المذاهب برمتها تبدو وكأنها ألاعيب سياسية لخدمة الكراسي السلطانية القاضية بإمتهان الشعوب وإستعبادها , وتمرير رغباتها وإعطائها التخويل الرباني او الشرعي للقيام بتأمين حاجاتها وما يلزمها من قوة للقبض المطلق على الحكم , وأصحاب المذاهب أشخاص لديهم قدر ما من العلم بالدين وطرحوا آراءهم , وإتبعهم الجاهلون بالدين , وحسبوهم من أعلم العلماء وأفقه الفقهاء , ومع مرور العصور تراكمت عليهم هالات القدسية وأمانة الإتباع , وكأنهم يعبرون عن الدين القويم وغيره لا دين.

ولو أخذنا زمنهم وثقافتهم لتبين أنهم يتمتعون بمحدودية معرفية بالقياس إلى ما توصلت إليه البشرية من معارف وعلوم , لكنهم في زمنهم الذي عاشوا فيه , كانوا من المبرزين والمتفقهين.

وكانت في الأمة العديد من المذاهب والرؤى والمدارس , فكل عارف بشيئ إختط لنفسه سبيلا يؤكد فيه ما يراه , فمنهم من أبيد عن بكرة أبيه , ومنهم من أهمل , وبقيت مذاهب ذات قيمة سلطوية , وبموجبها مضى الحكم في أرجاء الأمة , فكل فترة يبرز مذهب ليكون القائد لنظام الحكم , وكلها فعلت ما فعلت في مسيرة الحاكم والمحكوم.

ولا تزال الأمة بين العديد منها , القديم والجديد , فهي أشبه بالأحزاب السياسية , وبعضها يدفع المنتمون إليه إشتراكا , ويعتبر حقا لقادة المذهب , فالواقع المتواصل يشير إلى أن المذاهب لعبة للمتاجرة بالدين , ولكل بضاعته وأسواقه وأرباحه التي يجنيها.

وفي حقيقة الدين أن لا يشفع أحد لأحد , فكل يكون لوحده أمام مصيره , ولن يساعده مذهب أو إمام أو غير ذلك , وإنما من أتي ربه بقلب سليم.

ولن يكون مسؤولا عنه غير نفسه وعقله , فلماذا لا يكون لكل إسان مذهبه , أي وسيلته لعبادة ربه الذي يؤمن به , ويدع المذاهب جانبا , لأنها مغشوشة وذات تطلعات ثانوية غير التي تدّعيها , وجميعها وبلا إستثناء تعزف ذات المعزوفة , التي تنتهي بإستعباد الناس والقبض على مصيرهم بإسم الدين.

فكم صنعت المذاهب من تجار الدين المرائين , الذين يتراقصون على أنغام معزوفات أمارة السوء الفاعلة فيهم , وهم يتمنطقون بالدين وقلوبهم تنبض بقول شيطان رجيم!!

فهل لنا أن نصنع مذهبنا الإنساني الشخصي القويم , ونتبرأ من مذاهب لا تنفع ولا تعين؟!!

مذاهبها إلى الأديان ذخر

كأن لشهدها لذعٌ ومرُّ

بها دينٌ على دين تعالى

بدائبة بها كرٌ وفرُ

معسجدةٌ رؤانا دون غير

فلا دينٌ سوى ديني يمرُ

بسفك دمائنا عشنا صراعا

ونعلم أن كل الخلق حرُ

أحدث المقالات

أحدث المقالات