لم تتنكرون لثورة 14 تموز ، وها هم المصريون لثورتهم يقدسون ، إترون انفسكم افضل منهم ، ام انكم جاحدون ، ثورتان غيرتا النظام وفقا لمفهوم تلك الأيام ، الملكيات ما عادت تنسجم مع أرادة الشعوب كونها دوما دائرة في فضاءات السفير البريطاني او المندوب ، لم يكن الملك فاروق إلا تابعا للتاج ، ولم تكن الملكية في العراق إلا من ذاك النتاج ، تبعية مطلقة واحلاف متسلطة ، لنوضح لشعبنا على الأقل للأجيال ، أن جمهورية العراق ما كانت لتكن لولا صراع ابائكم واجدادكم مع من انشأ سجن السلمان وسط صحراء نادرا ما يعيش عليها الحيوان ، تركوا فيه شباب العراق المعارض للانكليز بين الموت والقضبان ، من لم يعش تلك الفترة من الصعب أن يفهم أن الشعب كان عند درجة الغليان ، يريد اذناب الانكليز اليوم إعادة عقرب الساعة وتغيير الزمان .
أن مصر تحتفل كل عام بعيد ثورة الثالث والعشرين من يوليو ، ويثني قادتها على قادة الثورة ويمجدون منجزاتهم بالحديث وبالعوان ، اما أنتم فكأن واحدكم هو خالق التاريخ وهو مالك كل الزمان ، تريدون تقرير مصير بلد مثل العراق تربع على التاريخ منذ أول انسان ، العيب انكم لم تقرأوا هذا التاريخ ، ولا تفهموا أنه من صنيعة الشعوب ، وكثيرا ما انقلبت الشعوب على الحكام ، كما انقلب العراقيون على ذاك النظام ، وذكرى تموز أن غابت اليوم ، فانها كمغيب الشمس عندما يحجبها السحاب ، والسحاب بطبعه يذهب ادراج الرياح ، بوركت ثورة تموز ما دامت هي في الذاكرة او هي ذاك الصباح…….