26 يوليو، 2025 11:44 م

خور عبد الله.. حين تُباع السيادة قطرةً قطرة، والنفط يُحتكر بإذن الجار

خور عبد الله.. حين تُباع السيادة قطرةً قطرة، والنفط يُحتكر بإذن الجار

في لحظة يصفها العراقيون بـطعنة في خاصرة الوطن، جاء الإعلان الرسمي: خور عبد الله لصالح دولة الكويت والنفط العراقي لا يباع إلا بموافقة الكويت

الخبر لم يكن مفاجئاً بقدر ما كان موجعاً. فالخليج الذي لطالما تغنت به البصرة كنافذتها البحرية على العالم، بات اليوم مختوماً بإرادة غير عراقية والذهب الأسود الذي يفترض أن يكون مصدر السيادة والقوة، أُحيل هو الآخر إلى بند تفاوضي تقرره عواصم أخرى

كيف وصلنا إلى هنا؟

كيف أصبحنا نستجدي منفذاً بحرياً من شقيق جار؟

كيف صارت مواردنا رهينة توقيع خارجي لا يعترف بنا شركاء على الطاولة؟

خور عبد الله لم يكن مجرد شريط مائي. كان بوابة حياة، ونقطة ارتكاز اقتصادية واستراتيجية ومتنفسا لميناء الفاو الكبير الذي وعدونا به عقدا بعد آخر. واليوم، بينما يصدح التصريح الرسمي بكون الخور كويتياً خالصاً، يقف العراقي متسمراً أمام الشاشات عاجزاً عن استيعاب هذه النهاية

أما النفط العراقي، ذاك الذي خضبت لأجله الحروب وقتل دونه الآلاف واستنزفت لأجله مقدرات أجيال، فقد أُضيف إلى قائمة ما لا يصرف ولا يصدر إلا بموافقة لا تحمل ختماً عراقياً.

هل كتب علينا أن نكون آخر من يعلم وأول من يدفع الثمن؟

 في هذا السيناريو المؤلم تذبح السيادة بصمت، لا استفتاء، لا نقاش برلماني وطني، ولا حتى اعتذار من أولئك الذين هندسوا هذه التنازلات خلف الأبواب الموصدة. يفرض علينا الصمت كما يفرض على الأرض أن لا تشتكي من السلب. لقد باتت السياسة العراقية في كثير من الأحيان لا تبنى على أساس المصلحة الوطنية، بل على التوازنات الخارجية والمجاملات الإقليمية والصمت الدولي. وبين كل هذا، يذبح المواطن العراقي مرتين: مرة حين تنتزع أرضه، ومرة حين يطلب منه أن يصفق لذلك

ختاماً

لسنا ضد الجيران، ولسنا من دعات الحرب، لكننا أيضاً لسنا ممن يقبلون بالهوان

العراق باق، لكن من سيبقى ليحميه؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات