في  الجبهة اليمنيه أظهرت المقاومة ثباتًا ميدانيًا أربك إسرائيل وأجبر المستوطنين على قضاء فترات طويلة في الملاجئ ومن المتوقع أن تلعب الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية دورًا مهمًا في إغلاق الممرات البحرية وخنق طرق التجارة رغم التحديات التي قد تفرضها الضربات الأمريكية بالتعاون مع بعض دول الخليج إضافة إلى محاولات التنظيمات الإرهابية تنفيذ عمليات ضد المقاومة اليمنيه لاجل تثبيت وتشتيت جهد اليمني  أما الجبهة العراقية  أمام معادلة شديدة الحساسية بين الضغوط الأمريكية لحل الحشد الشعبي وإنهاء دور فصائل المقاومة وبين حقيقة أن هذه الفصائل ستكون في طليعة الداعمين لإيران عند اندلاع المواجهة ما يضع بغداد بين خيارين متناقضين النأي بنفسها عن الحرب أو الانخراط الفعلي في دعم محور المقاومة تجد الحكومة العراقية موقفها محرج جدا لكون لديها اتفاقية إطار استراتيجي والتي بنيت على أساس التعاون والتنسيق بين الطرفين بكافه الظروف ويضاف لذلك اوضاع العراق لاتسمح عسكريا وسياسيا واقتصاديا  بأخذ بخيار المشاركة

وعند تحليل الجبهات  المحتملة وخطوط الاشتباك في أي حرب قادمة يتضح أن الجبهة الشمالية ستكون بيد حزب الله في لبنان حيث يتوقع أن تبدأ المواجهات بضربات صاروخية دقيقة وطائرات مسيرة تستهدف العمق الإسرائيلي مع احتمال عمليات تسلل تكتيكية في مناطق الحدود الجبلية. الجبهة الجنوبية الغربية ستشكلها اليمن عبر الضغط البحري في البحر الأحمر وباب المندب بما يعطل حركة الملاحة ويستنزف الموارد الإسرائيلية في تأمين خطوط الإمداد. الجبهة الشرقية ستتكون من العراق وفصائل المقاومة التي يمكن أن تنفذ هجمات صاروخية على القواعد الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، إضافة إلى دعم الإمدادات نحو لبنان . أما الجبهة المركزية فستكون ساحة الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل إذا قررت الأخيرة توجيه ضربات عميقة داخل الأراضي الإيرانية

وهو ما قد يفتح الباب أمام رد استراتيجي إيراني يستهدف البنية التحتية الإسرائيلية والمراكز الحيوية. هذا التوزيع للجبهات يجعل من الصعب على إسرائيل خوض الحرب وفق عقيدتها الخاطفة، ويجبرها على إدارة معركة استنزاف طويلة الأمد على أكثر من مسرح عمليات في وقت واحد من المؤكد ستكون امريكا وبعض الدول الغربيه يقدمون الدعم بكل أنواعه وخصوصا عندما تمر اسرائيل بهكذا موقف صعب للغايه . وبعد هذه المعركة الفاصله والحاسمة تتغير فيها خارطة المنطقه  بشكل شامل  وتبرز  التحالفات وموازين القوى وتتغير قواعد لعبة برمتها بمنطقه الشرق الأوسط بمعادلات جديده وهذا مايسعى له الطرفين ، حيث تسعى إيران لاستثمار تجربة المواجهة السابقة في بناء معادلة ردع جديدة قادرة على تحقيق النصر الحاسم بينما تحشد إسرائيل بدعم أمريكي وغربي كل إمكاناتها لتجنب سيناريو الانكفاء الاستراتيجي. وإذا ما اندلعت هذه المعركة  فإنها لن تكون مجرد معركة عسكرية، بل نقطة تحول تاريخية قد تحدد ملامح النظام الإقليمي لعقود مقبلة ما يعني أن ما بعد الحرب لن يكون عودة إلى ما قبلها بل ولادة شرق أوسط بمعادلات ردع جديدة وموازين قوة مختلفة، حيث لا تعود حدود الصراع محصورة بين إيران وإسرائيل بل تتسع لتشمل الفضاء الأمني والسياسي لكل المنطقة ومن ينتصر فيها يكون ملك الشرق الأوسط الجديد .

بالرغم من إدراكنا سوف تلعب القوى الدوليه دورا كبيرا بالمحافظه على توازن الحرب وعدم السماح لها بالخروج خارج السيطرة .مع ذلك نامل ان يعم السلام بمنطقتنا دون أراقه الدماء من خلال الحوار الهادئ بتوازن لحفظ الحقوق .

أحدث المقالات

أحدث المقالات