عام 1952 تولى رئاسة الجمهورية اللبنانية رئيس اسمه كميل شمعون وهذا الرجل كان له نظرة ثاقبة في السياسة والحكم وهو يعتبر تاريخيا من من الرؤساء الذين قاموا بوضع اسس للجمهورية اللبنانية واكملها بعده فؤاد شهاب وشمعون كان يتمتع بعلاقات مع البريطانيين لم يسبقه اليها احد من أصدقاء بريطانيا ولهذا الرجل مقولة مشهورة وهي اذا اردت ان تعرف ماذا سيحصل في لبنان راقب الوضع بالعراق واذا اردت ان تعرف ماذا سيحصل في العراق راقب الوضع في العرلق وتجسدت صحة مقولته الشهيرة عام 1958 عندما حصلت في لبنان ثورة 1958 واعقبها بشهرين سقوط الحكم الملكي في العراق وتولي عبد الكريم قاسم السلطة في العراق.
بدأت بهذه المقدمة لاقول اننا مقبلون على تطورات مهمة جدا في لبنان والعراق وكل الاشارات والمقدمات التي تحصل تؤكد ذلك فالازمات في البلدين بقيت بلا حلول وقضية سلاح حزب الله في لبنان والفصائل في العراق على نفس الوضع رالقصف الإسرائيلي على الجنوب والاغتيالات لعناصر حزب الله والحشود السورية على الحدود اللبنانية والمطالبات بضم مدن لبنانية الى سوريا والمشاكل التحريضية التي تفتحها الدولة السورية الجديدة واخرها قضية السجناء والمعتقلين السوريين في لبنان والذين اذا اطلقت الحكومة اللبنانية سراحهم سيتحول قسم منهم الى قوى قتالية تستعمل ضد لبنان…. ناهيك عن تحضيرات حزب الله لمعركة منتظرة عند الحدود الشمالية والشرقية من لبنان لمعرفته وتيقنه من المخطط المرسوم……. وبالنسبة للعراق الوضع لايطمئن ابدا سياسيا فالتيار الصدري بقي مصرا علي موقفه بعدم الاشتراك في الانتخابات وهذا يعني وبكل بساطة انه ينتظر اللحظة المناسبة جماهبريا وشعبيا وسياسيا للانقضاض على خصومه الذين وصفهم بالفاسدين والسراق وكل الاوصاف والتي فعلا تنطبق عليهم واذا كنتم تعتقدون ان تسريبات الفيديوات التي ظهرت في الايام الماضية والتي تخص مقتل هشام الهاشمي ظهرت اعتباطا فانتم لاتفهمون العقليات التي تخطط بهدوء في الغرف المظلمة ولاتنسوا ان الوضع الايراني داخليا وخارجيا لايسمح لها بالتدخل عند حصول اي تطورات فايران الان لسان حالها يقول الان ياروح مابعدك روح وستظل ترص جبهتها الداخلية خوفا من حصول تطورات داخلية فيها والاهم من ذلك كله ان إسرائيل تحولت رسميا الى شرطي المنطفة الذي لايخجل ولايستحي ويفعل كل المحرمات والموبقات وفي العراق بعدما رأي القيادة في اقليم كردستان الموقف الذي اخذته الفصائل الموالية لايران في الازمة العشائرية الاخيرة والذي اقل مايوصف بأنه معادي للاقليم وكان يجب ان لاتأخذ مثل هذا الموقف وخصوصا في الاعلام التابع لبعض الجهات التي حرضت على قيادة الاقليم وعلى السيد مسعود بارازاني وعلى عائلته واحفاده وحزبه تحريضا لاداعي له وستكون هذه الجهات المحرضة اول واكبر الخاسرين في المتغيرات المقبلة…. لن ادخل في التفاصيل ولكني اقول لكم ان التطورات والاحداث المقبلة ستنتج تغييرات مهمة وستراتيجية وسيلعب احمد الشرع (الجولاني) دورا مهما فيها والا لماذا اميركا تأتي بشخص يترأس منظمة ارهابية ومطلوب لديها ووضعت عليه جائزة عشرة ملايين دولار وتبين بعدها انها كانت تدعمه وتدربه لتولي المنصب الاول في سوريا ويحصل على الدعم والاعتراف الدولي فهل الاتيان بالجولاني لحكم سوريا كان لسواذ عينه…. سيكون للجولاني دورا كبيرا في لبنان فمثلما ستكون إسرائيل شرطي المنطقة فالجولاني سيكون راس حربة المشروع في لبنان والعراق من الجهة المقابلة لسوريا والهلال الشيعي الذي كان اول من تكلم عنه الملك عبد الله ملك الاردن وقبل ان ينشأ هذا الهلال سينتهي ان لم يكن انتهى فعلا ولننتظر الايام المقبلة لنعرف اين ستبدأ التطورات التي ستحصل هل ستكون اولا في لبنان ام في العراق…. وخلاصة الموضوع ان اللعبة قاربت على الانتهاء…… حمى الله العراق ولبنان وشعبيهما……. ودوام الحال من المحال…..