تحول موضوع ضرب المفاعلات النووية من انجاز أمريكي إسرائيل ي إلى مادة جدلية في امريكا وإسرائيل فهناك تقارير مخابراتية تشكك بجدوى الضربة وحجمها تمحورت حول تأخير البرنامج النووي لعدة أشهر او لعدة سنوات اما تدميره بالكامل فلم يكن حديثا ذو مصداقية وإنما ترويج اعلامي لأنجاز غير موجود على الأرض بل انه كان سقفا نفسيا للتمهيد لوقف اطلاق النار عبر إدعاء تحقيق الأهداف كاملة وبالتالي نحن أمام روايات قد تطيح برؤوس في إسرائيل وامريكا.
ما يمكن استنتاجه ان ايران ليست غزة وليست سوريا ولبنان كي تكون مسرحا لعمليات الكيان الغاصب كيفما يشاء وقد خسر كلا الطرفين إنهاء المعركة لولا التدخل الأمريكي والأجندة الخفية وخرج طرفي المعركة يتبجحان بالنصر وكلاهما مثقل بالخراب والدمار وهذه من النوادر من المعارك يخرج طرفي النزاع منتصران وعدم وجود خاسر .
لو استمرت ايران لبعض من الوقت في قصف الكيان بذات القدرات لأنجزت الكثير على طريق تحرير فلسطين كما هو في دستورها وسلوكها المعلن ولكن الواقعية السياسية ومتطلبات بقاء النظام اهم بكثير من النصوص الجاهزة في الدستور والخطب الرنانة.
بعد وقف إطلاق النار بدأت إسرائيل بالتخطيط لعودة الحياة الطبيعية في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية بعد أن استطاعت ايران شل الحياة في أغلب المرافق الحساسة في إسرائيل وقد اثبتت ايران انها قوة ميدانية لا يستهان بها لمقارعة الكيان الغاشم.
اما ايران فهي الأخرى لملمت بعض من جراحها وشيعت قادتها العسكريين وعلمائها النوويين ونظرت في حجم خسائرها إلى جانب معالجة مشكلة العملاء لإسرائيل والتي بلغت حدا غير معقول وما يثير الدهشة هو العثور على عشرة آلاف مسيرة لا تعود للقوات المسلحة الأيرانية بل للموساد وعملائه.
وتبقى الأسئلة المثيرة للجدل: ما هو حجم الخراب في المفاعلات النووية الأيرانية، ولماذا حرب غزة تستمر لعامين بينما حرب ايران وإسرائيل استمرت فقط أثني عشر يوما؟
وقفت الحرب الأسرائيلة-الأيرانية أو حرب الأثني عشر يوما بقدرة ترامب المشوبة بالمحاذير والتحايل وتوسل دول الخليج العربي خلافا لما كانوا يتوقعون ولا اعتقد هناك خاسر او رابح في تلك المنازلة التدميرية لكلا الطرفين فلا نتنياهو وجد حلا لعصاب الحرب لديه ولا ايران قضت على إسرائيل حسب اجندتها وقد نسي اهل غزة، وسوف يوظف نتنياهو نصره المزعوم لأغراض سياسية للداخل الأسرائيلي اما ايران فستسوق نصرها المتخيل إلى حلفائها وتصويره انه خطوة لازمة لنهاية الكيان الصهيوني ويبقى الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني الذي مزقته أجندة الصراع، ويؤكد المشهد العام ان هناك موجات قادمة من العنف والعنف المتبادل ولا حل لذلك إلا بالأعتراف بحق الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة الذي يفوت الفرصة على مختلف الأجندة وتجار القضية الفلسطينية ويفرض سلام عادل لمنطقة الشرق الأوسط. فالحرب الأسرائيلية وقفت ولكنها لم تنتهي .