القول الفصل بقضية خور عبدالله

القول الفصل بقضية خور عبدالله

الكل يعلم خور عبدالله عراقي والسيادة عراقية لغاية عام 1990 ، وعندما شن صدام هجوم لغزو الكويت واحتلالها وقعت الكارثة ، خسرنا دولة جارة وتم تدمير العراق سياسيا واقتصاديا .
وتم اخراج الجيش الصدامي من الكويت متقهقرا ذليلا وتم سحق الجيش وتدمير سلاحه والياته وتدمير قوة العراق تدمير شامل.
وبعد الهزيمة التاريخية ومن اجل بقاء صدام بالسلطة وقع لامريكا التي قادت تحالف عملية { عاصفة الصحراء } لتحرير الكويت وقع على ورقة بيضاء في خيمة سفوان المذلة من أجل بقاءه بالسلطة .
وفي عام 1993 تم ترسيم الحدود بين العراق والكويت من قبل اللجنة المختصة والكارثة صدام رفض ارسال ممثل عن العراق ليشارك باللجنة المختصة بترسيم الحدود والترسيم تم باشراف الامم المتحدة ، وقد رسمت الحدود وضموا اراضي عراقية فيها عشرات الآبار النفطية وجعلوا خور عبد الله مشترك نصف للعراق والنصف الاخر للكويت ، وبعد مصادقة مجلس الامن الدولي اصبح ترسيم الحدود رسميا بقرار مجلس الامن 833 في عام 1993 ووافق صدام على قرار الترسيم وانتهى الامر .
وفي هذه الفترة منذ حوالي شهرين بعض الشخصيات افتعلوا ضجة بوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وفي السوشيال ميديا حدث ولا حرج ، ويتهمون الحكومات المتعاقية التي استلمت السلطة بعد نظام المقبور صدام ، اتهموهم بالتفريط بخور عبدالله وبيعه للكويت ، واتهموا حكومة نوري المالكي بالتنازل عن خور عبدالله للكويت ، بينما الحقيقة حكومة المالكي اتفقت على تنظيم الملاحة بقانون 42 في عام 2013 ، واتفاقيات تنظيم الملاحة ليست تنازل ، بل تكون بين الدول المشتركة بالمياه ، وخور عبد الله بعد ترسيم الحدود عام 1993 اصبح للكويت سيادة على نصف خور عبدالله يعني خور عبدالله عراقي كويتي .
وحتى طعن المحكمة الاتحادية عام 2023 ليس على ملكية خور عبدالله ولا على وجود خطا او ظلم للعراق باتفاقية تنظيم الملاحة بل بسبب التصويت بدون اكتمال النصاب بمجلس النواب .
المشكلة الحقيقية ليست خور عبدالله بل في بحر الخليج لانه مشترك بين العراق والكويت وايران وهي الدول المجاورة للعراق ، يعني المشكلة خارج خور عبدالله لم يتم ترسيمها بين العراق والكويت بالشكل الصحيح ، وهذه هي المشكلة ، والسبب رفض صدام ارسال مختص للمشاركة بلجنة ترسيم الحدود .
للأسف البعض يستغل جهل فئة من العراقيين ويستغل عواطف فئة أخرى ، لغابات سياسية خصوصا مع قرب موعد اجراء الانتخابات البرلمانية ، والبعض لغايات الشهرة نرى الضجة تزداد اكثر ، وللأسف وسائل الاعلام لم تقوم بواجبها بل صمتت عن قول الحقيقة لجهل او بدوافع سياسية ، والغريب اغلب الكتاب والصحفيين والاعلاميين قسم منهم جهلة وقسم منافقين يسوقون الموضوع بعيدا عن جوهره ولا يذكرون من الذي تنازل عن خور عبدالله ، ولم يذكروا المشكلة اين موقعها . ولان اغلب الذين افتعلوا هذه الضجة لدوافع سياسية يساندهم البعثية الصداميين والجهلة او من أجل الاثارة ، ومع كل الاسف الوسائل الاعلامية لم توضح للناس ان خور عبدالله تنازل عنه صدام في عام 1993 باشراف الامم المتحدة وبمصادقة مجلس الأمن الدولي ، وكل ما يجري من صراخ هو هواء في شبك ولغايات سياسية وتسقيط للاخرين ، ولم يوضحوا للمتلقي ان المشكلة ليست في خور عبد الله بل خارج خور عبدالله .
ونطرح على الذين يتباكون كذبا على خور عبدالله بعض الاسئلة ، لماذا تكون المطالبات دائما في الجنوب ؟ ولماذا المطالبة فقط بخور عبدالله ؟
لماذا لم نرى اي عراقي طالب بالاراضي الواسعة التي اعطاها صدام للسعودية حفر الباطن ومنطقة الحياد وقسم من منطقة عرعر ؟ ، ولماذا لم نرى غيرة وصراخ هؤلاء على الارض التي وهبها صدام للاردن وهي منطقة الرويشد المليئة بالفوسفات ؟
وهذه الاراضي التي ضمتها السعودية والاردن لو تمعنا بمساحتها ستكون اكبر من مساحة دولة الكويت ، وايضا لم نرى احد يطالب بالاف كم مربع التي احتلتها تركيا وبموافقة صدام ايضا .

أحدث المقالات

أحدث المقالات