كنتُ على مدار الأيام القليلة الماضية أتابع ما يجري في الساحة العراقية بشكل مستمر نظراً لتطورات الإحداث بصورة متسارعة واحتمالات إن تصل إلى الدرجات النهائية من الخطورة .
وصراحةً كنت انتظر من المسؤولين المحليين في محافظة ذي قار إن يستشعروا عظم المسؤولية التاريخية والخطر الداهم الذي يتهدد العراق ككل وذي قار بصورة خاصة لأنها تحتوي على أعظم واكبر واخطر سجن لقاعدة الإرهاب الدولي الملطخة أيديهم بدماء العراقيين منذ 2003 والى يومنا هذا .
ولذا انتظرت إن يكون المسؤولين هنا بمستوى ما يتهدد المحافظة ، وهذا ما لمستهُ من خلال المتابعة الدؤوبة لمحافظ ذي قار يحيى الناصري الذي كان بقدر المسؤولية حين انبرى وباندفاع شبابي وحيوية المقاتل وهو يدور من بدايات الليل والى مطلع الفجر على مداخل المحافظة من جميع جهاتها متفقداً القطعات العسكرية شاداً من آزرهم وحاثاً إياهم بضرورة اخذ أقصى درجات الحذر واليقظة والحذر لصد أي اعتداء إرهابي من عصابات البعث المقبور وداعش والجماعات التكفيرية التي تمني النفس بالوصول إلى هذه المحافظة الآمنة المؤمنة برجال نذروا أنفسهم ووضعوا أرواحهم على راحتهم من اجل يؤمنوا محافظتهم وان يصونوا الأمانة التي وضعها القانون والشعب برقابهم لذا استبشرت كثيراً وانأ أشاهد محافظ ذي قار وعبر فضائيات متعددة وهو يتنقل في بطن الليل البهيم إلى كل إطراف محافظته مؤثراً العمل على السكون والاتكال .
فانا أظن إن ما حدث في الموصل وتكريت وغيرها من المدن التي شهدت هجوم الجماعات البعثية – التكفيرية كان احد أهم أسبابه هو شيوع الاتكال بين القادة وعدم الاكتراث للتهديدات والانعزال في أبراج عاجية وترك المقاتلين في الساحة لوحدهم ، فلو فعل كل القادة ما يفعله الناصري اليوم في ذي قار ولو أنهم اخذوا زمام المبادرة دون الاعتماد على التقارير المكتوبة فقط ، لتجنب العراق ما حدث ولكن للأسف ليس الجميع بإخلاص هذا الرجل ولا همته ولا اندفاعه الوطني نحو حفظ امن المحافظة والعراق ككل ، أتمنى من كل قائد سياسي وعسكري إن يكون ميدانياً وان لا يقف عند حدود العمل الروتيني لان البلاد تمر بمفصل خطر سينتهي مؤكداً لكننا لا نريد ان ندفع فاتورة باهظة مثل التي دفعناها سابقاً.