الكثير من العراقيين يتسائلون من هي داعش وكيف لها أن تقود الحرب على دولتين وجيشين وتهاجم مساحات واسعة في وقت واحد ؟ ومن الذي يقود ويموّل ويقدّم لها الدعم اللوجستي في حربها في العراق وسوريا ؟ وكنّا دائما نقول إنّ قطعان القاعدة وداعش هم جيش صدّام السابق وضباط أمنه ومخابراته , وأنّ من يقود هذه القطعان الإرهابية المتوّحشة هي تلك القيادات التي كانت تمّثل ذراع صدّام التي يقتل ويقمع بها أبناء الشعب العراقي , وهذا الكلام لم يكن استنتاجا عاطفيا يراد منه إيجاد تبرير لما يحدث من فوضى , بل كان رؤية واقعية قائمة على معطيات وأدلة دامغة , وقد سّهلّت طبيعة العملية السياسية القائمة على اساس المحاصصات الطائفية والقومية , المهمة للكثير من ضباط نظام صدّام الفاشي وأزلامه اختراق العملية السياسية من داخلها ومن بابها الواسع , فأصبح لأزلام هذا النظام وجود قوي في الجيش والمؤسسات الأمنية , وكان لوجود هؤلاء الصدّاميين في بعض المواقع الحسّاسة في الجيش أو الأجهزة الأمنية , الدور الكبير والفاعل في كل الخروقات الأمنية والعمليات النوعية التي ينفذونها في بغداد وباقي محافظات العراق الأخرى .
وها هي أحداث الموصل والرمادي والفلوجة وسامراء وتكريت , تثبت بما لا يقبل الشّك انّ القاعدة وداعش وكل المنظمات الإرهابية الأخرى , هم أزلام صدّام الذين تدّربوا على القتل والإجرام في أجهزة صدّام القمعيّة وجيشه السابق , وهم من يقودون الفتنة الطائفية في العراق , وها هي قياداتهم تتهاوى الواحدة تلو الأخرى أمام ضربات قواتنا المسلّحة البطلة , بعد أن استرجعت زمام المبادرة ولتنتقل من الدفاع إلى إلى لهجوم المعاكس , وها هم جرذان صدّام وحثالاته يلقون حتفهم ويذهبون إلى جهنم وبئس المصير بفعل هذه الضربات الدقيقة والموجعة , وها هي فضائية الشعب العراقي تزّف بشائر النصر المؤزر وتنقل للعراقيين أول بأول انتصارات وبطولات جيشهم البطل في الموصل وصلاح الدين والرمادي وباقي المناطق الأخرى , ليستعيد المناطق التي سيطرت عليها قطعان البعث وداعش ويسحق رؤوس قياداتهم العفنة .
وبالرغم من المؤامرة و الخيانة التي تعرّض لها جيشنا البطل في الموصل وكركوك وما سببته هذه الخيانة من صدمة لعموم الجيش والقوات المسلّحة , إلا أنّه استعاد وبفضل وعي وصمود وشجاعة أبناء الشعب العراقي , زمام المبادرة , وانتقل للهجوم على أوكار الشر والإرهاب لسحقها وزرع الموت الزؤام في صفوفها , وقد كان لموقف المرجعية العليا في النجف الأشرف الداعي لحمل السلاح والتوجه لجهاد البعث المجرم وداعش والتصدي لهما في الدفاع عن الوطن والمقدسات , الأثر الكبير في إيقاف الإنكسار الذي حدث بسبب هذه الخيانة والمؤامرة الجبانة , كما إنّ الموقف الدوّلي المشرف من هذه الأحداث التي تعرّض لها العراق , ساهم هو الآخر في إيقاف زحف الإرهاب البعثي السلفي المجرم , كما إنّ التلاحم البطولي بين الجيش والشعب خلف راية رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة نوري كامل المالكي , قد أفقد أعداء العراق والشعب العراقي رشدهم بالرغم من كل الأموال التي أنفقوها على هذه الشراذم والحثالات من أيتام البعث وأزلامه , وبالرغم من كل الدعاية الإعلامية التس سخرّتها السعودية وقطر في فضائياتهم ووسائل إعلامهم , فها هو مخططهم الإجرامي في إسقاط النظام في العراق يتهاوى , وها هو نوري المالكي الذي تآمروا عليه لإسقاطه , يكبر في أعين أبناء شعبه أكثر وأكثر , وها هم أعدائه من السياسيين ينزون خاسئين بعيدا أمام هذا المد الجماهيري الهادر , وها هو نعيق غربانهم يتلاشى أمام هذه الانتصارات المباركة , فمرحى لتلاحم الجيش مع الشعب , ومرحى لتلبية نداء المرجعية العليا في جهاد الإرهاب والشر والدفاع عن الأرض والمقدّسات , ومرحى لأبناء الشعب العراقي الأبطال الذين يتلّقون رصاص الإرهاب والشر في صدورهم ليتصدّوا للظلاميين أعداء الحياة والإنسانية , والخزي والعار لكل من باع نفسه للبعث المجرم وداعش , والرحمة لشهداء شعبنا الذين ارخصوا حياتهم للدفاع عن وطنهم وشعبهم ومقدّساتهم , وجهنّم وبئس المصير لقتلى أعداء العراق وشعبه .