ليست الأولى ولن تكون الأخيرة!؟

ليست الأولى ولن تكون الأخيرة!؟

قد يتفق معي الكثيرين أن حادثة الاعتداء المؤلمة والمخزية ،على مستشفى الهلال الأحمر الواقعة في منطقة المنصور، صباح يوم الجمعة الموافق 27/6/2025 ، ترتقي ومن وجهة النظر المنطقية ، الى كونها عمل ارهابي ! وإلّا بماذا نفسر قيام مجموعة مسلحة (بالهراوات وقضبان الحديد والدونكيات) من ذوي أحدى المريضات التي توفت أثناء اجرائها لعملية القسطرة القلبية! باقتحام مستشفى في وسط العاصمة بغداد نهارا جهارا وقيامهم بالاعتداء على الكادر الطبي والتمريضي في المستشفى وتكسير وتحطيم ما صادفهم من الأجهزة الطبية الموجودة؟!. قيل تعددت الأسباب والموت واحد ، حيث يبقى الموت هو النتيجة الحتميةللإنسان ، واننا نشعر تماما بأن فقدان الأحبة شيء غاليومحزن ، أيا كانت المتوفية كبيرة في السن أم شابة ، وعلينا أن نؤمن بقدر الله ، ولكل انسان اجله في الحياة أن كنا مؤمنين حقا ، ولكن نحن بصدد ردة الفعل الغاضبة والعنيفة والكبيرة! ، من قبل ذوي المتوفية رحمها الله ، وهل يصح أن تكون بهذه الطريقة الارهابية!؟ ، الظاهر أن هؤلاء ومن امثالهم الكثيرين ومع الأسف قد (أمنوا العقاب فأساءوا الأدب!) . يبدو أن المجموعة التي اقتحمت المستشفى وما عملته وقامت به ، أنها لا تخاف الدولة ولا أجهزتها الأمنية ولا تخاف الحكومة ، ولا تعترف أصلا بوجود حكومة ودولة وقانون ونظام وقضاء! ، وإلاّ بما نفسر استهتارهم هذا وما قاموا به وفي وضح النهار؟ ، فمثل هؤلاء هم الأشرار الذين لا يخافون الله فيعملون ما بدى لهم!! . الذي نريد قوله هو صحيح أنه قد تم القاء القبض على 7 ممن قاموا بعملية الاقتحام بعد يوم من عملهم الجبان ، ولكن أرى ان الحادثة ألقت بظلال كبيرة من الخوف لدى المواطن! ، وفي الحقيقة ان العيب كل العيب واللوم  يقع على رئيس الحكومة! وعلى وزارة الداخلية وعلى كل بقية أجهزة الدولة ، لأن المبدأ في الموضوع كله ، هو أن هناك الكثير الكثير من العراقيين ، ممن لا يخافون الدولة وأجهزتها ولا يكترثون لقانون ولا لقضاء! ، وتلك هي المصيبة الأكبر في هذا البلد الضائع! ،فالشعب ومن خلال سياسة كل الحكومات التي توالت على حكم العراق من بعد الاحتلال ، تربى على العنف والجريمةوعلى عدم احترام الدولة والقانون! ، بعد ان توفرت له كل الأسباب لذلك (( سلاح منفلت ، أخلاق منفلتة ، وعدم وجود تربية في البيت ، جهل ، امية ، توفر المخدرات بأنواعهاالتي تؤدي لغياب الوعي والأدراك ، ضعف أجهزة الدولة ،الأحكام الخفيفة التي يصدرها القضاء في مثل هذه الحوادث والتي لا تتناسب مع حجم الجريمة! ، ولا ننسى وجود العشيرة التي لها الكلمة الفصل في نهاية الأمر!!.))، كل هذه الأمور وغيرها شجعت على أنتشار العنف والجريمة بكل أنواعها . لا شك  أن  حادثة اقتحام المستشفى هذه وبهذا المشهد الإرهابي المخيف والمرعبالذي شاهده العالم كله ومع الأسف! ، لو وقع في أية دولة محترمة ، لانقلبت الدنيا ولم تقعد! ، ولخرجت مظاهرات وعملوا اعتصامات ، ولاستقالة وزارات وحكومات ، ناهيك ان يكون وزير الداخلية أول المستقيلين!! ، كما يتم مسائلةالجميع بدأ من رئيس الحكومة الى وزير الداخلية الى كل من له صلة بالأمر ، نقول أن ذلك في الدول المحترمة  ، ولكنفي العراق الأمر جدا طبيعي ! فسيتم نسيانه وتناسيه ! وكأن شيء لم يحدث ، فقط أعقب خبر الاعتداء ، خبر القاء القبض على من قاموا بذلك! ، الى هنا وينتهي الخبر وينتهي المشهد الاعلامي بكل تفاصيله ؟؟. أن غالبية العراقيين يعرفون وشاهدوا العشرات بل المئات من مثل هذه الاعتداءات على المستشفيات وعلى كوادرها الطبيةوالتمريضية ان كانت في بغداد او المحافظات!! من بعد2003 ولحد الآن! ، فأمر طبيعي أن يهان الطبيب في العراق ويضرب ويعتدى عليه حتى الموت! ، ونفس الشيء يفعل بالمعلم! ، فكم حادثة اقتحام جرت في مدارس العراق وتم ضرب مدير المدرسة والمعلمين والمدرسين وهم داخل المدرسة ويتم تحطيم اثاث المدرسة!! ، ماذا كانت النتيجة؟وهل تم محاسبة الفاعلين؟ ، وهل أعلمتنا الدولة والحكومة والأجهزة المختصة والأعلام ، بان القضاء قد أصدر احكاما، بحق من قاموا بالاعتداء على الكادر الطبي في المستشفى الفلانية او من قاموا بالاعتداء على الكادر التدريسي في المدرسة العلانية! ، لا جواب على ذلك؟ . أن مشهد الاعتداء وتصويره هو المطلوب من قبل الفضائيات الاعلامية العراقية التي صدعت رؤوسنا منذ 2003 ولحد الان والتي غالبيتها مسيسة! ، اما ان تعرف ماذا بعد ذلك ؟  فهذا هو ما لا يسمح به!؟ . فلو كانت قد صدرت احكام سريعة وعقوبات قاسية ورادعة ، بمن قاموا بالاعتداء على الطبيب في المستشفى ، أو على المعلم والمدرس في مدرسته ، وتم التسليط والتركيز على تلك العقوبات اعلاميا باعتبارها قضايا رأي عام ، لما قاموا هؤلاء بمثل هذا الاعتداء ، ولكنا لمسنا قلة نسبة الاعتداءات وحتى الجرائم بشكل عام . أرى ان الدولة وصورة ضعفها بكل أجهزتها الأمنية هي من يقع عليها اللوم في الأول والآخر (حتى وصل الأمر بأن يقول رجل الدين المعروف عداي الغريري ،وفي خطبة الجمعة ويعلنها على رؤوس الأشهاد ، بأن الأجهزة التناسلية للفاشينستات ، اقوى من أجهزةالدولة!؟) ، فألى أين وصلت الأمور يا دولة الرئيس؟ و أذا كان رجل الدين عداي الغريري تشجع وقالها في خطبة الجمعة بكل جرأة ، فالشارع العراقي يعرف ذلك أيضا!!ومع الأسف . ان كلام الشارع العراقي وما قاله رجل الدين الغريري عن أجهزة الدولة ، لم يأتي من فراغ بل بسبب حوادث وخروقات و فيديوهات وتسريبات صوتية تناولتها و بثتها غالبية الفضائيات وكل مواقع التواصل الاجتماعي!؟وأعتقد يا دولة الرئيس مع كل التقدير لسيادتكم ، أنت على علم بذلك ، وشاهدت الكثير من تلك الفيديوهات! ونفس الشيء أقولها للسيد وزير الداخلية المحترم . وهنا لا بد منالعودة للتأكيد على دور الأعلام بهذه الحادثة وغيرها ، الذيطالما يظهر لنا الجانب المظلم من الواقعة ، جانب الاقتحام والاعتداء ويطبل له! ، ولكن ولا فضائية ممن تصدعت رؤوسنا بأخبارهم  المملة والمزعجة التي طالما تثير الرعب والخوف فينا! ، عملت وحاولت وتابعت وتقصت هكذا حادثةوركزت عليها ، وتابعتها قضائيا! ، فكلها تكتفي بهذا المشهد ، مشهد الضرب والاعتداء ثم تتناسى الموضوع في اليوم التالي! ، وبالتالي يكون مثل هذا الحادث الجلل وغيره من الحوادث حدثا عابرا تسمعه وتراه بشكل طبيعي وعادي!! ، وهنا يكمن دور الأعلام الخطر في إشاعة الخوف والرعب والجريمة والخراب والدمار بين الناس!!؟.وليذكرني أحد أن احدى الفضائيات تابعت مثل هكذا مواضيع ، وأثلجت قلوب العراقيين المكتويه  بنار انتصار الباطل وخفوت صوت الحق! ، وذكرت لنا بأن القضاء العراقي قد حكم بكذا عقوبة ، وبالسجن لمن قاموا بالاعتداء على المستشفى وعلى الطبيب الفلاني أو من قاموا بالاعتداء على مدير المدرسة والمعلمين في المدرسة!؟ لكان الأمر قد اختلف تماما ، ولقلة نسبة الجريمة بكل أنواعها ، ولكن كل الفضائيات ولا أستثني منها أحدا ، يعملون عكس المفروض والواجب فعله ومتابعته!!؟ . المؤلم في مشهد الحياة العراقية هو تيقن غالبية العراقيين بان القانون والقضاء لا يحمي الضعفاء والناس الأسوياء!! ،ويصرحون ويقولون ذلك علنا في الفضائيات عندما يسألون عن ذلك!؟ . ثم لا أدري ما هو دور نقابة الأطباء والصيادلة ،وكل منظمات حقوق الأنسان وردهم على الحادثة؟ ، التي دائما ما تتكرر  للأسباب التي ذكرناها . وهنا لابد من التذكير، بأن الكثير من المتابعين والمحللين السياسيين وأعضاء في البرلمان ، قد أشاروا بأن قانون العفو الأخير قد شمل الكثير من السراق والقتلة والمجرمين!؟؟. وأخيرا أسألالحكومة ودولة الرئيس المحترم ، والسيد وزير الداخلية المحترم ، هل ستكون مقولة ( من أمن العقاب أساء الأدب) هي التي تحكم وتتحكم بالعراق ، من قبل الأشرار الذين يتوالدون ويتكاثرون بالعراق كدود الأرض!؟ .  يقول الأمامعلي عليه افضل السلام ( في موت الأشرار خير للناس) . ولله الأمر من قبل ومن بعد.