في زمنٍ أصبحت فيه العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة مادية في بعض الاحيان الا اننا نجد طبيبنا الدكتور علي يُجسد الإنسانية بكل تفاصيلها، قبل أن يُمارس مهنته بعلمه وخبرته. واليوم، أكتب عن أحد هؤلاء القلائل، عن طبيبٍ لم يكن الطب عنده مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية قبل كل شيء… إنه الدكتور علي محمد فرج الجبوري، الطبيب الذي يستحق أن يُلقب بـ”طبيب الإنسانية”. يعمل في مستشفى القيارة ولديه عيادة داخل ناحيه القيارة..
الدكتور علي، ذلك الإنسان البسيط المتواضع، جاء من بيئةٍ فلاحية متواضعة، من أسرةٍ لا تمتّ لمجال الطب بصلة، لكنه كان أول من كسر هذا الحاجز في عشيرته، ففتح باب الأمل والطموح لأبناء منطقته، وأثبت أن العزيمة والإصرار هما مفتاح النجاح مهما كانت البدايات بسيطة.
لم يكن طريقه سهلاً، بل كان مملوءًا بالصعوبات والتحديات، لكنه مضى بخطى ثابتة نحو حلمه. درس وتفوق، وتخصص في مجال الباطنية والقلبية، وأصبح اليوم من الأطباء البارزين في هذا المجال، يشهد له بذلك مئات المرضى الذين يقصدونه باستمرار، لا لعلمه الغزير فقط، بل لحسن تعامله وابتسامته الدائمة، ولأنه يستقبلهم بكل رحابة صدر وكأنهم من أهله.
إن زيارة الدكتور علي لا تقتصر على المرضى فحسب، بل هناك من يقصده فقط لإلقاء التحية والسلام، لما يحمل من محبة ومكانة طيبة في قلوب الناس. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عمق العلاقة الإنسانية التي بناها مع كل من يعرفه، وهي علاقة تقوم على الاحترام والتقدير والثقة، وهي من أهم أساسيات النجاح في مهنة الطب.
ما يميز الدكتور علي حقًا، أنه جمع بين العلم والأخلاق، بين الاحتراف والإنسانية، فصار قدوةً ليس فقط في تخصصه، بل في سلوكه وتعاملاته اليومية، داخل العيادة وخارجها. ولو أردنا أن نتحدث عن شخصيته بتفصيل، لاحتجنا إلى صفحاتٍ وصفحات، فالرجل لا يُختصر بمقال، ولا بكلماتٍ عابرة.
إن المجتمعات لا تتقدم إلا بأمثال هؤلاء، أولئك الذين يرفعون راية الإنسانية قبل راية التخصص، ويضعون ضمائرهم فوق اعتبارات المهنة، ويجعلون من الطب رسالة شفاء للروح والجسد معًا.
ختامًا، أقولها بكل صدق:
الدكتور علي محمد فرج الجبوري ليس مجرد طبيب باطنية وقلبية…
بل هو احد طلاب المدرسة الأخلاقية الطبية، ورمزٌ من رموز الرحمة الطبية .