النفيسي والاقليم الشيعي!

النفيسي والاقليم الشيعي!

عندما يفتري عالم بحجم الدكتوراحمد عبد الله النفيسي على النظام السياسي العراقي  الديمقراطي الجديد الذي نشأ بعد تغيير نظام البعث الصدامي عام 2003، فذاك يستحق قراءة واعية ومتعمقة لما يحاك للعراق والمنطقة.

لقد اذهلني قبل يومين مقطع فديو انتشر على مواقع التواصل الأجتماعي للدكتور النفيسي، وهو يروي على لسان رئيس الوزراء العراقي الاسبق الدكتور اياد علاوي مااسره به وهو يحدثه عن احدى زياراته لمدينة البصرة عندما كان رئيساً للوزراء يقول النفيسي : ( ان الدكتور اياد علاوي قال له : اثناء زيارتي لمدينة البصرة فوجئت ان الضباط يتكلمون الفارسية!!!)، وبما ان تفنيد الرواية مجروحاً بسبب صحة الدكتور علاوي الذي يعاني مشاكل صحية، قد يكون استغلها النفيسي للادلاء بهذا الحديث، يبقى امامنا فرش الرواية على مبضع التشريح للتأكد من صحتها.

ستكون نقطة الشروع في تشريح الرواية هي مسيرة الدكتور النفيسي العلمية، فبعد اجازة الجامعة الامريكية في بيروت له عام 1967، التحق في كلية تشرشل/ جامعة كامبيرديج، ليحصل على الدكتوراه/ علوم سياسية عام 1972 عن رسالته الموسومة ( دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث !!!).

وحسب معلوماتي انه التقى مراجع شيعة بينهم السيد ” محسن الحكيم” ورجال دين في النجف اثناء كتابة الاطروحة، وسكن النجف مدة ليست قليلة لاتمام اطروحته.

اذن فالرجل يعرف الشيعة العراقيين ولغتهم  جيداً، والسؤال لماذا يتبنى رواية علاوي كما يزعم، وبهذا التوقيت؟!.

يبدو أن فلسفة الدعاية الامريكية ” ديوي” التي ترتكز على الاستعانة في النخبة للترويج وتنفيذ المشاريع الامريكية منهج مازال قائم وأن تغيرت العناوين.

ولاشك أن مشروع ” الشرق الاوسط الجديد” الذي بدت مقدماته بتطبيع بعض الدول العربية  مع الكيان الصهيوني، واعقبه مشروع ” اتفاق ابراهام”، يحتاج الى رصد ضمائر تعد نخبة عربية للتمهيد لتنفيذ المشروع، فتصريحات النفيسي تاتي متماهية مع تصعيد حكومة الكويت في الاستحواذ على ” خورعبد الله التميمي العراقي” ، رغم عدم قناعة المجتمع الكويتي وطيف سياسي كويتي كبير بتلك ( القصخانه).

واضح من الحديث ابراز وجود خطراً ايرانياَ بالجوار، مايحتاج ضغطاً امريكياً على الحكومة العراقية للتخلي عن خور عبد الله، كي يتحول الى قاعدة امريكية لضمان حقيقتين الاولى هي تواجد القوات الامريكية على مقربة من جمهورية ايران الاسلامية، وبالتالي مراقبة قدراتها العسكرية، وامكانية مهاجمتها في حال أي مواجهة عسكرية بين الطرفين، والثاني وجود منطقة عازلة بين الكويت والاقليم الشيعي المستقبلي في حال تقسيم العراق ضمن مخطط تقسيم العراق!.

مايحتاجه العراق لمواجهة الخطر الكويتي ـ الامريكي، زعيم شيعي بحجم المرحوم الدكتور ( احمد الجلبي) أو صفقة شيعية ـ امريكية، أو الاستعانة بالشعب العراقي للدفاع عن حقوقه، عن طريق حكومة تحظى بغطاء شعبي وسياسي، تلوح لامريكا بالعصا والجزرة.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات