أمتنا مرت بكبوات وما تخابت وإنتهت , وأكبر كبوة كانت في (18\1\1258) عندما سقطت الدولة العباسية في بغداد على يد هولاكو , لكنها أمسكت بقوتها وهمتها , وتمكن القائد قطز في معركة عين جالوت (3\9\1260) من هزيمة جيوش هولاكو , فإستعادت الأمة عزتها وكرامتها وقدرتها على التحدي والنضال.
والعجيب في الأمر أن هذا القائد تم قتله في طريق عودته إلى القاهرة بواسطة وزيره الذي تسنم قيادة الدولة من بعده.
فالأمة فيها غرائب تتكرر عبر مسيرتها وخلاصتها أنها تقتل أبطالها , وعقب كل إنجاز عظيم يكون قائده قد تعرض للمؤامرات أو القتل , ولا يُعرف تفسيرا لهذا التفاعل الغريب.
فبدلا من الإحتفاء بالقادة المنتصرين , تجهز الأمة عليهم , وقد حصل ذلك للمعتصم أثناء عودته من فتح عمورية , إذ تآمر عليه وخطط لقتله إبن المأمون بالتعاون مع عدد من القادة , لكن المؤامرة إنكشفت وتم القضاء على جميع المشتركين فيها.
وفي عصرنا تحقق إذلال عدد من قادة دول الأمة , وما تمكنوا من التمتع بأي إنجاز فيه طاقة إستنهاضية وقدرة على إلهام الأجيال.
بقادتها تسامت في علاها
وأشرقتِ النواهي من رؤاها
مسيرة أمةٍ في أفق مجدٍ
على أرضٍ بأفكارٍ رواها
يها شهبٌ مؤهلة لصولٍ
سراةٌ لا تواجههم عداها
د-صادق السامرائي