سماء الوجود الأرضي بدأت تتلبد بغيوم لم تعهدها من قبل , إنها داكنة حمراء يتصاعد اللهيب منها , ومتأهبة للتساقط على رؤوس المخلوقات في كل مكان , لتعلنها سقر.
إن التعريف الواقعي لجهنم المتخيلة هو الذي سيحصل فوق التراب , فالأجواء والظروف مهيأة لإنطلاق مسيرة الفناء البشري والمحق الحضاري , فالأرض ما أن تصل إلى ذروة ما تستطيعه مخلوقاتها , حتى تدفعها للقضاء على إنجازاتها , والعودة إلى مبتدأ إنطلاقها , وفقا لقبضة الدوران الفاعلة في الموجودات كافة.
وللتراب سلطة لا ندركها إلا بعد فوات الأوان , فهو وحش مفترس ومبدد لكل كيان مهما توهم بالصلادة والقوة والإقتدار , فالتراب وحش فتاك.
فهل أن التراب أعلن عن ولائم مليونية لكي يسد بعض حاجته من الأبدان الطرية المطبوخة على نيران سقر؟
الأرض جادة وعازمة على إعادة التوازن على ظهرها وتأمين سلامة دورانها وبقائها الفعال في المجموعة الشمسية التي تنتمي إليها , ولهذا فأنها وفرت عناصر التداعيات اللازمة للوصول إلى هدفها , ولسوف تكون ذات آليات جديدة متناسبة مع ما أوجده البشر من مبتكرات تدميرية غير مسبوقة.
وعليه فأن الأحداث تتحرك وفقا لما يخدم إرادة الأرض , وما يدور في الواقع البشري , فعناصر إنجاز الهدف الخطير توفرت , والعقول تعطلت , ومسوغات الشرور إنطلقت , وصار العالم محكوما بقادة تأججت في نفوسهم طاقة الإنتقام والعمل على إذكاء النيران في كل مكان.
قادة القوى فيهم السايكوباثي والإنفعالي , وأكثرهم من الخاضعين لسوء المصير , ولا يوجد صوت للعقل والتعقل ويغيب الحلم وتنتفي الحكمة , وما يستعر في الأذهان والنفوس صوت الحرب وسفك الدماء , من أجل غاية مجهولة وهيمنة مأمولة , فالوحش القابض على فريسته بأنيابه لن يتخلى عنها بسهولة.
فهل أنها الطامة الكبرى يا بشر؟!!