هدنة اليوم التالي .. الى اين؟؟

هدنة اليوم التالي .. الى اين؟؟

المطلوب للعدالة الدولية والمحلية نتنياهو فشل فشلا ذريعا في تحقيق اهدافه في غزة والتي كررها بحدود (300) مرة ، والتي تمثلت في (تدمير حماس، وتحرير الرهائن) فهو لم يحرر رهينة واحدة لحد الآن بل قتل الكثير من الرهائن ، ولم تطلق حماس رهينة واحدة دون اطلاق سراح اضعاف اضعافها من الأسرى وباتت عبارة عن (تبادل اسرى) لا رابح فيه ، وهو بالوقت نفسه لم يدمر حماس وأخواتها ، بل لم يكسر ارادتها على القتال وأفضل تعريف للنصر هو (كسر ارادة العدو على القتال) وهذا ما لم يحصل والحمد لله . رغم ان مقارنة قدرات الطرفين مخجلة ووصمة عار تأريخيه للكيان المحتل ، وشرف ما بعده شرف لحماس وأخواتها وأهل غزة وشعبنا الفلسطيني برمته ..

موقف حماس:

اعرف موقف البعض من حماس ولكن دعونا نفكر بالأمر قليلا دون خلفيات فكرية لنقول : أن من العيب التشكيك في حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره (بكل الطرق) وبما ان المياه راكدة ، ولم يبق شك في موضوعة (من الفرات الى النيل) قامت حماس بأكثر الاعمال شرعية في التأريخ ، وهجمت على مستعمرات غلاف غزة التي صار اسمها (مستوطنات) ، ولم تكن تتوقع (بعقلية المقاومة الثورية) ان نصف مليار عربي و ملياري مسلم سينبطحون هذا الانبطاح الى الحد الذي جعل (مالكة معبر رفح) مصر المائة مليون ونيف وسلاحها لا يقل قدرة من حيث التطور التكنولوجي تسكت رغم كل الاهانات التي وجهت لها وتلعب دور الوساطة فقط بكل فخر واعتزاز… هذا ما جرى وبقى امام حماس اما ان تصبح غزة ريفييرا الشرق الاوسط بتسليمها الرهائن مقابل هدنة موقتة ليعود نتنياهو الى الابادة الجماعية لأطفال ونساء غزة .. علينا ان لا ننسى ان حماس كانت لا تطالب الكيان بإعجاز خطير ، انها فقط كانت تتحدث عن اليوم التالي (وقف الحرب) وليس وقفا سخيفا لأطلاق النار يمثل انتحارا للقضية الفلسطينية .

آفاق الهدنة :

لا أحد يحزر ما سيفعله نتنياهو وهو مكبل بعشق السلطة وعشق الدم الفلسطيني وفوبيا انتهاء الحرب وعودته للمحاكمات – خصوصا وأن هولندا اليوم منعت سموت ريتش ، وبن غفير من دخول اراضيها – ولكن المعطيات تقول الآتي.

1.   ان حل الدولتين بات امرا مفروغا منه ( العودة الى حدود 5/حزيران/1967) كتاج على رأس المقاومة الفلسطينية وشعبها والسابع من اكتوبر المجيد ، ولا ننسى فضل نتنياهو في اطالة عمر (الابادة الجماعية) ليخزي كيانه المحتل امام شعوب العالم الحر التي لم تشهد مثل هذه الإبادة في التأريخ الإنساني ، ليصل الأمر الى ان فرنسا وبريطانيا وقد تلحق بهما المانيا ومعهم 22 دولة اوروبية سيعترفون على الاغلب بفلسطين ليصبح المجموع بحدود 150 دولة .. قلت انه امر مفروغ منه ولكنه لن يقدم على طبق من ذهب ولن يحصل هذا العام .

2.   رئيس الوزراء البريطاني الذي قاتل الشهيد القسام جيشه قبل قرن من الزمن كان مضطرا للاعتراف ان قراره جاء بسبب ان 130 نائبا من حزب العمال ضغطوا عليه بهذا الاتجاه ، والأمر ينسحب على زعماء كثيرين.

3.   كل ما جاء اعلاه يؤكد لمن يتصور ان العالم = ترمب انه على خطأ ، وهذا لا يعني التقليل من قدرات امريكا ، لكنها بعظمتها لم تتمكن من منع الطيار الامريكي الذي القى قنبلة هيروشيما من ان يصبح راهبا ، ولا منع جندي القوة الجوية من احراق نفسه امام سفارة الكيان المحتل في امريكا ..

4.   لا أشك كثيرا في ان اسطورة (أمن اسرائيل) لن تستمر بكل هذه العربدة ولا بقصف القصر الرئاسي السوري ورئاسة الاركان وإرسال مساعدات انسانية الى دروز سوريا ، ولا باستغراب نتنياهو من ان يقال ان هناك تجويع في غزة !!! .. طبخاتهم باتت قديمة ومقرفة ، وسنرى عندما تقف طبول الإبادة كم سيتكشف عن خسائرهم على كل الصعد ومنها الهجرة المعاكسة التي ستحصل ، او أن التي حصلت ستكون بلا عودة

5.   ليس من المستبعد  ان سلاح حماس سيتم نزعه مقابل وقف الإبادة بضمانات دولية امريكية ، وسيكون ذلك بضغط من جهات عربية وإسلامية وعلى رأسهم السلطة الفلسطينية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات