في كل يوم ، في صباحه ومسائه، نتابع عبر وسائل الإعلام المختلفة، مع جموع البشر في أرض المعمورة، مسلسل جرائم العصر، التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في مدينة غزة الجريحة ( أم الشهداء ) ، من جرائم القتل والتهجير والتعذيب، وكل ما ورد من أوصاف وتعريف للجرائم الدولية في القانون الدولي الإنساني( الجرائم ضد الإنسانية ، الإبادة الجماعية، جرائم الحرب، والعدوان)، الواردة في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، لا لسبب يذكر، سوى، أن أهلها، يرفضون الرحيل عن أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم .
لقد تحولوا هذا الكيان المغتصب المهاجر، بمرتزقته ، الذي قدموا من بقاع العالم الى فلسطين العربية – في الاستقرار والسلام والهروب من الظلم والاستعباد في أوربا- والعودة الى أرض الميعاد- كما يدعون حاخامتهم المجرمين- الى عصابات من القتلة والأجرام بحق الشعب الفلسطيني المستقر في أرضه منذ آلاف السنين، وما الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان المغتصب اليومية في غزة وما حولها، إلا الشاهد والدليل على أفعال هذا الكيان الإجرامي، المنبوذ من الله والبشرية جمعاء، كما ورد ذلك، في الكتب السماوية بمختلف مسمياتها، وأولها قرآننا الكريم.
يا أهل غزة! اعذرونا-نحن العرب- والمسلمون، إخوانكم في الدين والقومية، إننا مشغولين عنكم اليوم لكن، لا ننساكم في الدعاء في كل صلاة، وندين العدوان الصهيوني، وللأسف، هذا؛ لا يوقف العدوان على وشعبكم ولا يحرر أرضكم!
يا أهل غزة ! نحن مشغولون عنكم اليوم؛ شيعوا موتاكم، اقرؤا عليهم صلاة الميت، لقنوهم قبل الدفن وعرفوهم بمنكر ونكير، في أول يوم لهم في لحدهم، ، ليرقدوا في سلام في مقابر فلسطين الحبيبة.
لدينا تصفيات كرة القدم الوطنية والدولية ، أو لفرق أجنبية، نستضيفها في ملاعبنا، لندفع لهم الملايين من الدولارات، رغم اللعب في ملاعبنا وجمهورنا الذي يحضر!
لدينا مهراجاتنا الفنية ومعارضنا المختلفة؛ لنستضيف فيها من يؤيد أو يتضامن مع قتلة أهلنا في غزة. لدينا سباق الخيل والهجن لنعرف الأصيل عن غيره وبخبراء الخيل من إنكلترا.
لدينا فصولنا عشائرنا لنحكم بين المتخاصمين ونترك القضاء جانباً. لدينا احتفالات أعياد ميلاد أحفاد: مولانا، ملكنا، أميرنا، ورئيسنا. إننا مشغولين عنكم؛ في إعداد أكبر كبسة رز محشوة وأكبر سندويج بركر في العالم، لندخل فيهما مسابقة غينس للأرقام القياسية.
اعذورنا يا أهل غزة ، استعينوا بالله ، فهو ناصركم الأوحد، توجهوا بقلوبكم الى رب السماء ، واطلبوا الطير الأبابيل، عسى أن يرسلها إليكم – سبحانه وتعالى- مثلما حمى سابقاً بيته من أبرهة وجيشه، لينقذكم من القتلة والمجرمين، ويطهر أرضكم المقدسة، ونعم بالله العلي العظيم.