22 نوفمبر، 2024 8:58 م
Search
Close this search box.

ألتركمان في ضوء ألتطورات ألسياسية ألحالية في العراق

ألتركمان في ضوء ألتطورات ألسياسية ألحالية في العراق

يمر بلدنا العراق حاليا بفترة مخاض عسير قد تتمخض عنه تقسيمه إلى دويلات متصارعة، فحسب مشروع نائب رئيس ألولايات المتحدة الأمريكية سينقسم العراق إلى ثلاثة دويلات، دويلة شيعية ودويلة سنية ودويلة كردية.

ألتساؤل هنا ما موقع وموقف التركمان ألذين يشكلون ألقومية الثالثة في البلد إذا ما حدث ألتقسيم؟

يتوزع مناطق سكنى التركمان في ألعراق في ألمحافظات كركوك (ألأغلبية) وألموصل وصلاح ألدين وديالى، إنّ هذا ألتوزيع ألجغرافي سينعكس سلبيا على وضعية ألتركمان إذا تمّ تقسيم ألعراق.

فقسم من ألتركمان يسكنون في ألقرى والقصبات ألمحيطة بمدينة ألموصل وكذلك في قضاء تلعفر (أصبحت محافظة حسب قرار رئاسة ألوزارة) وغالبيتهم في تلعفر من التركمان، وكذلك فإنّ سكنة قضاء طوزخورماتو اغلبيتهم من التركمان (كذلك أصبحت محافظة حسب قرار رئاسة ألوزارة)، وكذلك فإنّ ألنواحي وألقرى ألمجاورة للقضاء كآمرلي وسليمان بك وبسطاملي هي مواقع تسكنها عشائر ألبيات ألتركمانية.

أضافة إلى ذلك فإن ألتركمان قبل سيطرة ألأكراد على محافظة أربيل وتكريدها كانوا يشكلون ألأغلبية فيها وهم ألآن أصبحوا ألقومية الثانية فيها.

حسب إدّعات ألأحزاب ألسياسية ألكردية فإنّ معظم مناطق سكنى ألقومية التركمانية مناطق متنازع عليها ويحلمون بإلحاقها إلى إقليمهم الحالي.

بعد تبدّل ألموقف السياسي وفرض ألأمر ألواقع خلال وبعد سيطرة قوات منظمة ألدولة ألإسلامية في ألعراق وألشام بالتحالف مع طريقة ألنقشبندية وحزب ألبعث وألأحزاب ألأسلامية ألسنية ألأخرى ألتي تتبنى عقائد ألأخوان المسلمين فإنّ مستقبل ألقومية ألتركمانية أصبح في وضع لا يحسد عليه، فألتركمان أصبحوا بين مطرقة داعش وألفئات المتحالفة معها وسندان ألأحزاب ألسياسية الكردية وكذلك سندان قوات ألحكومة ألمركزية.

بعد سقوط ألطاغية صدّام حسين في عام 2003 ولحد ألآن ألتزم ألتركمان بوحدة ألتراب ألعراقي ودافعوا عنه في جميع المحافل، ولكنّهم ألآن في موقف عصيب وحاسم، فإذا قرروا أن ينضموا إلى إلأقليم ألشمالي فمن يضمن بأنّ ألأكراد لن يمارسوا ألظلم وألتهميش وألتكريد في مناطقهم كما يفعلون الإن في كركوك وكما فعلوا في أربيل.

إنّ التركمان لا يملكون أية قوة عسكرية أو ميليشيا مسلحة وهذا يقلل من تاثيرهم على الأحداث الجارية في الوطن.

وأذا قرروا ألإنضمام إلى أقليم داعش وألفئات المتحالفة معها فإنها ستكون ألطامّة الكبرى لمستقبلهم لأنّهم سيفقدون أعز ما يملك ألإنسان وهي حريته، فهؤلاء ألهمج ألذين تسللوا من دهاليز ألماضي إلى ألحاضر في غفلة من ألزمن وبثقب أحدثته ألولايات المتحدة ألأمريكية، سيرجعون ألشعب ألذي تحت حكمهم إلى ألقرون ألماضية من تسلّط ووحشية وسلب حقوق ألمرأة وفرض عقيدتهم ألذي أكل ألدهر عليها وشرب على جميع ألمواطنين.

ألإحتمال ألثالث هو أنضمام ألتركمان إلى ألأقليم ألشيعي وهذا ألإحتمال لا يبدوا واقعيا نظرا للتوزيع ألجغرافي ألذي ذكرناه في أعلاه. إنّ أنسحاب جيش ألحكومة المركزية من أغلب مناطق تواجد التركمان وبالأخص مدينة كركوك يجعل تحقيق هذا ألإنضمام صعب ألتحقيق.

ألقرار ألآن في ذمة ألشعب ألتركماني وقيادته ألسياسية ألمتمثلة بألجبهة ألتركمانية بعد تحليلهم ألموقف ألحالي وما يتمخض عنه قادم ألأيام.

نتمنى أن يكون للتركمان أقليم خاص بهم ولكن أحيانا لا تجري ألرياح بما تشتهي ألسفن فهذا ألشعب ألصابر تحمّل ما يكفي من ظلم وتهميش ومجازر منذ قيام ألدولة العراقية ألحديثة.

أحدث المقالات