كتاب ومضات الصادر عن مركز الابحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر (قدس) سنة 1428 ، كتاب يحمل بين طياته تراث ثر للسيد الصدر ويستحق كل هذه الجهود لجمعها لما فيها من ابعاد علمية سياسية تراثية وقد قسم الكتاب الى خمسة اقسام (تربية واخلاق ، فكر وثقافة ، سياسة واجتماع، الحوزة والمرجعية ، مختارات متفرقة ) ومما لاشك فيه ان المركز بذل جهودا جبارة لغرض جمعها واخراجها بهذه الصورة ،
طالما انه كتاب صدر للقراء فلنا الحق ان نتوقف عند ما يستشكل علينا ، بداية ان مصادر جمع التراث وكلما يخص السيد الشهيد لا اشكال فيه الا ما يذكره ممن عاصره بعد وفاته وهذه الذكريات محل توقف فبعضها قد نجد قرينة على وثاقتها لكن هنالك ما نقف عنده باستغراب ولا انكر اذا قلت انا لا اثق بها .
كرامة للمقدس الاردبيلي في البناية التي كان يسكنها وملخصها انه كلما سحب الدلو من البئر للحصول على الماء كي يتوضأ يجد في الدلو كمية كبيرة من الليرات الذهب فيرميها في البئر تتكرر الحالة ثلاث مرات ، وهنا يعقب السيد على علو ايمان المقدس ، وسؤالي من نقل هذه الحادثة ؟ هل نقلها نفسه المقدس فهي ليست بحجة ؟
الان اقف عند ما جاء في ص / ٤٤٣تحت عنوان ( عدم الشعور التفصيلي بالارتباط بالله سبحانه ) حيث ذكر ان ” حياة الطالب الاعتيادي الذي يهاجر من بلده ويأتي إلى هنا متحملاً آلام الغربة، وآلام السفر، وآلام الوحشة، وآلام فراق الأحبة والأهل والوطن …. كل هذا التحمل يكون في اللحظة الأولى قائماً على أساس شعور تفصيلي يشده إلى الله تعالى…… ولكن بعد أن يدخل إلى إطار هذه الحوزة ويكون هذا الشعور التفصيلي موجوداً في نفسه، فينخرط في مناهجها، ويسلك مسالكها ويعيش دروبها . بعد هذا تنطفئ بالتدريج، تتضاءل بالتدريج جذوة شعوره بالاتصال بالله تعالى …… هناك فراغ نفسي كبير في قلبه، في وجدانه، في ضميره، هذا الفراغ النفسي الكبير لا يمكن أن يملأ بمطالب من الفقه والأصول : لأن مطالب الفقه والأصول تملأ عقل الإنسان ولكنها لا تملأ ضميره، لا تملأ وجدانه، سوف يمتلئ عقله علماً، …..
هنا يؤكد السيد الصدر ان الاتصال بالله عز وجل او ان ضميره يصبح فارغا من الاتصال بالله عز وجل .
حقيقة هنا اتوقف باستغراب واستعجاب واستفهام ، فالمعلوم لدى الكل ان ترجمة الايمان بالله عز وجل وهو نفسه الاتصال بالله عز وجل يكون من خلال تصرفات المسلم ، وهل تصرفات طلاب الحوزة في الدراسة والتعلم الا تدل على قوة ايمانهم بالله عز وجل ؟ فالفقه والاصول التي يدرسونها ماهي مصادرها ؟ القران والسنة ، والقران والسنة صادرة عن من ؟ اليست عن الله عز وجل ، وهذا جعلهم يحرصون على دراسته .
الامر الاخر كيف علم السيد الصدر ان ضمائرهم ووجدانهم فارغ من الاتصال بالله عز وجل ؟ فان كان القصد هو الفلسفة وما الى ذلك ، فالكثير من الطلبة لا ترغب بالفلسفة ، وسيدنا يعلم ماذا جنى البادكوبي الذي درسه الفلسفة من معارضة شديدة ، ونسال هل صدر عن الطلاب تصرف بخلاف مرضاة الله عز وجل ؟ الم يستدل الطالب بالفقه والاصول بالايات القرانية التي يؤمن بها ؟
الفلسفة علم جدلي وهنالك من فطاحله الذين ندموا على ضياع بعض سنوات عمرهم في دراسة الفلسفة ، واقول ذلك لربما يكون الرد على اشكالي باسلوب فلسفي لمن قد يقرا مقالي وهذا الرد حقيقة ليس من تخصصي ولا التفت اليه .
وهنالك بحث اخر عن فطرة الانسان وان البشر كانوا امة واحد وبعد بعثة الانبياء تفرقت الامة وتعليل ذلك ايضا فيه استفهامات
هذه عينة مما استوقفت عندها بل ان ما ذكره شيخ احمد عبد الله العاملي في موسوعته سيرة ومسيرة فيها ما يستحق الرد ان ثبت صدوره عن السيد وانا اجزم انه نسب للسيد ، وفي بعض كتاباته يذكر المؤلف على ما يبدو ، قيل لي ، قد يكون هذا المقصود وغيرها من التعابير التي لا تدل على حقيقة تاريخية بل استنتاج ولا يعتبر حقيقة .