المدن تذكر أبناءها الأوفياء المخلصين الذين قدموا لها خدمات ذات قيمة عمرانية وجمالية وخدمية , فالوفاء للمدينة سلوك وطني وأي إنجاز فيها يكون وطنيا , لأنها تمثل جزءاً من بدن الوطن الكبير ,وبإهتمام أبناء كل مدينة بمدينتهم , يتحقق الإهتمام بالوطن , فالوطنية ليست كلاما , وشعارات , إنها جد وإجتهاد ووفاء لمرتكزات الحياة من البيت وما يكون خارجه.

علينا أن نحترم أي مسؤول غيور على مدينته ويمنحها ما يستطيع , فهذا هو السلوك الوطني السليم , أما الذين ينكرون مدنهم ويتجاهلونها , فهم لا يعبرون عن سلوك وطني , بل يطاردون سراب عقائد وتصورات بهتانية , وشعارات سرابية.

كل مسؤول في أي نظام حكم عليه أن يكون متفانيا بتقديم ما يستطيعه لمدينته , لكي تعزه وتذكره بالخير والسؤدد.

وبعض المدن , عمل في السلطة العديد من أبنائها , وما قدموا لها أية خدمة , ولا ساعدوا أبناءها , بل زادت خرابا ودمارا بوجودهم وذهبوا غير مأسوف عليهم , لأنهم كانوا يتمنطقون بشعارات كرسوية بائسة , أزرت بوجودهم , وطمرتهم في مقابر النسيان.

من يحترم مدينته ويسعى لخدمتها وتطويرها , لا يموت , بل يتجذر في ترابها ويكون متوهجا وقدوة لأجيالها.

البعض ينتقد هذا المسؤول أو ذاك لأنه يخدم مدينته ويجد المسوغات لتطوير الخدمات فيها , والناقد جاهل ومغفل , والمسؤول يفعل الصحيح , فلو أن كل مسؤول إهتم بمدينته وجاهد في سبيلها , لأصبحت بلدانها ذات رقي وإزدهار.

أبناء المدن في الدنيا حريصون على مدنهم , ومن يتسنم المسؤولية في السلطة , يساهم بإعلاء شأن مدينته وتطويرها , والأخذ بها إلى مصاف الأحوال المعاصرة.

فلا تنتقدوا مَن يعمل ويكدح , وقدموا لمدنكم ما يرتقي بها ويطورها , ولا تكونوا من القانطين!!

مدينة كلنا أضحت بلادي

وفي وطنٍ تعانقها الأيادي

فلا تبخل على مدنٍ رعتنا

وكن إبنا لمعروفٍ ينادي

هي الأوطان من مدنٍ سداها

إذا صلحت تواصت بالريادِ

أحدث المقالات

أحدث المقالات