كل رئيس او مسؤول او سلطان او فقيه له مجموعة من الاشخاص يعتمد عليهم في ادارة اعماله ، وهذه المجموعة لها مسميات وبعضها تكون في الواجهة واخرى خلف الكواليس ، والاستشارة امر ممدوح لكن الاملاءات امر مقدوح سواء كان بعلم السلطان او ليس بعلمه هذه هي الكارثة التي تؤدي الى تشتت المجتمع .

ودائما نرى أي رئيس منتخب او مسؤول جديد تكون من اولوياته اختيار عناصر تحيط به ليكونوا حلقة الامان بين الحماية واتخاذ القرار،

هذه الحاشية لو قدر للمؤرخين الكتابة عنها وبمختلف اصنافها سيكون لها تاريخ مؤثر على التاريخ الذي نقراه ، والاسوء فيهم من يستغل مكانته من السلطان ليحقق ماربه .

اما حاشية الفقيه ، او المرجع ، حقيقة اغلبهم كان لهم دور غير سليم في اتخاذ ماهو سليم ضمن الظروف التي تحيط بالمرجع ، وانا اقرا سيرة ومسيرة للسيد محمد باقر الصدر ، تطرق المؤلف لحواشي المرجعيات السيد الحكيم والسيد الخوئي والسيد الخميني والسيد الصدر هذا في ستينيات القرن الماضي .

ما اشيع من اخبار وما تردد على السن الناس اغلبه هو من نتاجات الحواشي ولا علم للمرجع به ، بل ان هذه الحواشي تحسن استخدام ترويج الخبر ومن ثم التملص منه وكأن لا يد لها فيه ، لكن بالنتيجة ما نتج عن تصرفات هذه الحواشي ثبته التاريخ .

حواشي السيد الحكيم وليس السيد بنفسه روجوا ان السيد الخميني يميل للشيوعية ، وحواشي السيد الخميني روجوا ان السيد الحكيم متواطئ مع الامريكان ، وهذه الاشاعات الخبيثة جاءت كون ان السيد الحكيم في تلك الفترة كان مشغولا في الرد على المد الاحمر ، يقابله ان السيد الخميني كان مشغولا في الرد على الشيطان الاكبر ، وبالنتيجة اتهموا جماعة السيد الخميني السيد باقر الصدر انه مع الحكيم ضد السيد الخميني ، وكذلك يقولون أي حواشي السيد الخميني ان السيد الصدر ضد الخميني لانه اختار السيد الخوئي مرجعا ، وفي نفس الوقت حواشي السيد الخوئي اتهموا اتباع السيد محمد باقر الصدر بانهم ينالون من مكانة السيد الخوئي ، واذكر لكم حادثة ، ان السيد الخوئي بعث الى السيد محمد باقر الحكيم وقال له ان السيد الصدر قال كذا وكذا عني ، فقال له السيد الحكيم انا اجزم انه لم يقل ولكنني سانقل كلامك له ، وبالفعل نقل له الكلام فسارع السيد الصدر بلقاء السيد الخوئي ومن طبيعته دائما ينحني ويقبل يد السيد الخوئي ويكنيه استاذي العظيم ، واقسم له بانه لم يقل ذلك ومستعد للمواجهة او أي شيء يطلبه السيد الخوئي ، وبالنتيجة تبين ان الغاية من السيد الخوئي ان يثبت ان للحواشي لسان يجب ان يقطع .

هل تعلمون ان اتباع السيد الخميني حتى بعد انتصار الثورة كانوا يحجبون رسائل السيد الصدر التي بعث بها الى بيت السيد الخميني تقريبا خمس رسائل وقد تالم كثيرا لذلك ليتبين انها حجبت .

غير ذلك المؤلم ان بعض الحواشي بقصد او غير قصد يقول شيئا باعتقاده انه راي المرجع والنتيجة هنالك من يتناقله بانه صدر عن المرجع ، مثلا تردد كثيرا ان السيد الصدر قال للسيد محمد حسين فضل الله عندما اراد ان يغادر النجف بان كل من يغادر النجف هو الخاسر وان فضل الله خسرته النجف ، وبعد التحقق عن هذه المقولة لم يتبين أي دليل او شاهد يقول سمعتها عن السيد الصدر لكن الحواشي استطاعوا من جعلها واقع ، وهذا ليس انتقاصا للسيد فضل الله لكن لبيان تاثير حكم الحواشي .

وكذلك هنالك من الحواشي ماهو الناصح الامين والحكيم الرصين في اظهار الصورة الايجابية للمرجع وهؤلاء لا يمكن ان ننكر مواقفهم ،

هنا اشارة لا بد منها فترة السبعينات ، كان من بين المعممين عناصر من ارهاب البعث باسم الامن متخفين يقومون بدورهم السلبي في التفرقة بين اتباع السيد الخوئي والسيد الصدر والتاريخ يذكر لنا ما عاناه السيد الصدر منهم وهنالك الجهلة ممن ينسب هذه التصرفات الى السيد الخوئي او اتباعه او الى اهل النجف او المعممين في الحوزة قاطبة  .

أحدث المقالات

أحدث المقالات