أمتنا مضحوك عليها , وبدأت مسيرة الضحك قبل الحرب العالمية الأولى , وإنتهت أحوالها إلى ما هي عليه , وما مرت به من إنقلابات تسمى ثورات , ضمن هذه المسيرة التي يتحقق تمريرها بسهولة وبتكرارية مروعة.
والمشكلة أن أبناءها يتوهمون بأنهم يضحكون على الآخر الذي يلعب بهم “جقة وشبر”!!
ولهذا تجدهم يتنقلون من ورطة إلى أخرى , كأنهم منوّمون , أو سكارى بثروات النفط التي بلدت عقول الملايين!!
ومنهم مَن حذرهم من المنزلقات , وقالوها لهم , عليكم أن لا تنزلقوا فيها , لأنها مطب لإنهاككم وتأهيلكم للضربة القاضية , وكررهامفكرون وخبراء , ولا مَن يسمع , وقالوا أنها لعبة وزحلقة مريرة , فغضب من غضب وثار من ثار بوجه بعض المقالات المنشورة في حينها.
وتوهم المتوهمون وقادتهم أوهامهم إلى سوء المصير.
وتجدنا أمام آليات اللعبة ومذاهبها , وكيف خططوا لها وأديرت بخداع وتضليل متقن , حتى وجدت الكفة المتورطة بأنها في منزلق وخيم عليها أن تدفع ثمنه غاليا , والطرف الآخر وكأنه قد تحالف مع مَن يتظاهر بمعاداته , للإيقاع بالكفة المتورطة فيما لا تحمد عقباه.
فكيف يكون المَخرج؟
لابد للكفة المَضحوك عليها أن تلبي شروطا قاسية , بعد أن تدربت على قتل ذاتها بسلاح أجنبي , وهذا الشرط واضح صريح , وخلاصته الإنقضاض على الآخر الذي ينهكها تماما , وتقضي حتفها على يديه.
فهل ستتواصل مَضحوكا عليها؟
إن الأيام ستخبرها , وبعض الإشارات والتوترات البارزة من جبل الجليد المأساوي , تشير إلى أنها لم تتعظ وتريد التفاعل الخسراني الشديد لكي يستريح أعداؤها , وفقا لمناهج ” سعيد مَن إكتفى بغيره”!!
فإلى متى يبقى البعير تحت رحمة جزاريه , وكل منهم يريد أن يقطع رقبته مرات ومرات , فرقبته طويلة , ولا تكفيها ذبحة واحدة!!
“أيها الناس إسمعوا وأعوا , وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا , ما مات فات , وما هو آت آت “, فهل من متعظ؟
ورحم الله قس بن ساعدة الأيادي , فما أحوجنا إليه في أمة تتعثر بثرواتها , التي أحالتها وبالا عليها!!
كفيناهم كما شاؤا فعلنا
بأيدينا نقاتل ما أردنا
علائم نصرهم منا ذكاها
إرادتنا أصابت معتلانا
فلا تعتب على زمن عقيمٍ
تعذبنا وتمحقنا رؤانا